مقابلات

المتحدث باسم "عاصفة الجنوب" يتحدث لـ"عربي21" عن مآلاتها

أرجع الريس توقف المعركة لأسباب لوجستية وخاصة بالفصائل
* "عاصفة الجنوب" استطاعت إزالة كل حواجز النظام المتقدمة في مدينة درعا
* تم تجريب صاروخ "تسونامي" محلي الصنع
* قتلنا أكثر من 100 عنصر لقوات النظام، بينهم ضباط
* توقف المعركة لأسباب لوجستية وعملياتية وبعض الخلافات بين الفصائل المشتركة، وليس بضغط خارجي
* مشاركة "النصرة" بالمعركة ليست شرط النجاح، والإعلام الغربي يستخدمها كشماعة للتخويف
* تحرير درعا يعني الانتقال باتجاه خطوط النظام للدفاع عن دمشق
* المنطقة العازلة مجرد إشاعة، والضغط العسكري هو الطريق للحل السياسي

عادت معركة "عاصفة الجنوب" التي أعلن عن انطلاقها قبل شهرين بهدف السيطرة على مدينة درعا بالكامل؛ لتشعل جبهات المدينة في الجنوب السوري من جديد، بعد عدة توقفات سابقة.

وتعود أسباب توقف المعركة قبل تحقيق أهدافها، إلى ضعف الدعم العسكري، إضافة لأمور أخرى تتعلق بطبيعة قتال المدن ووجود المدنيين وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام في استهداف المشافي الميدانية والمدنيين كورقة ضغط على تقدم الثوار.

"عربي21" التقت المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، الذي اعتبر أن معركة درعا التي يشارك فيها عدد من فصائل الجنوب؛ هي منطلق ومنصة للانتقال باتجاه العاصمة فضلا عن كونها تشكل ضغطا سياسيا على نظام بشار الأسد.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية لو تحدثنا عن معركة عاصفة الجنوب: متى انطلقت؟ ومن شارك فيها؟ وماهي الإنجازات التي حققتها حتى الآن؟

- معركة عاصفة الجنوب تم إعلانها منذ أكثر من شهرين، وقد حدثت توقفات في مجرياتها سابقا لأسباب لوجستية، ولتعديل خطة المعركة كونها عملية داخل مدينة محصنة وفيها مدنيون، ولكن تم استئنافها مؤخرا في نهاية الشهر الماضي. ومن أهم نتائجها أنها استهدفت المربع الأمني ونقاط تحصين النظام بمئات القذائف والصواريخ بدقة عالية، واستطاعت إزالة كل حواجز النظام المتقدمة، التي لجأت إلى التحصن داخل المدينة، وتم التقدم بضعة أبنية، وهناك مناطق ما يزال بعضها تحت سيطرتنا، والبعض الآخر أصبحت مناطق خالية، ليست تحت سيطرة أحد، بسبب الاستهداف الجنوني بالطيران الذي نفذه النظام عند تحرير هذه النقاط مثل "تل زعتر" في الجهة الغربية لمدينة درعا.

وتشارك في المعركة أغلب فصائل الجبهة الجنوبية المكونة من 22 فصيلا، وأبرز هذه الفصائل هي تحالف "عاصفة الحق" و"فرقة 18 آذار"، و"جبهة ثوار سوريا". وهناك سبع غرف عمليات مرقمة من إعصار 1 إلى إعصار 7. وتهدف هذه العملية لتحرير مدينة درعا بالكامل.

* ما هي الأسلحة التي استخدمت في هذه المعركة؟

- لا توجد أية أسلحة جديدة، وإنما هي الأسلحة التقليدية التي حصل عليها ثوار الجبهة الجنوبية من الغنائم في معاركهم السابقة، والمدرعات، والعربات الثقيلة، والمدفعية، والصواريخ، ولا يوجد أي سلاح مختلف عن السابق.

* ماذا عن صاروخ "تسونامي" الذي أعلنتم عن تصنيعه؟

- تم تجريب صاروخ محلي الصناعة، تم تصنيعه من قبل كتيبة الهندسة والصواريخ في الجبهة الجنوبية، وقد استهدف غرفة عمليات النظام الرئيسة في البانوراما، وأسفرت التجربة عن تدمير المقر بالكامل وقتل من فيه، ووثقت النتيجة بنجاح، ولكن بسبب ضعف الإمكانات المادية، ونقص المواد؛ توجد صعوبة في تصنيع أعداد كبيرة من هذا الصاروخ.

* هناك من يقول إن معركة عاصفة الجنوب فشلت في تحقيق أهدافها حتى الآن، وخاصة بعد توقفها أكثر من مرة. فما ردكم؟

- لا يمكن تسمية التوقفات فشلا، ويجب تذكر أننا نعمل لتحرير أكثر مدينة لها رمزية للثورة، وهي محصنة منذ أربعة أعوام، ولا يمكن إغفال وجود أعداد كبيرة من المدنيين فيها.

وفي الواقع؛ النظام لم يحاول أن يشن أي هجوم عكسي، وإنما بقي في موقع الدفاع، بل إنه خسر أبنية سكنية وبعض المواقع.

يمكن أن نقول إن التقدم الميداني كان بطيئا، ولا يزال ضعيفا، مقارنة لما هو مخطط له، ولكن هذا يؤكد أنه مع الوقت سيتم التحرير بالكامل، فالحالة المعنوية لقوات النظام منهارة تماما، وخصوصا بعد تأكدهم أن المعركة مستمرة، ولكن بخطة زمنية أطول.

* ما هي أكثر المصاعب التي تواجهكم على الأرض؟ وهل يقدَّم لكم دعم عسكري خاص لهذه المعركة؟

- الدعم العسكري هو أحد المشاكل، ولكن هناك مشاكل أخرى تتعلق بطبيعة قتال المدن ووجود المدنيين، وبالإستراتيجية التي يتبعها النظام بنصب قناصين ومضادات فوق الأبنية السكنية. والنظام استهدف المشافي الميدانية والمدنيين بشكل هستيري؛ انتقاما من القاعدة الشعبية كعادته.

نحن بحاجة إلى بعض الأسلحة، كمضادات الدروع والدبابات، وبعض الذخائر للمضادات المتوسطة، التي هي سلاحنا الوحيد لاستهداف طيران النظام، وإن كان هذا السلاح غير مجد، إلا أن هذا ما لدينا، بعد أن امتنع المجتمع الدولي -تخاذل كبير- عن منحنا صواريخ مضادة للطيران؛ لوقف آلة الأسد الإجرامية المتمثلة بسلاح الجو الخائن.

* هناك من يقول أيضا إن الإرادة الدولية تمنعكم من تحقيق أهداف هذه المعركة، وهناك من يتحدث عن دور للأردن و"إسرائيل" في هذا السياق. فهل هذا صحيح؟

- ليس هناك أية علاقة لـ"إسرائيل" في أي معركة من معاركنا، و"إسرائيل" دولة محتلة، ولطالما دعمت الأسد بمواقفها وإصرارها على ضمان أمنها ببقاء الأسد حارسها الأمين.

أما المملكة الأردنية؛ فهي دولة صديقة للشعب السوري، ودرعا بالنسبة لها منطقة إستراتيجية؛ لضمان حدودها وأمنها القومي، وبالرغم من ذلك؛ لم يكن هناك أي تدخل أردني أو غير أردني ببدء أو إيقاف المعركة، والتوقفات كان سببها لوجستي وعملياتي كما ذكرت سابقا، بالإضافة إلى حدوث بعض الخلافات بين الفصائل المشتركة.

وإذا نظرنا بحيادية؛ فإن من مصلحة الأردن أن تتحرر درعا؛ لأن ذلك يخفف عنها من عبء اللاجئين، ويمنح شريطا أمنيا محررا بالكامل مع الحدود الأردنية، وبالتالي فإنه من غير المنطقي أن تحاول الأردن وقف العملية.

* هل أثّر عدم انضمام جبهة النصرة لـ"عاصفة الجنوب" على سير العملية أو تراجعها؟

- موقفنا من "جبهة النصرة" واضح، فالنصرة في الجنوب تختلف عن الشمال، و90 بالمئة من مقاتليها سوريون من أبناء المنطقة، قدموا تضحيات كبيرة في تحرير أرضهم. و"النصرة" في الجنوب لم تقم بانتهاكات أو خروقات، وتملك حاضنة شعبية لا بأس بها، ولكن نحن لا نتشارك معهم في الهدف والرؤية، ولا حتى فكريا، فهدفنا هو تحرير سوريا وإعادتها للسوريين.

إن مشاركة "النصرة" في "عاصفة الجنوب" ليس شرطا في نجاحها، ولنتذكر المناطق التي حررها الجيش الحر في  2012 ، حيث لم تكن "النصرة" هي سبب نجاح التحرير، وبالنهاية النصرة شاركت في أكثر من معركة بمحاورها وإمكاناتها الخاصة؛ بدون التنسيق مع الآخرين.

ولكن؛ يجب أن نتذكر أن الإعلام الغربي يركز على أي إنجاز تحققه "النصرة"؛ ليدعم بذلك رواية الأسد "أنا أو القاعدة"، ويكسبوا ذريعة لإطالة مدة معاناة الشعب السوري، وهذا الإعلام يظهرها أكبر من الواقع لإخافة المجتمع الدولي.

* ما هي أعداد القتلى والأسرى في صفوف قوات النظام جراء معارك عاصفة الجنوب، وهل من بين الأسرى قيادين بارزين وكيف يتم التعامل معهم هل ستتم مبادلتهم أو محاكمتهم؟

- تمكنا في المرحلة الأولى من المعركة؛ من قتل 30 عنصرا من قوات النظام، من بينهم ضباط، جراء استهداف غرفة عمليات النظام، والأعداد التي تم توثيقها من القتلى في عملية الاستهداف المدفعي زادت عن 75 قتيلا وعشرات الجرحى، باعتراف النظام وصفحاته المؤيدة.

* هل تؤيدون حلا سياسيا في سوريا؟

- الخيار العسكري هو الطريق الأمثل لأي حل سياسي مقترح، فنظام الأسد المدعوم إيرانيا لن ينصاع لأي حل سياسي بدون عمل عسكري، وضغط دولي أكبر. ونحن كحركة عسكرية؛ عملنا هو الحرب والقتال حتى تخليص السوريين من النظام المجرم، ومن القتل والتعذيب الذي يطالهم على أيدي طاغية هذا الزمان.

* ما هو المطلوب حتى تحقق معركة عاصفة الجنوب أهدافها؟ وما هي أهمية السيطرة على درعا بالنسبة لجبهات العاصمة دمشق؟

- درعا هي منطلق ومنصة للانتقال باتجاه العاصمة، وهي تشكل ضغطا سياسيا على نظام الأسد أمام حلفائه؛ بفقدانه مدينة إستراتيجية تبعد فقط 80 كيلومتر عن العاصمة، فضلا عن كون تحريرها سيزيد من الانهيار المعنوي في صفوف جيش النظام. وتحرير درعا يعني أيضا الانتقال للعمل باتجاه أزرع والصنمين -خط الدفاع الأول للنظام عن العاصمة- وبتحريرهما تعلن محافظة درعا محررة بالكامل.

أما المطلوب لتحقيق أهداف المعركة؛ فهو زيادة التنظيم والتخطيط والتعاون بين كل الفصائل المشاركة، وقطع خطوط إمداد النظام بشكل قوي ومحكم، واليقين بأن النصر من عند الله تعالى، وبتوفيق منه.