سياسة عربية

وعد بلفور.. 97 عاما على ضياع الحق الفلسطيني

هل تعتذر بريطانيا عن وعد بلفور - عربي21
يتفق الفلسطينيون على أنه من الواجب على بريطانيا أن تكفر عن جريمتها بحق الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه، مؤكدين في ذات الوقت أن القوى الاستعمارية ما زالت تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
 
من جهته أكد الدكتور عصام عدوان الباحث في شؤون اللاجئين والقضية الفلسطينية أن "وعد بلفور باطل بكل المعايير لأنه تجاهل حقائق التاريخ، وادعى أن لليهود حقا في فلسطين"، موضحا أنه "لا قيمة قانونية أو دبلوماسية له، لأن هناك اعتبارات كثيرة تجعل من هذا الوعد شيئا من العبث".

دولة يهودية

وقال: "للأسف الشديد هذا العبث قامت بريطانيا بتجسيده على أرض الواقع بقوة السلاح، وفرض من خلال الاحتلال العسكري البريطاني، الذي انتهى باحتلال عسكري إسرائيلي بدعم من بريطانيا والمجتمع الدولي".

وصدر الوعد في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917، بواسطة وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور والذي التزم من خلاله للمنظمة الصهيونية العالمية واليهود البريطانيين، بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وعند صدور الوعد كانت نسبة اليهود في فلسطين لا تتجاوز 6% من السكان.

وحمل الباحث بريطانيا "الوزر الأكبر بعد 97 عاما، لما أصاب الشعب الفلسطيني من ويلات، حيث طرد ثلثا السكان من أراضيهم، وأقام الاحتلال الإسرائيلي دولته على أراضي الفلسطينيين".

اعتذار نظري وعملي

وحول التوصية غير الملزمة التي صدرت مؤخرا عن مجلس العموم البريطاني للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، بين عدوان أن "هذا الاعتراف يشمل في طياته ضمان استمرار دولة يهودية على بقية أرض فلسطين"، مبينا " أن بريطانيا بعد 97 عاما، لم تتخل عن المشروع الصهيوني، وما زالت تدعمه".

وقال: "حتى وإن بدا الأمر في ظاهره تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، إلا أنه في حقيقته استكمال لدور بريطانيا في حماية المشروع الصهيوني".

وصوت مجلس العموم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بأغلبية 274 صوتا، مقابل 12 صوتا، لصالح الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة "إسرائيل"، وهو قرار غير ملزم وليس له أي انعكاسات سياسية.

ويرى الباحث في شؤون القضية الفلسطينية أنه "يتوجب على بريطانيا أن تعتذر نظريا وعمليا عن كل ما تسببت به للشعب الفلسطيني" موضحا أنه يجب أن تقوم "نظريا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل ما أصابه جراء الاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، وبين أن الاعتذار العملي يتمثل "بدعم الدولة الفلسطينية، وحركة التحرر في فلسطين كسائر حركات التحرر في العالم، والعمل الجاد على إرجاع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم".

صكوك جديدة 

وكشف الباحث في شؤون اللاجئين أن "ثلثي اللاجئين الفلسطينيين أخرجوا من أراضيهم قبل نهاية الانتداب البريطاني"، محملا بريطانيا "مسؤولية ما أصاب اللاجئين".

وقال: "الاعتذار وحده كلمة جوفاء لا قيمة لها، إذا لم يتبعها عمل حقيقي يلمسه الشعب الفلسطيني".

وأثر وعد بلفور "ما زال مستمرا، وهو قائم بقيام إسرائيل، وهي نتيجة له، وتشريد الشعب الفلسطيني، وسرقة ثقافته هي أيضا من نتائج الوعد المشؤوم"، بحسب عدوان الذي طالب "بالضغط بكل الوسائل المشروعة على بريطانيا من أجل الاعتذار والتراجع عن مضمون هذا الوعد"، موضحا أن هناك " قصورا واضحا يجب استدراكه".

وشدد على وجوب أن "لا يمنح العرب إسرائيل، وعودا وصكوكا بلفورية جديدة، من خلال الاعتراف بها وإقامة علاقات معها"، موضحا أنه "سيأتي اليوم الذي تحاسب فيه الشعوب العربية حكوماتها وأنظمتها على هذا الخذلان والخيانة لأهم قضية مركزية للأمة العربية".

الانقسام مازال قائم

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن "القوى الاستعمارية التي أنشأت المشروع الصهيوني ما زالت ملتزمة بالأهداف التي أرادت تحقيقها من وراء هذا المشروع "، معتبرا أن تلك القوى "تبنت المشروع الصهيوني لمنع قيام دولة عربية قوية في المنطقة".

وأضاف: "مخطئ من يراهن على أن السياسة الأمريكية أو البريطانية، ممكن أن تتحول عن دعم الاحتلال الإسرائيلي لمناصرة القضية الفلسطينية"؛ مشددا على أنه "أمر غير ممكن".

ويرى الكاتب أن توصية مجلس العموم البريطاني تأتي من "باب الاحتياجات السياسية في المنطقة، من أجل تأمين مصالح المجتمع الدولي".