ملفات وتقارير

الصحفي الأمريكي غلين غرينوالد: الغرب منافق وسلوكه متناقض

غرينوالد: اعتقال ديودونيه شكل تناقضا صارخا وتعاملا مزدوجا لدى الغرب - أ ف ب
يرى الصحفي الأمريكي المعروف غلين غرينوالد، أن العالم الغربي يعيش جوا ًمن "النفاق"، مدللاً على ذلك بتناقض سلوك فرنسا في أحداث شارلي إيبدو.

وقال في مقال له إنه بعد ثمان وأربعين ساعة من استضافة باريس لمسيرة ضخمة تحت شعار الدفاع عن حرية التعبير، فتحت فرنسا تحقيقاً جنائياً مع كوميدي فرنسي مثير للجدل بسبب ما كتبه على موقعه على الفيسبوك بخصوص هجوم شارلي إيبدو.

وأكد الصحفي أن الكوميدي الساخر دودينيه ألقي القبض عليه بعدما كتب على "فيسبوك" عبارة تقول: "حيثما تعلق الأمر بي، إنني الليلة أشعر كما لو كنت شارلي كوليبالي". ولقد استنتج المحققون من عبارته أنه يهزأ بشعار "أنا شارلي" ويدعم مرتكب عمليات القتل التي جرت في السوق اليهودي بباريس (حيث أن الاسم الأخير له كان كوليبالي)، ووجهت له تهمة "الدفاع عن الإرهاب".

 ويبين الصحفي أنه منذ مسيرة "حرية التعبير" المجيدة تلك، يقال بأن فرنسا فتحت التحقيق في 54 قضية يتهم أصحابها بـ "تأييد الإرهاب"، ونقلت وكالة الأسوشيتد بريس هذا الصباح أن "فرنسا أمرت قضاة التحقيق في مختلف أرجاء البلاد بتعقب ومحاسبة كل من يصدر عنه خطاب كراهية أو عداء للسامية أو تهليل للإرهاب".

ويوضح أنه "بقدر ما هو كريه ومؤذ مثل هذا القمع والحظر على بعض الآراء – بل وحبس من يعبر عنها، إلا أنه يحتوي على قيمة نقدية، وهي أنه يؤكد على زيف الاحتفالية التي نظمت هذا الأسبوع للدفاع عن حرية التعبير في الغرب".

ويشير الصحفي المعروف إلى أنه "بمحض الصدفة، كنت قبل يوم واحد من حادثة شارلي إيبدو أوثق القضايا التي جرت في الغرب، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وحوكم فيها مسلمون وسجنوا لا لشيء سوى أنهم عبروا عن آراء سياسية".

وبين تناقض الخبراء الذين يتعاملون بازدواجية، حيث يقول إنه " لا يكاد يذكر لأحد من الخبراء الذين تصدوا هذا الأسبوع للدفاع عن حق التعبير بشجاعة أنه وقف محتجاً على أي من هذه القضايا، سواء قبل حادثة شارلي إيبدو أم منذ وقوعها".
 
ويؤكد أنه "رغم ما يشكله القبض على ديودونيه من تهديد لحرية العتبير، فإن من غير الوارد أن يعمد أي من رموز وسائل الإعلام الرئيسة في الغرب إلى التغريد بعبارة "أنا ديودونيه" أو إلى رفع صور لهم على الإنترنت وهم يقلدون الحركة القبيحة التي عملها بذراعه تمجيداً للنازية "تضامناً" مع حقه في حرية التعبير".

"وهذا الموقف لن يختلف حتى لو قتل على أفكاره بدل أن يتعرض "فقط" للاعتقال والمحاكمة عقاباً له على التعبير عنها. وما هذا إلا لأن الاحتفاء الذي جرى لرسامي شارلي إيبدو (بعيداً تماماً عن الحداد عليهم بعد ما ارتكب بحقهم من جريمة قتل لا تبرر) كان بنفس القدر على الأقل إقراراً لرسالتهم المعادية للمسلمين كما أنه كان دفاعاً عن حقهم في التعبير"، بحسب غرينوالد.

أشار إلى التناقض في التعامل مع قضية اليهود في أوروبا، حيث المساس بشيء منهم ممنوع.
 
 ويقول إنه "في نهاية المطاف هذا هو بالضبط الغرض المطلوب إنجازه من تشريعات تجرم أفكارا معينة وذلك هو التأثير الذي يرغب مؤيدو مثل هذا القانين في تحقيقه، ألا وهو تقنين نظام يقدس ويشرعن الأفكار التي يحبونها ويحمي الجماعات التي ينتمون إليها، بينما تظل الرؤى والجماعات التي لا يحبونها صيداً متاحاً لكل من هب ودب ليضطهدها ويحط من قدرها كيفما شاء".
 
وتساءل في ختام مقاله: "لماذا يعتبر هؤلاء الذين يرغبون في تجريم الأفكار التي يكرهونها في أقل تقدير في درجة خطورة وطغيان الأفكار التي يستهدفونها نفسها؟".

للاطلاع على المقال الأصلي باللغة الإنجليزية هنا. مترجم حصرياً لـ"عربي21".