سياسة عربية

اتهام لاعب مصري بالخيانة بعد إعلانه الاحتراف بقطر

اللاعب المصري أحمد فتحي - أرشيفية
يتعرض لاعب النادي الأهلي السابق ومنتخب مصر لكرة القدم، أحمد فتحي، لحملة انتقادات عنيفة بعد إعلانه الانتقال إلى الدوري القطري، وصلت إلى حد المطالبة بسحب الجنسية منه.

ويقول مؤيدو الانقلاب إن فتحي باع نفسه ووطنه حينما وافق على اللعب في دولة قطر التي يتهمونها بمعاداة مصر وتدبير المؤامرات ضدها.

ووقّع فتحي بشكل رسمي، الأربعاء، عقود انتقاله إلى صفوف نادي أم صلال القطري لمدة ثلاثة مواسم مقبلة، فى صفقة انتقال حر مقابل مليون و100 ألف دولار في الموسم الواحد، بعدما رفض التجديد للنادي الأهلي عقب انتهاء عقده، وفضل الرحيل من مصر بحثا عن عائد مادي أكبر.

وقال آخرون إن فتحي -المعروف بتأييده للانقلاب- هو أحد "الخلايا الإخوانية" النائمة في الكرة المصرية، وأن هذه الصفقة كشفته على حقيقته.

وللمفارقة، فإن من ينتقدون اللاعب أحمد فتحي اليوم، هم أنفسهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حينما رفع لاعب الأهلي السابق أحمد عبد الظاهر إشارة رابعة بعد إحرازه هدفا في بطولة دوري الأبطال الأفريقي، وعاقبه النادي واتحاد الكرة بالإيقاف لستة أشهر بعد اتهامه بالخلط بين الرياضة والسياسة.

وفي الموسم الماضي شارك اللاعب المصري محمد صلاح مع ناديه تشيلسي الإنجليزي في مباراة ضد نادي ماكابي الإسرائيلي في تل أبيب في بطولة دوري الأبطال الأوروبي، وحينما انتقده كثيرون ووجهوا له تهمة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، دافع عنه مؤيدو الانقلاب بأنه لاعب محترف ولابد من اللعب مع ناديه في أي مكان، كما طالبوا بضرورة فصل الرياضة عن السياسة،
وشارك أحمد فتحي في تدريبات الفريق في الدوحة، حيث ينتظر مشاركته الأولى فى افتتاح الدوري القطري أمام نادي الغرافة الجمعة المقبل.

وأثار فتحي لغطا كبيرا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تردد أنباء أنه وقع بالفعل عقود انتقاله لنادي الاتحاد السعودي قبل أن ينضم لأم صلال.

وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية عن أن "الاتحاد" أعلن مقاضاة اللاعب بتهمة الإخلال بعقده مع النادي السعودي وانتقاله للفريق القطري، وتم توكيل رئيس نادي الزمالك المصري والمستشار القانوني، مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري والمستشار القانوني للاتحاد لمقاضاة فتحي.

بيان خالٍ من السياسة

وأصدر أحمد فتحي، لاعب الأهلي السابق، والمنضم حديثا لصفوف أم صلال القطري، بيانا لتوضيح موقفه بعد هجوم جماهير الأهلي عليه واتهامه بتفضيل العائد المادي على الإنتماء للنادي.

وأكد فتحي خلال البيان حبه الشديد للأهلي، ونفي أنه ساوم النادي بمفاوضات أندية أخرى معه، مشيرا إلى أن سبب تردده في حسم قراره هو حبه الشديد لنادي الأهلي.

وأشار في البيان إلى أنه قرر اللعب خارج مصر بسبب ظروف كرة القدم في البلاد وصعوبة إقامة الدوري من مجموعة واحدة وغياب الجماهير عن الملاعب وهو ما جعله غير متحمس للعب فى مصر فى الوقت الحالي.

لكن فتحي لم يتطرق إلى أن جانب سياسي ولم ينقي أو يؤكد حصوله على الجنسية القطرية.

وسبق لفتحي أن لعب في الدوري الإنجليزي مرتين، الأولى مع ناديي "شيفلد يونايتد" في عام 2007، والثانية كانت في صفوف "هال سيتي" عام 2013، كما لعب لنادي "كاظمة" الكويتي عام 2008 قبل أن يعود مرة أخرى إلى الأهلي.

وشارك لاعب الإسماعيلي والأهلي السابق في حصول منتخب مصر لكرة القدم على بطولة كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات أعاوام 2006 و2008 و2010 تحت قيادة المدرب حسن شحاتة.

ولك يكن أحمد فتحي أول الرياضيين المصريين الذين يتعرضون للهجوم بسبب عملهم مع جهات قطرية، فقد سبقه في ذلك مهاجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق محمد أبو تريكة الذي عمل مع قنوات "بي إن سبورتس" القطرية خلال بطولة كأس العالم الماضية.

وتعرض أبو تريكة لحملة انتقاد شديدة وصلت إلى حد تهديده والتحريض عليه بعد تعاقده مع "بي إن سبورتس" لتحليل مباريات المونديال من البرازيل.

الأخونة والخيانة


وشنت وسائل إعلام مصرية مؤيدة للإنقلاب حملة تشويه ضد فتحي بعد انتقاله للعب في قطر، واتهمته بخيانة الوطن وأنه عضو في جماعة إرهابية في إشارة إلى الإخوان المسلمين.

وقالت صحيفة اليوم السابع في تقرير لها عن هذه الصفقة إن فتحي "واصل محطات السقوط وانه مُتهم بالأخونة التي لن يستطيع الإفلات منها بعد حصوله على الجنسية القطرية.

وأضافت أن اللاعب يفتح على نفسه أبواب "الجحيم"، بعدما أصبح ضمن الخائنين فى نظر الجماهير الأهلاوية. 

وأعلن مسئولو الأهلي أن فتحي - الذي لقبه الجمهور بالجوكر - أصبح منبوذا من النادي ولن يسمح له بدخول الأهلي مرة أخرى.
ويكفي إلقاء نظرة سريعة على التعليقات والأراء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة كم الغضب في نفوس مؤيدي الإنقلاب من انتقال أحمد فتحي للعب في الدوري القطري.

ومنذ إنقلاب يوليو 2013 ويالنظام الحاكم في مصر يعتبر دولة قطر العدو الأول للبلاد ويوجه لها اتهامات بتدبير المؤامرات ضد مصر واحتضان جماعة الإخوان المسلمين التي تم تصنيفها جماعة إرهابية.

كما تمثل شبكة الجزيرة الإخبارية صداعا في رأس الإنقلابين الذيم يرون أنها الذراع الإعلامي لمناهضي الإنقلاب في مصر، ويقولون أنها تثير الفتن في البلاد.

وطالب معلقون على "فيسبوك" و"تويتر" بسحب الجنسية المصرية من أحمد فتحي وسط اتهامات له بخيانة بلده.

كما قررت رابطة النقاد الرياضين في مصر -في مايو الماضي- شطب الإعلامي علاء صادق من عضويتها، بسبب ما أسمته "إهانته المستمرة لمصر" من خلال البرنامج الذي يقدمه على قناة الجزيرة مباشر مصر، وأحالته للتحقيق في نقابة الصحفيين.
وكان الناقد الرياضي خالد بيومي قد أعلن -عبر "تويتر"- إنهاء تعاقده مع "بي إن سبورتس" التي يعمل بها كمحلل للمباريات، احتجاجا منه على موقف القناة من الأحداث التي تشهدها مصر.

ونقلت تقارير صحفية أن محمود الخطيب نائب رئيس النادي الأهلي السابق نصح فتحي بعدم الانتقال إلى أم صلال وطالبه بالابتعاد عن الدوري القطري تماما حتى لا يحسب على فصيل الإخوان المسلمين الذين تحتضنهم قطر حاليا.