ملفات وتقارير

هادي يحتضر سياسيا ويلفظ أنفاسه الرئاسية الأخيرة

الرئيس عبد ربه منصور هادي - أرشيفية
قال المحلل السياسي ياسين التميمي تعليقا على المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الثلاثاء في صنعاء، إنه الخطاب الأخير وهو يعيش في عزلة سياسية.

وأضاف في تصريح لقناة الجزيرة، أن الرئيس هادي كان معه تفويض شعبي كبير إلا أنه أهمله.

وعلق الكثيرون من النشطاء على "فيسبوك" بأن هادي حول نفسه من رئيس مفوض من قبل الشعب إلى كرت سيلعب به الحوثي، بعد نزع صلاحياته الرئاسية.

وعلق النشطاء على الخاتمة السيئة التي أنهى بها هادي مستقبله السياسي في المشاركة في الإنقلاب الناعم، وبيع اليمن أرضا وإنسانا لقوى إقليمية، خاصة بعد السماح للمليشيات الحوثية بتجريد الجيش اليمني من أسلحته الثقيلة.

واتهم الرئيس عبدربه هادي الثلاثاء قوى خارجية وداخلية بإحباط تجربة اليمن في الانتقال السلمي، مؤكداّ أن ما حدث من إسقاط لمؤسسات الدولة كان بفعل فاعل.

وقال هادي في مؤتمر صحفي إن ضعف إمكانيات الدولة وأطماع البعض أدت إلى الوضع الحالي في البلاد، وإن ماحدث في البلاد مؤامرة أعدت سلفا وتجاوزت حدود الوطن وتحالفت فيها قوى عديدة.

واستدرك بأن صنعاء لم تسقط ولن تسقط وهي مدينة كل اليمنيين، ولن تكون حكرا أو ملكا لأحد، وما كان اتفاق السلم والشراكة إلا تعميدا لخيار السلم.

ونفى عدم صحة ما يشاع عن ضرب أحزاب من أجل قوى أخرى، ودعا الجميع في الظرف الحالي إلى أن يتحملوا المسؤولية وأن يتماسكوا ويدافعوا عن حلم الجميع.

وأكد أنه عندما استلم الدولة في 2012 استلم شبه دولة ومؤسسات مهترئة وجيشا مقسما.

وفي السياق نفسه أشارت مواقع إخبارية يمنية إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كشف عن مؤامرة عابرة للحدود اليمنية، وراء الأحداث الأخيرة بالعاصمة صنعاء، وأنه دعا جماعة الحوثي إلى الانسحاب من العاصمة اليمنية، وتسليم المؤسسات الحكومية التي استولوا عليها إلى الدولة.

وقال هادي -في المؤتمر الصحفي الذي عقد في وقت سابق الثلاثاء في دار الرئاسة اليمنية بصنعاء- إن صنعاء لم تسقط ولا يمكن أن تكون حكرًا على أحد، مؤكدا عدم صحة ما وصفها بالشائعات التي قال إنها تحدثت عن تخاذله وتخليه عن العاصمة صنعاء للحوثيين مقابل استبدالها بعدن.

واعتبر الرئيس هادي أن ما حدث من عملية اقتحام مفاجئ للحوثيين للعاصمة "مؤامرة" قال إنها أعدت وتجاوزت حدود الوطن، مؤكدا أنه لن يتهرب من مسؤولياته و التزاماته تجاه الشعب اليمني.

قيادي حوثي: وطني ينهار واليمن الجديد بعيد المنال

وفي سياق متصل، قال قيادي في جماعة "أنصار الله"، المعروفة إعلاميا باسم جماعة "الحوثي"، الثلاثاء، إن اليمن "ينهار"، وإن ما كان يصبو إليه أصبح "بعيد المنال"، وذلك بعد يومين من سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء.

وكتب على البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة "الحوثي" في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "عيناي اغرورقتا بالدموع وأشعر بألم في صدري وغصة في حلقي، أرى وطني ينهار واليمن الجديد الذي سعيت إليه بعيد المنال.. سامحوني".

وتابع: "عذراً من كل الأحبة والأصدقاء الذين خيبت ظنهم ولم أتمكن من إنصافهم".

جاء ذلك بعد ساعات من اقتحام مسلحين تابعين لجماعة "الحوثي" منازل تابعة لقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، واقتحام قناة "سهيل" الفضائية المحسوبة على الحزب، مع اقتحام منزلين لمستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، ووزير الإعلام السابق علي العمراني.

وتحت وطأة اجتياح عسكري "حوثي" لصنعاء، وقع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قبل يومين، على اتفاق مع الجماعة، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية.

ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي.

ورفض الحوثيون التوقيع على ملحق أمني للاتفاق ينص من بين بنوده على سحب مقاتليهم من صنعاء.

ميليشيات الحوثي تتكفل بحماية السفارة الأمريكية

وفي أحداث ذات صلة، تكفلت ميليشيات جماعة الحوثي بحماية السفارة الأمريكية، الواقعة في منطقة شيراتون شمال شرق العاصمة صنعاء.
 
وأوضح شهود عيان أن ميليشيات الحوثي سيطرت على النقاط الأمنية المحيطة بالسفارة الأمريكية، والتي تعتبر كحماية إضافية للسفارة.
 
وأشار شهود العيان إلى أن أفراد قوات الأمن الخاصة انسحبت من النقطة إلى الشارع الفرعي، وتركتها لمسلحي الجماعة.
 
كما أضاف الشهود أن قوات المارينز الأمريكية المتمركزة على فندق شيراتون المطل على النقطة العسكرية لم تعترض على تواجد ميليشيات الحوثي، وأن وفود السفارة تمر من النقطة الحوثية بالتزامن مع ترحيب ميليشيات الحوثي للوفود الواصلة.
 
ويرى مراقبون يمنيون -بحسب موقع يمن برس- أن هذه الممارسات وعدم اعتراض السفارة الأمريكية عليها، يظهر مدى العلاقة الوطيدة بين ميليشيات الحوثي والسفارة الأمريكية والمتهمة بأنها المدبر الرئيسي لعملية استيلاء جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، كما أنها أوضحت حقيقة الشعار الزائف الذي ترفعه الجماعة المتمردة، وتدعي من خلاله العداء لأمريكا.