سياسة عربية

الحوثيون يُحاصرون منزل وزير الدفاع اليمني بصنعاء

اليمنيون يتظاهرون ضد الحوثيين مطالبين بخروجهم من صنعاء ـ أ ف ب
فرض مسلحون ينتمون لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، السبت، حصاراً على منزل وزير الدفاع اليمني "محمود الصبيحي" في العاصمة صنعاء، بحسب أحد عناصر حراسة الوزير.

وقال المصدر للأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، "إن مسلحين حوثيين فرضوا حصاراً على منزل الصبيحي في حي "حدة" جنوبي صنعاء، من كل الجهات، ومنعوا وصول الدخول والخروج من المنزل وإليه"، من دون معرفة ما إذا كان الوزير داخل المنزل أم لا.
 
وأضاف: "استحدث الحوثيون اليوم عدة نقاط تفتيش في محيط المنزل، وفي شارع 14 أكتوبر المحاذي لمنزل وزير الدفاع، من دون إبداء أسباب هذا التضييق".

وتابع: "وصل إلينا الآن بعض شيوخ القبائل من مأرب، وعلى رأسهم علي عبدربه القاضي وأحمد عباد شُريف، وهناك جهود يبذلانها لرفع النقاط والمسلحين من أمام المنزل".

وكان شهود عيان قالوا، الجمعة، إن مسلحين حوثيين يحاصرون منازل وزراء ومسؤولين أمنيين في صنعاء، كما اقتحموا مبنى مجلس النواب.

وأضاف الشهود بأن عددا من مسلحي الحوثي يحاصرون منازل وزير الدفاع محمود الصبيحي، ورئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) علي الأحمدي، ومسؤولين آخرين في العاصمة صنعاء.

وأشاروا إلى أن الحوثيين يركزون على استهداف الشخصيات التي تنتمي إلى المحافظات الجنوبية التي ينتمي إليها أيضا الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته المستقيلة خالد بحاح، ووزير الدفاع محمود الصبيحي.

أكبر تظاهرة ضد الحوثيين

وتظاهر آلاف اليمنيين، السبت، في أكبر احتجاج على الحوثيين الذين يبسطون سيطرتهم على اليمن وذلك بعد يومين من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تركت البلاد في أزمة سياسية.

وقال شهود إن ما يصل إلى عشرة آلاف شخص بدأوا مسيرة من جامعة صنعاء صوب منزل هادي على بعد نحو ثلاثة كيلومترات، ورددوا هتافات تندد بجماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة.

ورددت الحشود هتافات مثل: "عاش الشعب اليمني عاش، لا حوثي ولا عفاش" في إشارة إلى اسم يطلق على الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ترك السلطة بعد انتفاضة عام 2011.

وأشار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى أن صالح ساعد الحوثيين في السيطرة على صنعاء في أيلول/ سبتمبر.

وألقى هادي الذي استقال الخميس باللوم على سيطرة الحوثيين على صنعاء في عرقلة محاولته لقيادة البلاد نحو الاستقرار بعد أعوام من القلاقل والاضطرابات القبلية؛ ما أدى إلى تفاقم الفقر وزيادة هجمات الطائرات بلا طيار على تنظيم القاعدة.

ومازال الحوثيون يحتجزون هادي فعليا في مقر إقامته بعد اتهامه بانتهاك اتفاق لتقاسم السلطة وقعته الأحزاب السياسية الرئيسية في حضوره بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء.

وقالت طالبة ذكرت أن اسمها ميمونة، وكانت ترفع لافتة ترفض خططا لدمج المقاتلين الحوثيين في الجيش: "خرجنا اليوم لرفض الانقلاب وسيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة".

وأغلق المحتجون حركة المرور أمام منزل هادي، ورددوا هتافات تطالب برحيل الحوثيين.

وقال شهود إن مقاتلي الحوثيين منعوا المحتجين من الاقتراب من منزل هادي، لكنهم حافظوا هم والشرطة على مسافة من المتظاهرين. وأضاف الشهود أن الاحتجاج انتهى بشكل سلمي.

وقال مقيمون إن احتجاجات مماثلة نظمت في محافظات أخرى شملت تعز والحديدة والبيضاء وإب.

وكان الآلاف من أنصار الحوثيين تجمعوا في صنعاء، الجمعة، رافعين لافتات عليها عبارة "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل"، وهو الشعار الذي أصبح علامة مميزة للحوثيين.

وفي ظل عدم وجود حكومة مركزية في صنعاء، أعلنت السلطات المحلية في بعض أجزاء البلاد أنها لم تعد تتلقى الأوامر من العاصمة، ما أثار مخاوف من تفتت البلاد.

جاءت مثل هذه الخطوات من محافظات تضم جنوب اليمن، حيث تطالب حركة انفصالية بالاستقلال، فضلا عن محافظة مأرب الغنية بالنفط شرقي صنعاء.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان اليمني جلسة الأحد لمناقشة استقالة هادي. وبموجب الدستور تنتقل السلطة إلى رئيس البرلمان يحيى الراعي الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح لفترة انتقالية لحين الترتيب لانتخابات جديدة.