ملفات وتقارير

الندم يسيطر على شركاء 30 يونيو في ذكراها الأولى

لم يحصل المصريون على ما خرجوا من أجله في 30 يونيو (أرشيفية) - أ ف ب

تحل الذكرى الأولى لتظاهرات 30 يونيو -التي مهدت الطريق أمام الانقلاب العسكري ليطيح بالرئيس محمد مرسي متذرعا بتحقيق إرادة الجماهير- وقد سيطرت حالة من الأسف على عدد كبير من الرموز والقادة الذي شاركوا في تلك الأحداث.

وأبدى عدد كبير من النشطاء والحقوقيون ندمهم على المشاركة في حملة "تمرد" والتوقيع على الاستمارة التي طالبت بسحب الثقة من الرئيس مرسي. 

وبإلقاء نظرة سريعة على أوضاع الرموز التي دعت لتلك التظاهرات -ومعظمها من القوى الثورية والأحزاب المدنية المشكلة لجبهة الإنقاذ- نجد أنهم أصبحوا إما سجناء مثل أحمد ماهر وأحمد دومة ومحمد عادل وعلاء عبد الفتاح، وإما قد غادروا البلاد بسبب الهجوم الشديد عليهم مثل محمد البرادعي وعلاء الأسواني، وإما ممنوعون من الظهور الإعلامي مثل كثير من قادة جبهة الإنقاذ.


لن أسامح نفسي

من جانبها، وصفت الناشطة الحقوقية عايدة سيف الدولة استمارة تمرد التي كانت ذريعة للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي العام الماضي بأنها كانت كذبة كبرى.

ونشرت سيف الدولة -التي أسست مركز النديم لحقوق الإنسان- عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك" صورة لاستمارة تمرد التي وقعت عليها من قبل، وقالت: "لن أسامح نفسي يومًا على أني صدقتها ووقعت على هذه الاستمارة".

وكانت سيف الدولة من بين عدد كبير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان الذي شاركوا في التوقيع لحملة تمرد، كما دعوا الجماهير للتظاهر حتى إسقاط الرئيس مرسي.

وقال "أحمد قناوي" منسق حركة "تمرد" السابق بنقابة المحامين، إن 30 يونيو التي أعدوا لها العام الماضي لم تقدم شيئًا لمصر ولم تجعل البلاد أفضل حالاً كما كان يتمنون بل صارت أسوأ حالا في كل المجالات".

وأكد "قناوي" -خلال مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء الاثنين- أن "مطالب تمرد التي خرج من أجلها الملايين لم يتحقق منها شيء، وصارت الأزمات أكثر وأكثر"، مضيفا: "خرجنا نطالب بالحرية والديموقراطية لمصر فتحولت مصر لدولة بوليسية ديكتاتورية، وأصبح النظام الحاكم لا يعرف سوى لغة البطش والقمع".

وأضاف: أتحدى السيسي أن يقنع 5% من الجماهير التي نزلت العام الماضي في 30 يونيو بالنزول مرة أخرى".


التحرير لمؤيدي السيسي فقط

أما القوى الثورية التي كانت من أهم الأطراف الداعية للتظاهر يوم 30 يونيو الماضي، فأعلنت رفضها المشاركة في أي احتفال بالذكرى الأولى لتلك التظاهرات في الميادين العامة.

وأكدت أن 30 يونيو ليست ثورة مثل 25 يناير، وأن أهداف الثورة الحقيقية لم تتحقق بعد خاصة مع تواجد نشطاء الثورة داخل السجون بسبب قانون التظاهر الذي شرعته سلطة جاءت عن طريق التظاهر!. 

وقال شريف الروبي عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) إن الحركة لن تحتفل، خاصة وأن ميدان التحرير رمز الثورة أصبح مغلقا ومتاحا فقط لمؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وأكد الروبي -عبر صفحته الشخصية على فيس بوك- أن القوى الثورية التي شاركت في 30 يونيو تقوم الآن بإعادة ترتيب أوراقها وترسم رؤية واضحة لفاعلياتها في الفترة المقبلة لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

من جانبها، استنكرت شيماء حمدي عضو المكتب السياسي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية والعضو المؤسس في جبهة "طريق الثورة" وجود أي احتفالات بذكرى 30 يونيو التي أعادت البلاد إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وأكدت أنها ستواصل نضالها من أجل إسقاط حكم العسكر الذي يسيطر الآن على البلاد.

أما حليم حنيش الناشط الحقوقي بمركز النديم فقد أكد على انه لم يندم على المشاركة في أحداث 30 يونيو، ولكنه نادم على الحال الذى وصلت له البلاد بعدها، كما أنه لم يندم على 25 يناير إلا أنه نادم على الحال بعدها سواء خلال فترة حكم المجلس العسكري أو حكم الإخوان. 


انتكاسة

ومن الأحزاب التي شاركت في 30 يونيو حزب الدستور الذي شارك مؤسسه محمد البرادعي في بيان الانقلاب، وتولى منصب نائب الرئيس لمدة قصيرة قبل أن يستقيل ويغادر إلى النمسا.

وانتقد الحزب -في بيان أصدره الاثنين- عدم تحقيق أي هدف من أهداف ثورة يناير، مضيفا أنه وبعد عام من 30 يونيو تجد القوى الديمقراطية نفسها في انتكاسة يتم فيها مقايضة الأمن ومحاربة الإرهاب بالتراجع عن حقوق أساسية اكتسبها المصريون على مدى السنوات الثلاث ونصف الماضية. 

واستطرد الدستور: وبينما كنا نأمل في فتح صفحة جديدة بعد تنفيذ الاستحقاق الهام الثاني في خريطة الطريق، وعقد الانتخابات الرئاسية، فإذ بنا نواجه المزيد من التضييق على حق التظاهر والتجمع السلمي، والمزيد من الشباب الطاهر الذي شارك في ثورة يناير وانتفاضة 30 يونيو يتم إلقاؤه في السجون لأسابيع وشهور بناء على قانون جائر للتظاهر. 

كذلك أصدر حزب النور السلفي بيانا صحفيا الاثنين -تلقى "عربي21" نسخة منه- أكد فيه عدم مشاركته في إحياء الذكرى الأولى، داعيا المصريين للعمل والإنتاج.

وتحل الذكرى على الحزب وقد أصبح منبوذا من كل القوى السياسية تقريبا، المؤيدة منها للانقلاب والمعارضة، كما منعت كوادره من الخطابة في المساجد.

من جانبه وصف الصحفي وائل قنديل رئيس تحرير صحيفة "العربي الجديد" أحداث 30 يونيو بأنها "كذبة العصر"، ودعا كل من وقع استمارة "تمرد" إلى أن يراجع بنودها وأن يسأل نفسه ماذا تحقق منها؟. 

وأضاف قنديل في لقاء مع قناة "الجزيرة" أن "30 يونيو" كانت ثورة مضادة من الفلول، مشيرا إلى أن الذكرى الأولى للأحداث تحل والمجتمع المصري في انقسام حاد.