تظاهر العشرات من
الموالين للنظام السوري من أبناء الطائفة الشيعية في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، على الأوتوستراد الرئيسي لمطار دمشق الدولي، وقطعوا الطريق وأشعلوا الحرائق، وطالبوا بإخراج المدنيين والأهالي من أبناء الطائفة السنية من بلدة "الست زينب" التي تضم مقام ابنة الإمام علي، عبر شعارات وصفها الأهالي بالطائفية، كان أبرزها "السني يطلع برا" ضمن حالة من التوتر والتظاهر شبه اليومي لشيعة جنوب دمشق، نصرة لبلدتي كفريا والفوعة الشيعتين المحاصرتين من قبل كتائب جيش الفتح – أكبر تشكيل معارض في الشمالي السوري.
وذهب الناشط الإعلامي ضياء المحمد، -من بلدة السيدة زينب، في حديث خاص معه-، إلى أن غضب
الشيعة من أهالي دمشق وغيرهم من المتجمعين في المنطقة الشرقية والجنوبية من دمشق بدأ يطفو على السطح، علما أن المناطق المذكورة استقطبت على مدار سنوات الحرب الأربع الماضية أبناء المناطق الشيعية في سوريا، ومن هذه المناطق ريف إدلب وحلب.
يشار إلى أن الغضب شمل مستوطنين جددا من جنسيات عربية وآسيوية مثل؛ العراقيين واللبنانيين والإيرانيين والأفغان وغيرهم؛ وهو غضب برز من خلال انتقاد سياسة النظام السوري في تعامله مع ملف بلدتي كفريا والفوعة الشيعتين شمال البلاد.
وقد هاجم الشيعة منازل المواليين للنظام من أبناء الطائفة السنية، وقاموا بتهديدهم بالسلاح الأبيض بالقتل أو الدفاع عن مناطق الشيعة، على الرغم من أن هذه الفئة تضم عشرات الضباط؛ (ضباط الصف والمجندين وشبيحة الدفاع الوطني)، الذين يقاتلون ضمن صفوف قوات بشار الأسد على مختلف الجبهات.
وقال المحمد: "انتهت
المظاهرة التي أقامها الشيعة في البلدة، بهجوم الشيعة بالسيوف والسكاكين على مخيم الشمالنة للاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وهددوا الأهالي، وطالبوهم بتجنيد شبان المخيم للدفاع عن بلدتي الفوعة وكفريا، على الرغم من تطوع عدد كبير من أهالي المخيم الموالي للنظام السوري ضمن جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل إلى جانبه".
وأكد المحمد أن المتظاهرين هددوا باقتحام بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم القريبة من بلدة السيدة زينب التي تسيطر عليهم فصائل المعارضة السورية المسلحة، فضلا عن قصفهم المنطقة بصواريخ وقذائف كتب عليها "أسود الفوعة" انتقاما للبلدات الشيعية.
وكان قد خرج موالو النظام السوري في بلدة السيدة زينب، في مظاهرات طالبت بشار الأسد بمزيد من البراميل المتفجرة والصواريخ على المدن والأحياء السنية في مدينتي معضمية الشام، ودوما، وحي الوعر الحمصي، ونددت بسياسة النظام اتجاه القرى والبلدات الشيعية المحاصرة، مصرين على التحرك العسكري السريع في تحصين مواقع النظام قبل أن تتمكن فصائل المعارضة المنضوية تحت لواء جيش الفتح من التقدم اتجاه بلدتي «الفوعة وكفريا»، خاصة بعد المعارك الأخيرة والتقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة شمالا.
وطالب المتظاهرون حينها، بفتح جبهات جديدة في «كفريا والفوعة»، والعدول عن عقد مصالحة في مدينة الزبداني مقابل تجميد القتال في الفوعة وكفريا، واستبدال الرهان على الزبداني بمدن سنية أخرى، كمدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، وبلدات الريف الشرقي، بالإضافة إلى حي الوعر، وهو الحي الوحيد في مدينة حمص، الواقع تحت سيطرة كتائب المعارضة.
وبحسب مصادر ميدانية فقد طالب المتظاهرون النظام السوري بالتحرك العسكري لإنقاذ بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين، إبان إعلان «جيش الفتح» نيته لاقتحامهما، وذلك في بداية الحملة المشتركة لقوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية التي تقاتل في صفوف قوات النظام على مدينة الزبداني في ريف دمشق.
ووصف الناشط الإعلامي هذه الاحتجاجات بأنها ذات طابع طائفي بحت، فمنطقة السيدة زينب لم تشهد أي احتجاج أو اعتراض على مجازر ومذابح النظام على مدى سنوات أربع، بالإضافة إلى مشاركة معظم شبان المنطقة في هذه المجازر، من خلال انتسابهم للميليشيات الطائفية المشاركة للنظام في عملياته، والتحرك الوحيد الذي شهدته المنطقة جاء بعد إطباق «جيش الفتح» في إدلب حصاره على البلدتين اللتين يقطنهما سكان من الطائفة الشيعية، ومعظم شبانها أيضا منتسبون للمليشيات الموالية للنظام.