تعيش الحكومة
اليابانية تحت ضغط قوي، صباح الخميس، وقد تبقى أقل من 24 ساعة لانتهاء المهلة التي منحتها الدولة الإسلامية قبل إعدام مواطنين يابانيين، احتجزتهما رهينتين.
وشكّلت خلية أزمة برئاسة
شينزو آبي، وهو رئيس الحكومة، مع مركز متقدم في الأردن، حيث انتقل إليه نائب وزير الخارجية، ياسوهيدي ناكاياما.
وأجرى ناكاياما محادثات مطوّلة ليلا مع آبي. وكان ناكاياما زار العاهل الأردني عبد الله الثاني من قبل، الذي قال له إن "الوضع صعب"، ولكنه أكد للحكومة اليابانية "تعاونه التام معها، وعلى جميع الأصعدة".
ومنذ الثلاثاء يلجأ آبي ووزير الخارجية كيشيدا إلى كل القنوات الديبلوماسية (تركيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيران والأردن، وغيرها)، سعيا للتوصل إلى "إفراج فوري" عن اليابانيين، هارونا يوكاوا، وكينجي غوتو.
من جانبه، تلقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد ظهر الأربعاء، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا، الذي وعده بدعم كبير، معتبرا أن حالة
الرهائن تمثّل "تهديدا للشرق الأوسط والأسرة الدولية".
وكانت الدولة الإسلامية هددت، الثلاثاء، في شريط فيديو، بقتل الرهينتين في حال لم تحصل على
فدية بقيمة 200 مليون دولار، خلال مهلة 72 ساعة.
وتدفع طوكيو ثمنا باهظا لسياسة "السلمية النشطة" التي تنتهجها بشكل متزايد، من أجل التدخل دوليا لحل نزاعات دون المشاركة في عمليات عسكرية، وهو ما يحظره الدستور.
ورأت الباحثة في معهد الشرق الأوسط ، ميسا كانيا، أن ما تريده الدولة الإسلامية قبل كل شيء، هو "استغلال الفرصة للفت أنظار العالم، حيث إن اليابان تُعدّ ضمن الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة ضده".
وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، أن المهلة تنتهي عند الساعة "14:50 الجمعة".
وأضاف أن اليابان "لا تزال تجهل الوضع الفعلي للرهينتين"، بسبب تعذّر إجراء اتصال ولو غير مباشر مع الخاطفين.
دفع الفدية
ويتفادى المتحدث باسم الحكومة اليابانية بشكل دائم الإجابة مباشرة عن سؤال: "هل ستدفع الحكومة الفدية أم لا؟".
وقال إن "موقفنا لم يتغير، لن نرضخ للتهديدات الإرهابية"، ملمحا إلى عدم دفع الفدية.
من جهته، أصدر رئيس الوزراء، الأربعاء، الأمر بـ"استخدام كل الوسائل من أجل إنقاذ الرجلين"، وهو ما يشير إلى تناقض، بحسب الصحف.
ضغوط خارجية
وأكد وزير الدفاع، جين ناكاتاني، الموجود في لندن، أن الحكومة تواجه ضغطا من الخارج لعدم دفع أي أموال للدولة الإسلامية، مشيرا إلى "موقف صارم" من قبل نظيره البريطاني، بحسب تصريحات للصحافيين.
وكانت وسائل إعلام أشارت إلى أن الحكومة اليابانية دفعت في السابق فدية للإفراج عن رعاياها المحتجزين.
إلا أن قسما من الصحف يرى أنه بالنظر إلى أن الرهينتين محتجزان في منطقة خطرة توجها إليها، وهما مدركان تماما لذلك، فإن ذلك يمكن أن يوحي بأن الحكومة لن تدفع الفدية.
ويرى توشيوكي شيكاتا من جامعة طوكيو أن "اليابان لا خيار أمامها سوى أن تعلن بحزم أنها تحارب الإرهاب".