صحافة دولية

إندبندنت: معتقل يناشد أوباما للإفراج عن شاكر عامر

إندبندنت: حملة للإفراج عن آخر معتقل بريطاني في غوانتانامو شاكر عامر - أرشيفية
قالت غاريث بيرس، محامية آخر معتقل بريطاني في غوانتانامو شاكر عامر (46 عاما)، إن جيري كونلون، وهو موكل سابق لها، أضاف اسمه لقائمة المدافعين عن عامر. 

وتقول صحيفة "إندبندنت" إن قضية جيري كونلون تعد من أخطاء القضاء البريطاني، وهو أحد أعضاء مجموعة "غيلفورد الأربعة"، الذين أدانهم القضاء البريطاني بتهمة تتعلق بإرهاب الجيش الأيرلندي الحر، ويعد آخر معتقل بريطاني، وترفض السلطات الأميركية في غوانتانامو الإفراج عنه، حيث دخلت الحملة لتأمين خروج عامر عامها الـ13 . 

ويشير التقرير إلى أن المحامين الذين دافعوا عن كونلون في قضية هجوم بالقنابل نفذه الجيش الأيرلندي الحر عام 1974، قالوا إن جيري قد كتب بصفته الشخصية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وطالبه بالإفراج عنه، وذلك قبل وفاة جيري بفترة قصيرة هذا العام.

وتبين الصحيفة أنه في الرسالة التي ظهرت لأول مرة قارن فيها جيري بين تجربته مع النظام القضائي البريطاني، وتجربة عامر الذي اعتقله الأميركيون عام 2001، بتهمة الإرهاب وسجن وعذب في مركز اعتقال في أفغانستان، ومن ثم نقل إلى معتقل غوانتانامو . 

ويلفت التقرير إلى أن عامر لا يزال في المعتقل، رغم عدم توجيه اتهامات له، والدعوات المستمرة من الحكومة البريطانية لعودته إلى بريطانيا، ولا يزال آخر معتقل بريطاني في غوانتانامو.

وتوضح الصحيفة أن كونلون في رسالته يضم صوته إلى عدد من أصوات النجوم البريطانيين والقادة السياسيين في الحملة للإفراج عن عامر. وفي عريضة وقعها موسيقيون، مثل روجر ووترز والمغنية سوفي إليس – بيكستر، دعوا فيها باراك أوباما لاستخدام سلطاته والإفراج عنه.

ويفيد التقرير أن جيري كونلون قضى 15 عاما في السجن، بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1975، وقال له القاضي عندما أصدر عليه الحكم "لو كان حكم الإعدام معمولا به لشنقتك". ولكن هيئة محلفين أصدرت في 1989 حكما بتبرئة ساحته وثلاثة آخرين، بعد توصلها لإمكانية تزوير الشرطة أدلة ضده، ولأن أدلة قوية تدين كونلون لم يتم تقديمها في المحاكمة.

وجاء في رسالته، حسب بيرس، التي رافعت عنه وتمثل أيضا عامر، "خلال السنوات الماضية تعرفت على عائلة عامر". وقال إنه مثل عامر تعرض للتعذيب في "الحرب على الإرهاب". ولكنه اعترف أنه كان قادرا على إثبات براءته أمام المحكمة. وبالمقارنة فلا يمكن لعامر إثبات براءته،  خاصة أنه في متاهة قضائية لا يعرف لها أولا من آخر. فقد برئت ساحته من التهم الموجهة له، لكن الأميركيين لم يقرروا الإفراج عنه. 

وكان كونلون قد توفي هذا العام عن عمر 60 عاما، بعد معاناته من مرض سرطان الرئة. وقالت بيرس في تصريحات نقلتها صحيفة "إندبندنت" إن كونلون كان يخطط لمواصلة حملته.

وتنقل الصحيفة عن بيرس قولها إن كونلون قد زار عائلة شاكر، زوجته وأبناءه الثلاثة في منطقة باترسي جنوب لندن؛ كي يتعرف على ظروف حياتهم. ويقول في رسالته إن شاكر قد يخرج من السجن حيا أو يلاقي مصيرا مشابها لمصير والده غيسبي كونلون، أي قد يموت قبل الإفراج عنه.

ويورد التقرير قول كلايف ستاتفورد سميث من "محامون من أجل حقوق الإنسان"، الذي زار عامر قبل فترة، الذي يرى أنه لا يزال في السجن بسبب مشاهدته عملاء المخابرات الأميركيين والبريطانيين وهم يحققون مع المعتقلين.

وهذا نص الرسالة:


سيدي الرئيس أوباما:

قبل أربعين عاما تقريبا وضع اللثام على رأسي، وقيدت دون أي سبب، ونقلت بالطائرة من شمال أيرلندا إلى جنوب إنجلترا لأعذب وأتعرض للتهديد تحت السلاح، وأضرب كي أعترف بجرائم كان يعتقد المحققون أنني ارتكبتها. كنت وثلاثة من زملائي أول من اعتقل، بناء على قانون أقره البرلمان على جناح السرعة باسم الحرب على الإرهاب. والأمر ذاته حدث لعماتي وأعمامي وأبناء عمومتي ووالدي، ولكثير من الرجال والنساء الأبرياء.

وبعد 15 عاما تم الإفراج عنا من السجن، بعد أن أثبت فيلم وثائقي أن سجننا واتهاماتنا كانت خاطئة. وقضيت معظم هذه السنين في حجز انفرادي، وعوقبت بالسجن؛ لأنني دافعت عن براءتي. فبعد اعتبارنا رجالا سيئين تم الترحيل.

خلال الأعوام الماضية زرت عائلة شاكر عامر في انجلترا، الذي اعتقل بالخطأ بعيدا عن أية إجراءات قانونية في معتقل غوانتانامو منذ عام 2002.

ومحاميته الإنجليزية هي محاميتي، وعندما زرنا أبناءه سألت زوجته، كيف سيكون حال شخص اعتقل واحتجز في زنزانة انفرادية طوال الوقت وعذب؟ ماذا يحتاج كي يعود لحياته الطبيعية؟

عندما خرجت من السجن عانيت من مصاعب لن يعاني منها عامر، الرجل الذي يحرص على عائلته. وليست مخاوفي أنه سيعود مثلي لعالم لا يمكنه التكيف معه، إنما مخاوفي هو أنه لن يعود أبدا. فما يلاحقني هو شعور المقارنة القريبة ليس بيني وشاكر، ولكن مع والدي الذي لم يفرج عنه أبدا ومات في السجن. وتواجه زوجة شاكر الوضع الذي واجهته والدتي نفسه، وهو وفاة زوجها غيسبي في السجن، ومر عقد على وفاته قبل الاعتراف بأنه كان بريئا.

والأخبار المتوالية عن الإضرابات عن الطعام التي يقوم بها معتقلون يائسون في غوانتانامو، وهم مثل شاكر برئت ساحتهم من التهم وجاهزون للإفراج عنهم، كافية كي تحدث قشعريرة في جسد كل أيرلندي وأيرلندية. فرؤية شخص يزحف نحو الموت ولا تستطيع تقديم المساعدة له أمر مؤلم.

أثناء فترة سجني كان أكبر حلفائي هم من الأميركيين، في الكونغرس وقادة الكنيسة ورجال ونساء لم أكن أعرفهم، ولكنني كنت أعرف أنهم يتحدثون بشجاعة عما حدث لنا من بلد يعد من أشد حلفاء بلدهم ولا يرغبون بتوجيه النقد. 

وبدوري لا يمكنني تجنب الحديث عن شاكر وعائلته. وعندما كنت في السجن، كنت أعرف أن هناك بحثا دائما عن طريقة لإثبات أن الدليل الذي استخدم ضدي كان خاطئا. وبالنسبة لشاكر لا توجد فرصة، فلا يوجد دليل ولم يقدم ضده دليل، وصدر قرار بالإفراج عنه.

لا أريد ان أكون خبيرا في الأمن كي أفهم واقع ما سيحدث في حال عودة شاكر إلى بيته. فسيعود هذا الرجل إلى بيته، ويجد عائلة قوية وأطفالا رائعين متعطشين لرؤيته مرة أخرى في حياتهم، وهناك جماعة كبيرة من الأديان كلها تدعمه.  وكانت أول  مكالمة تقوم بها نائب محافظة بعد انتخابها لزوجته- أي زوجة شاكر، كما يساعده محامون أعادوني مرة أخرى للعالم، وطمأنوني بالطرق كلها، ومنذ عودتي مرة أخرى للعالم عام 1989، دائما يذكرني البعض بأهمية إطلاق سراحي، فقد أدى، ولأول مرة، لإثبات أن الخطأ الذي ارتكب ضد شمال أيرلندا، مهما كان مريعا فهناك إمكانية لتصحيحه. وهذا يعني أن هناك إمكانية لوضع حد لنهاية نزعات. وأعتقد أن هناك حاجة وضرورة لفك العقدة في هذه الحالة، أي وضع نهاية لمشكلة شاكر.

أكتب إليك وأناشدك، كونك رئيسا لاستخدام سلطتك، واتخاذ الخطوات الضرورية للإفراج الفوري عن شاكر عامر.

المخلص: جيري كونلون