شهدت
مصر تحركات مثيرة تجاه القضية
اليمنية مؤخرا، تمثلت بالسماح للحوثيين بتنظيم معرض بعنوان "أوقفوا العدوان على اليمن"، إضافة إلى إجراء لقاءات بين شخصيات مصرية محسوبة على النظام وبين قيادات في حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده المخلوع علي عبد الله صالح.
وتؤشر هذه التحركات على موقف مصري يتناقض مع دور
السعودية في اليمن، فبينما تخوض الرياض حربا ضروسا مع الرئيس المخلوع والحوثيين، تستقبل القاهرة قيادات تمثل صالح، وتفتح أبوابها لمعرض وندوة لمهاجمة السعودية ودورها في اليمن بشكل صريح.
فقد نظمت جماعة أنصار الله، المعروفة إعلاميا بالحوثي، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في جمهورية مصر العربية، ندوة ومعرضا للصور الفوتوغرافية حمل عنوان "أوقفوا العدوان علي اليمن"، بحسب صحيفة القدس العربي.
وبحسب تصريحات عن القائمين على الفعالية، التي أقيمت في ساقية عبدالمنعم الصاوي (مركز ثقافي مصري)، في حي الزمالك، في العاصمة المصرية القاهرة، فإنها تهدف إلى ما أسموه "فضح العدوان السعودي على اليمن"، إضافة إلى كسر الحصار الإعلام المضروب على العدوان على اليمن، حسب وسائل إعلام
الحوثيين.
كما تم خلال هذه الفعالية الحوثية توزيع نسخ من تقارير صادرة عن منظمات حقوقية تمولها
إيران، حيث تضمنت هذه التقارير التي تم توزيعها أثناء الفعالية توثيقا لما سمي "جرائم العدوان السعودي على اليمن".
وأثار السماح للحوثيين بتنظيم وإقامة ندوة ومعرض للصور الفوتوغرافية في "ساقية عبدالمنعم الصاوي" التي تعد من أهم المراكز الثقافية في القاهرة، موجة غضب في أوساط الجالية اليمنية في مصر، التي قاطعت المعرض والفعالية الحوثية.
مصر تلتقي قيادات من حزب المخلوع
إلى ذلك، التقت قيادات في حزب المؤتمر، الذي ينتسب إليه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مساعد وزير خارجية مصر للشؤون العربية عبد الرحمن صلاح في القاهرة.
وقال بيان صادر عن المؤتمر إن القياديين ياسر العواضي وأبا بكر القربي التقيا الاثنين بصلاح، واستعرضا "العدوان والحصار الجائر الذي تتعرض له اليمن، وما نتج عن ذلك من مآس وقتل وتدمير"، على حد تعبير البيان، مطالبين بإيقاف العدوان، ورفع الحصار الجائر، وإعادة احياء العملية السياسية اليمنية.
كما التقت قيادة المؤتمر، الخميس، بالأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وشرحت له "شرحا مفصلا عن الأزمة التي تعيشها اليمن، والعدوان الذي تتعرض له، والحصار الجائر المفروض عليها ، ووضعته في صورة ما يتعرض له الشعب اليمني من مآس، وعمليات قتل، وتدمير لبناه التحتية وممتلكاته ومقدراته الحيوية وآثاره ومعالمه التاريخية والحضارية"، بحسب بيان صادر عن المؤتمر.
أي دلالة؟
واعتبر مراقبون أن توقيت إقامة مثل هذا المعرض، وهذه الزيارات، يثير تساؤلات كثيرة عن هدف السلطات المصرية من وراء السماح لهم بإقامة مثل هذه الفعاليات في جمهورية مصر العربية، التي سبق أن أعلنت على لسان زعيم الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، مشاركتها وتأييدها للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
ويثير سماح السلطات المصرية لمنظمي المعرض بإقامته في القاهرة، وتساهل الشخصيات المصرية بلقاء وفد من حزب المخلوع، تساؤلا حول مغزى السلطات من ذلك، رغم أن مصر مشاركة في عمليات التحالف. كما يبعث على التساؤل حول طبيعة العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية التي دعمت مصر بمليارات الدولارات، في وقت تنظم جماعة الحوثي فعاليات وأنشطة داخل الأراضي المصرية.
إلى ذلك، قال صحفي مصري -رفض ذكر اسمه- لـ"
عربي21" إن إقامة هذا المعرض يعد رسالة غضب من السلطات المصرية، بسبب تراجع الدعم السعودي للنظام المصري في ظل انشغالات الرياض في اليمن، وربما بسبب عدم رضاها عن سياسات القاهرة حيال النزاع في اليمن، وعموم العلاقة مع المحور الإيراني.