مقابلات

أيمن نور: نقترب من الوصول لكيان تنسيقي للمعارضة

زعيم حزب "غد الثورة" أيمن نور - أرشيفية
مصر حبُلي بأشياء كثيرة، و25 يناير نقطة تحول، لكن ليس نهاية المطاف

لست مدعوما من جهات غربية أو شرقية.. والجميع يعلم من هم "بتوع أمريكا"

التقارب المصري القطري مؤشر إيجابي لاحتمالات مطلوبة خلال المرحلة المقبلة
 
الاتهامات التي تلاحق معارضي الخارج كلام فارغ.. ومن يمتلك دليلا فليظهره

سأعتزل العمل السياسي بعد عودة الديمقراطية لمصر، والمرحلة المقبلة تحتاج دماء جديدة


أكد زعيم حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور، أن مصر حبُلي بأشياء كثيرة وجديدة، وليس بالضرورة أن يكون تحالفا أو كيانا جديدا، فالجديد أن هناك بالفعل تحركا ورغبة حقيقية لدى قطاعات سياسية وجهات إقليمية ودولية في الخروج من المأزق.

 وقال "نور"  في حوار خاص لـ"عربي 21"- إن "هذه الرغبة تتزايد، فأصبح هناك يقين في الداخل والخارج أن الحلول الأمنية والبوليسية ليست الحل، ولا يمكن أن تنهي الأزمة -التي لازالت مستمرة- بالضربة القاضية، والجميع أدرك أن هناك ضرورة ملحة بأن نفكر في حلول بعيداً عن الحل الأمني"، ورأى "نور" أن يوم 25 يناير المقبل هو نقطة تحول مهمة في "النضال من أجل الديمقراطية والحرية في مصر، ولن يكون نهاية المطاف، لكن قطعاً سيكون يوما مختلفا لاعتبارات كثيرة، وسيكون بداية انطلاقة جديدة لثورة تقاوم وتدافع عن استحقاقاتها ومكتسباتها".

وكشف "نور" عن جهود تُبذل للتنسيق بين القوى الثورية في أطار العمل المشترك، مؤكداً أن هناك تقدما في لغة الحوار، وأنهم في الطريق لوجود كيان تنسيقي جامع بينهم، وهم ليسوا بعيدين عن هذا الكيان، وألمح "نور" إلى أن التقارب المصري - القطري قد يفتح حواراً بين طرفي الأزمة في مصر.

مؤكداً أن وجود أطراف لها قدرة على التواصل مع أكثر من طرف يعطي مؤشرا إيجابيا لاحتمالات مطلوبة ومتوقعة خلال المرحلة القادمة، وأوضح أن هناك تغييرا في المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة المصرية، لكنه ليس ظاهراً على السطح، فبين السطور هناك رغبة، سواء من المجتمع الدولي، أو حتى من الإطار الإقليمي، للخروج من الأزمة، في ظل شعور متنامٍ بتململ الأوضاع الراهنة، خاصة أن من هم مع الانقلاب أصبحوا الآن أقل حماساً في الوقت الحالي، مشدّداً على أن موقف البرلمان الأوروبي سيكون له انعكاسات عديدة وواسعة.

وتاليًا نص الحوار:

* كيف تنظر لمبادرة "إحنا الحل" التي اقترحت أن تتولى رئاسة حكومة إنقاذ للخروج من الأزمة؟

- أطلعت عليها من وسائل الإعلام، ولم يكن لدي معلومات مسبقة عنها قبل الإعلان عنها، لكني شخصياً أقدر البواعث الطيبة التي لدى مجموعة من الشباب الذين أطلقوا هذه المبادرة من منطلق رغبتهم في تقديم بدائل لتطمين الرأي العام أن هناك بدائل للوضع الحالي الذي نرى أنه يأخذ مصر خطوات للخلف وليس للأمام، لكني أعتقد أن توقيت المبادرة ينبغي أن يكون بعد حدوث التغيير وليس قبله، وبعض الأسماء التي طرحت كانت بحاجة للتشاور معها قبل الإعلان عن هذه الأسماء، إلا أن الفكرة في حد ذاتها هي فكرة مقدرة ومثمنة من جانبي وأشكر أصحابها عليها، وإن كنت أميل لعدم طرح مثل هذه المبادرات في مثل هذا التوقيت قبل الذكرى الرابعة للثورة.

* كيف تري ردود الأفعال بشأن هذه المبادرة؟

- الفكرة ربما صادفت قبولا أو تحفظا أو رفضا من بعض الأطراف، لكني أرى أنها فكرة مقدرة وجيدة وجهد طيب من الشباب، لكن كانت بحاجة للمراجعة في فكرة التوقيت والتفاصيل، كما أن فكرة المحاصصة غير مقبولة، لأنها تضعنا في لحظة تصادم مع القيم الديمقراطية التي نؤمن بها، وبالنسبة لي شخصياً، حينما تعود الديمقراطية لمصر سيكون أول قرار أدرسه وأفكر فيه ليس موقع أو مكانة ما، بل اعتزال العمل السياسي بعد أن أشعر أنني أديت دوري قبل ثورة يناير وبعدها، لأنني أعتقد أن هناك أجيالا قدمت الكثير خلال الفترة الأخيرة، وهي التي تستحق أن تتقدم الصفوف، وعلينا أن نفهم أن المرحلة القادمة تحتاج إلى وجوه ودماء جديدة، ومصر عامرة بالرموز والقيادات والشباب، وكل ما يمكن أن يوفر بديلا آمنا في المرحلة القادمة، وكنت قد اتخذت هذا القرار عقب ثورة يناير، إلا أن التطورات التي جاءت بعد الثورة حالت دون اتخاذ هذا القرار، لأنه كان سيترجم بأنه هروب من ساحة المعركة، وقد تعودت على مواصلة موقفي والدفاع عن وجهة نظري، وما أعتقد أنه صحيح من قيم ليبرالية وديمقراطية.

* بعد فشل الكثير من المبادرات التي تم طرحها مؤخراً.. هل الوقت تجاوز فكرة الحل السياسي؟

- لا أعتقد ذلك، لأنني أؤمن دائما بأن هناك حل وأمل، والحل الثوري هو جزء من الحل السياسي، والحل السياسي لا ينفصل عن الحراك الثوري، لأننا ندافع عن دماء الشهداء والمعتقلين وعن ثورة قامت وأجهضت ووئدت في مهدها، وهذه قضايا تستحق التضحية والعمل والجهد.

* كيف ترى 25 يناير المقبل، خاصة أن الكثيرين يرون أنه سيمر كغيره من الأيام الثورية؟
    
 
- 25 يناير هو نقطة تحول مهمة في النضال من أجل الديمقراطية والحرية في مصر، ولن يكون نهاية المطاف، لكنه قطعاً سيكون يوما مختلفا لاعتبارات كثيرة، وسيكون بداية انطلاقة جديدة لثورة تقاوم وتدافع عن استحقاقاتها ومكتسباتها، وهذا اليوم له قيمة في نفوسنا جميعا، وأتمنى من الجميع أن يشاركوا في فعالياته بالسلمية التي تعوّدنا عليها ونؤمن بها.
 
* هل هناك خطوة معينة تبحثون كمعارضة اتخاذها قبل 25 يناير؟

- بالقطع هناك جهود وتنسيق مع قوى ثورية في أطار العمل المشترك ورفع لافتة واحدة فقط هي ثورة 25 يناير بشعاراتها وأهدافها، لأننا بحاجة لاستعادة روح يناير من جديد، أدعو نفسي والجميع بأن نتجاوز الخلافات، وأن نقف خلف راية مصر و25 يناير، مدافعين عن كل الدماء التي سالت من أجل حرية لم تتحقق، ومن أجل ديمقراطية لم تأت حتى الآن، ومن أجل كرامة إنسانية أهدرت خلال السنوات الأخيرة بدرجة تجاوزت ما كان يحدث قبل 25 يناير.

* وهل هذه المشاورات أسفرت عن شيء ملموس حتى الآن؟

- بالتأكيد هناك تقدم في لغة الحوار، وأعتقد أن كل المبادرات التي ُطرحت سابقاً هي بمثابة خطوات تراكمية تؤدي إلى نتائج إيجابية، رغم أنه لم يتم التوافق حول مبادرة بعينها، وأنا مازالت أدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جامع وعقد اجتماعي جديد لكل القوى الوطنية المصرية، يجيب عن كل التساؤلات، ويزيل كل المخاوف الموجودة لدى كل الأطراف، وضامن لكل الاستحقاقات، ويضمن تشاركية حقيقية في المرحلة التي تلي عودة الديمقراطية لمصر، وليقلل المرارات التي تولدت نتيجة ممارسات خاطئة هنا أو هناك خلال الأربع سنوات، فالجميع أخطأ وعلينا الاعتراف بهذه الحقيقة. 

* وماذا عن إشكالية عودة الرئيس محمد مرسي التي تشهد خلافاً وجدلاً كبيراً بشأنها؟

- هناك إشكاليات عديدة، وجميعها مطروحة للنقاش، ومن بينها بعض التفاصيل التي لا أرغب الخوض فيها الآن، لكن الجميع متوافق على ضرورة عودة الديمقراطية، وأن يكون الخيار للشعب وأن تكون هناك ضمانات بألا يتكرر ما حدث من انقضاض على التجربة الديمقراطية.

* هل فُقد الأمل في وجود كيان ثوري جامع لكل القوى الثورية؟

- فكرة وجود كيان ثوري جامع بصورة اندماجية أمر لم يحدث في الماضي ولن يكون في المستقبل، لأن الاندماج يتطلب التوحد في أمور كثيرة فكرية وسياسية ولها علاقة بالمرجعيات والمواقف، وهذا أمر غير وارد وغير صحي أيضًا، فهذه العلاقات الاندماجية لا تتم إلا مع الكيانات المتطابقة فكرياً وسياسياً، أما ما نسعي إليه هو علاقات شبكية بين نقاط ليست متباعدة وليست متطابقة، وهذه علاقة تنسيقية أكثر منها اندماجية، التي لها اشتراطاتها الخاصة، والتي ليست متوافرة، ولا يمكن لها أن تتوافر.

وبعض الكيانات التي أعُلنت، سواء في الداخل أو الخارج مثل بيان القاهرة أو وثيقة بروكسل، تعدّ خطوات جيدة وصولاً لفكرة القيم والأهداف المشتركة، التي ستؤدي إلى الكيانات التنسيقية المشتركة، ونحن في هذا الطريق، ولسنا بعيدين عنه.

* كيف ترى دور المعارضة المصرية في الخارج؟ 

- لا أستطيع أن أفصل بين الداخل والخارج، وأعتقد أن الوضع في الداخل يُضيق هامش الحق في التعبير بأقصى درجة، وأنا شخصياً لو أثق في أي درجة من الدرجات التي تمكنني من ممارسة حقي في إبداء رأيي دون ضغوط أو تأثير سأعود لمصر فوراً، خاصة أنني ليست لدي أي مشكلة قانونية أو أزمة في العودة لمصر.

إلا أن الأزمة تتمثل في أن وجودك في مصر يمنعك من الحق في التعبير عن آرائك وقناعاتك بطريقة مستقلة دون تأثير من أي طرف، وبالتالي فهذا ليس خياراً. والمعارضة المصرية كيان واحد، منها من هم بالداخل أو بالخارج أو المعتقلات أو مطاردون أو ضحايا، ولا نستطيع أن نفرق بينهم، لأن الجميع لديهم مواقف واحدة، ولا أحد يستطيع القول إن هذه المعارضة موالية لطرف أو لدولة أو غيره.

* وما ردكم على الاتهامات التي تلاحق معارضي الخارج من قبل بعض المحسوبين على سلطة الانقلاب بأن هناك جهات استخباراتية دولية تحركهم ويتلقون تعليمات وتمويل لتنفيذ أجندات بعينها ضد الدولة المصرية؟

- من لديه أي دليل على مثل هذا الكلام الفارغ فليقدمه للجهات المعنية، فهذه اتهامات جنائية، وليست لدي أي معلومات حول هذه الاتهامات، وأنا شخصياً مقيم في لبنان، وهي دولة ليست على علاقة سيئة بالنظام المصري، وهذه الاتهامات لا تنطبق علي أو على غيري ولا توجد أي أدلة تدين أي شخص.   

* وما ردك على الاتهامات الجديدة القديمة التي تقول إنك مدعوم من جهات غربية بعينها؟

- لست مدعوما من جهات غربية أو شرقية، وهذا اتهام خطير لا يجب أن يطلق على عواهنه، فمن لديه أي دليل على أي اتهام فليقدمه للنائب العام، وهذا كلام لا قيمة له، وكان يروجه نظام مبارك الذي زعم أنني رجل أمريكا في المنطقة، وبالتالي فهذا كلام مستهلك وقديم لا يستحق عناء الرد عليه، خاصة أن الجميع الآن أدرك من هم "بتوع أمريكا"، ومن لديه علاقات بالغرب والشرق، ومن ليس لديه هذه العلاقات، وموقفي واضح جداً.

ولو كان هناك أي دليل على مثل هذا الكلام، لأخرجه نظام مبارك ووزراء داخليته أو مخابراته، فلو كان هذا صحيحاً ما أضطر المخلوع مبارك أن يقوم بتلفيق قضايا زائفة لي، وبالتالي فهذا كلام غير صحيح شكلاً ومضموناً، فليس لدي ارتباط إلا بمصر، وليست لدي أي ممتلكات إلا في مصر، وليست لدي أي اهتمامات بأي قضايا أخرى إلا بمصر وطني. 

* كيف ترى تصريحات الرئيس مرسي خلال جلسة المحاكمة الأخيرة، التي أثارت الكثير من الجدل؟

في الواقع، لم لا أفضل التعليق على هذه التصريحات، لأن لدي الكثير من علامات التعجب حول ما قاله الدكتور مرسي، وربما أبدي موقفي صراحة عندما يكون خارج سجنه حر طليقاً، لأنني لا أوجه طوال حياتي انتقادا لشخص وهو مقيد الحرية، حتى لا ينسب لي أنني هاجمت شخصا وهو في محبسه، فما قاله "مرسي" لا يعبر عن قناعتي بالموقف الصحيح الذي كنت أتمنى أن يتخذه مرسي.

* كيف تري أبعاد المصالحة المصرية - القطرية؟

- التقارب المصري القطري معادلة أخري، وأرى أنه أمر طبيعي وتطور يجب أن ننظر إليه بصورة إيجابية، فهذا لا يعني بالضرورة تخلي قطر عن مواقفها المبدئية بشأن ما بعد 3 يوليو، فوجود أطراف لها قدرة على التواصل مع أكثر من طرف يعطي مؤشرا إيجابيا لاحتمالات مطلوبة ومتوقعة خلال المرحلة القادمة.

* هل تتوقع تراجع تركيا عن موقفها في ضوء التقارب التركي الكويتي؟

- ليس لدي أي اهتمام خارج مصر، ولا أتحدث عن أي قضية خارج القضية المصرية، وأنا لا أعول على أي طرف في المعادلة إلا الشعب المصري فقط، ولست معنيا بتغير المواقف الإقليمية، لأنه ليس جزءا من اهتماماتي.

* هل تعتقد أن هناك تغييرا في مواقف المجتمع الدولي بعد بيان البرلمان الأوروبي الأخير بشأن الأزمة المصرية؟

- البرلمان الأوروبي له طبيعة خاصة، فهو يمثل الشعوب الأوروبية، ودائما هو أكثر انحيازاً لفكرة القيم الديمقراطية والحرية السائدة في أوروبا، ومواقفه ليست بالضرورة معبرة عن الحكومات الأوروبية، فهو دائما ما يأخذ خطوات أسبق وأكثر التزاماً بالقيم الديمقراطية من الحكومات التي تحكمها علاقات ومصالحة آنية، وربما ليس بالضرورة لديها نفس الالتزامات الأخلاقية الموجودة لدي مؤسسات تمثل شعوب.

وأقدر كثيراً موقف البرلمان الأوروبي وأعتقد أنه موقف مهم، لأنه يعبر عن الشعوب وهي الأهم في المعادلة، وموقف الحكومات ليس بنفس تقدم موقف البرلمان، لكني أعتقد أن موقف البرلمان سيكون له انعكاسات عديدة وواسعة، فالبرلمان تحدث عن حقائق لم يكن منطقياً أن تغيب عن الضمير الإنساني والعالمي.

وأعتقد أن هذا الأمر يجعلنا نؤمن بأن الحقوق لا تضيع وأن الانتهاكات المتصلة بحقوق الإنسان ليس هناك حل لإخفائها أو تجاوزها، فالحل الوحيد هو مواجهتها ومعالجتها، والعمل على فكرة العدالة الانتقالية لتجاوز هذه الأزمة التي ستظل أزمة في الداخل عميقة جداً وستظل وصمة عار في جبين بلدنا بالخارج سواء في أوروبا أو غيرها من الدول.

* لكن ألا ترى أنه لا يوجد أي تغيير جذري أو ملموس في مواقف المجتمع الدولي؟

- لا، أعتقد أن هناك تغيير، لكنه ليس ظاهراً على السطح، فبين السطور تشعر بأن هناك رغبة لإنهاء الأزمة سواء من المجتمع الدولي أو حتى من الإطار الإقليمي، الذي كان جزءا كبيرا من هذا الإطار يدعم السيسي بلا قيد أو شرط، أما اليوم نستمع لحديث مختلف ونرى أن هناك شعورا متناميا بالتململ من استمرار الدعم في ظل تدهور الأوضاع واتجاهها إلى الخلف.

وقد كان هناك تصريح قريب من المستشار السياسي لولي عهد دولة الإمارات المعروفة بموقفها المؤيد بشكل دائم للسيسي، حيث قال إنهم سيوجهون نصائح للسيسي أثناء زيارته الأخيرة لدولتهم بشأن المصالحة الوطنية والالتزام بالحريات وحق التعبير وغيره من الأمور التي تشعر المتابع أن هناك تغيرا ما في مصر، سواء على المستوي الإقليمي أو الدولي، خاصة أن من هم مع الانقلاب أصبحوا الآن أقل حماساً في الوقت الحالي. 

* هل أنت على تواصل مع جهات غربية بشكل ما أو بآخر بشأن تصوركم للمرحلة المقبلة؟

- أنا على تواصل مع كل الأطراف المصرية التي تبادر بالاتصال بي، فأنا شخصياً لا أبادر بالاتصال بأي أطراف سواء كانت غربية أو إقليمية أو غيره، لكن بابي مفتوح لكل الناس، وإذا ما طُلب مني أن أعبر عن رأيي في جلسة استماع أو ندوة أو حوار إعلامي، فلا مانع.

* وهل طلب منك أو تلقيت اتصالات من جهات بعينها لمعرفة وجهة نظرك؟

- بوصفي برلمانيا سابقا وعضوا في البرلمان الدولي سابقاً، بالتأكيد لدي أصدقاء من معظم برلمانات العالم، بعضهم يتصل لتبادل الآراء حول الأوضاع سواء الإقليمية أو الأوضاع في مصر، وأنا شخصياً معني بالاتصال مع ممثلي الشعوب وليس مع الحكومات أو الإدارة، فمسؤولية التواصل مع الحكومات منوط بها الدولة وليس الأشخاص. 

* هل تلقيتم أي اتصالات من النظام مباشرة أو غير مباشرة خلال الفترة الأخيرة خاصة أن هناك أنباءً تتردد بأن النظام يسعي لمحاولة حلحلة المشهد؟

لم استشعر بأن النظام يسعي لحلحلة المشهد، أتمنى أن يكون هذا التوجه قائما، وأنا شخصياً أحتفظ بعلاقات طيبة من كل الأطراف التي مع أو ضد ما جري في 3 يوليو 2013، وكثير منهم على اتصال بي، وربما ليس كثير منهم أطرافا رسمية، بل أطرافا سياسية وحزبية أكثر منها رسمية، وجميعهم محل تقدير واحترام رغم اختلافنا في الرأي، لكنّ هناك هما عاما، وهو الخروج من هذا النفق المظلم، وتجاوز هذه الأزمة الديمقراطية، واستعادة المسار الديمقراطية، والعودة للاستقرار ومواجهة الإرهاب والعنف بكافة أشكاله وألوانه.

وهناك قضايا مشتركة رغم الخلاف الذي يبدو على السطح بشأن ما حدث في 3 يوليو، الذي هو مسار مناهض للمسار الديمقراطي وحتى مناهض لـ 30 يونيو، التي كانت لها رؤية ومطالب تختلف تماما عن مسار 3 يوليو، وبالتالي فالخلاف بشأن 3 يوليو ليس هو الخلاف الأول والأخير، فهناك نقاط أخرى قد نلتقي فيها أو نختلف حولها، وأعتقد أنه مهما كان درجة الخلاف بيننا، إلا أن هناك قدرا من الاحترام والتعامل بقدر من الثقة في وطنية كل الأطراف، وبالتالي فهناك حوار دائم مع أطراف مختلفة بعضها مع النظام وبعضها ضد النظام.
 
* هل نستطيع القول بأن الأوضاع الراهنة تبقي كما هي عليه ولا شيء بارز يلوح في الأفق حتى إشعار آخر؟

- مصر حبُلي بأشياء كثيرة وجديدة، وهناك جديد بالفعل وليس بالضرورة أن يكون تحالفا أو كيانا جديدا، فالجديد أن هناك تحركا ورغبة حقيقية لدى قطاعات سياسية وجهات إقليمية ودولية في الخروج من هذا المأزق، وهذه الرغبة تتزايد، فأصبح هناك يقين في الداخل والخارج أن الحلول الأمنية والبوليسية ليست هي الحلول الأخيرة أو التي يمكن أن تنهي هذه الأزمة بالضربة القاضية، لأن الأزمة مستمرة في الحقيقة، والجميع أدرك أن هناك ضرورة ملحة بأن نفكر في حلول تسمح بالخروج من المأزق الذي لن يتم حله بالقوة أو العنف أو الأمن أو بأحكام القضاء.

* أخيرا، هل تفكر في العودة إلى مصر؟

- أنا عائد لمصر خلال العام الحالي، غالباً بعد الانتخابات البرلمانية بوقت كاف، آملاً أن يكون لدينا قدر من الاستقرار السياسي يسمح لي بممارسة دوري بحرية دون قيود أو محاولة للتأثير على موقفي أو رأيي، بغض النظر عن أن موقفي يتفق أو يختلف مع السلطة، فليست لدي أي مشكلة في العودة نهائياً، ولا يوجد أي شيء قانوني يمنعني من العودة، وقد أكدت سابقاً أنني سأعود إلى وطني في وقت قريب شريطة أن أمارس حقي في إبداء رأيي وفي عملي دون قيود أو ضغوط أو محاولة التأثير على موقفي، وفي الوقت المناسب سأعلن عن ذلك.