سياسة عربية

حجاج أردنيون يشكون وزير الأوقاف إلى الملك لـ"فشله بموسم الحج"

وزير الأوقاف الأردني هايل داوود - أرشيفية
 شكا حجاج أردنيون، إضافة إلى عدد من مرشدي الحجاج الرسميين المرافقين لبعثة الحج الأردنية، وزير الأوقاف هايل داوود، إلى الملك عبد الله الثاني؛ وذلك لما اعتبروه "إخفاقا رهيبا وفشلا ذريعا" في الإعداد والترتيب الإداري للبعثة من قبل الوزير والوزارة لهذا العام.

واستصرخ هؤلاء الحجاج والمرشدون عبر رسالة بعث بها رئيس اللجنة التحضيرية للأئمة السابق، الدكتور ماجد العمري، للملك اعترف في بدايتها بـ"جهود وزارة الأوقاف في تنظيم مواسم الحج المتعاقبة"، مستدركا في رسالته أن "هناك أخطاء قاتلة متكررة تفشل موسم الحج الأردني تحديدا، في ظل إدارة الوزير الدكتور هايل عبد الحفيظ يوسف داود".

وقال العمري الذي أدى مناسك الحج لهذا العام، في حديث لـ"عربي21" إنني كتبت برسالتي إلى الملك قائلا: "بداية الفشل الذريع المخزي عند هذا الوزير هو التلاعب ببيع تأشيرات الحج لمكاتب حج كبرى لا ضمير لها، لتقوم هي بدورها ببيعها للمواطنين الغلابى، حيث تراوح ثمن التأشيرة الواحدة ما بين 2000 إلى 5000 دينار أردني بشهادة المواطنين الحجاج الذين اشتروها".

ورأى العمري من خلال رسالته، أن من الفشل الذي اتسم به موسم الحج لهذا العام هو " الفوضى العارمة في اختيار المرشدين والإداريين المرافقين لبعثة الحج الأردنية، في جو مريب من الواسطات والمحسوبية والشللية وخيانة الأمانة، خاصة فيما يسمى الاستثناءات الظالمة لبعض المرشدين والإداريين من المتزلفين المذبذبين للوزير والوزارة".

وتابع العمري الذي يعمل إماما وواعظا بوزارة الأوقاف في أحد مساجد محافظة إربد شمالي البلاد، في رسالته مخاطبا الملك بقوله: "سيدي الملك أنا كنت في هذا العام من ضمن حجاج الفرادى، حيث أتينا إلى جبل عرفات، فلم نجد سكنا لنا في خيم عرفات، والله ما وجدنا سم مربع بين الحجيج المكتظين في الخيام، فرمينا ظلما وزورا خارج الخيام على الأرصفة والشوارع فريسة سهلة للحر الشديد والرطوبة القاتلة ليلة وقفة عرفات، وتفاقمت معاناتنا الكبرى مع طلوع شمس يوم عرفات بالشمس الحارقة والرطوبة الشديدة التي أطبقت على أنفاسنا ، فوالذي رفع السماء بلا عمد، لولا رحمة الله تعالى بالحجيج لمات أكثر من ثلث الحجيج، خاصة كبار السن والنساء والأطفال".

وواصل العمري حديثه، موضحا أن مما جاء في رسالته بالنص: "إن توجيهاتكم الملكية المكثفة سيدي لهذا الوزير وطاقمه الإداري التنفيذي بالعناية الكاملة الفائقة بالحجاج الأردنيين، لم تلق آذانا مصغية، بدليل أنه قام فريق متطوع من زملائنا الحجيج الناشطين بمعاينة سكنات الحجيج الأردنيين في مكة وعرفات ومنى مقارنة مع العديد من البعثات الأخرى، فخلصوا إلى نتيجة مؤلمة محزنة مفادها أن أسوأ خدمات الحجيج إطلاقا هي خدمات بعثة الحج الأردنية برئاسة الوزير الدكتور هايل عبدالحفيظ يوسف داود".

وأكد العمري أن "ما تقدم من ثغرات وأخطاء وقعت في موسم الحج لهذا العام تحت إشراف وزير الأوقاف، شهد عليه عدد من الحجاج في الحافلة التي أقلها وإياهم إلى الديار المقدسة"، مبينا أن هؤلاء الحجاج الذين كانوا رفقته داخل الباص، وعددهم يصل إلى نحو 26 حاجا، "وقعوا على عريضة أرفقتها برسالتي إلى الملك، تشير إلى الفشل والإخفاق في إشراف الوزارة والوزير على موسم الحج".

وختم دكتور الفقه الإسلامي، ماجد العمري، حديثه لـ"عربي21"، بهجوم عنيف وغير مسبوق على وزير الأوقاف قائلا: "لقد قلت مرارا وتكرارا إن وزارة الأوقاف في عهد ومرحلة الوزير الدكتور هايل داود هي والله العظيم أسوأ مرحلة إطلاقا مهنيا وإداريا وإشرافا وسمعة، مرحلة مشبعة ومفعمة بالترهل الإداري القاتل والمحسوبية والواسطات والشللية، وانتعاش وتغول الفاسدين المفسدين في الوزارة، فشخصية هذا الوزير ضعيفة هزيلة لا إدارية، فاقمت ضياع الوزارة وفقدان هيبتها".

من جهته، أيد مرشد الحجاج المبتعث من وزارة الأوقاف عوض المعايطة، ما جاء في رسالة الدكتور ماجد العمري، الذي زاد قائلا: "أعتبر  موسم الحج لهذا العام فاشلا بامتياز على مستوى ترتيبات وإعداد وزارة الأوقاف الإدارية"، مبينا أنه تقدم بشكوى لدى وزير الأوقاف هايل داود أثناء التقائه بمكة، أوضح فيها كل الأخطاء والمشكلات التي رافقت رحلة الحج.

وقال المعايطة في حديث لـ"عربي21": "إن مرشدي الحجاج عانوا كثيرا في موسم الحج، إذ تم إهمالهم من قبل إداريي الوزارة"، متسائلا: "هل من المنطقي والمعقول ألا أرى أحدا من  المسؤولين أو الإداريين طوال موسم الحج".

وأضاف المعايطة الذي كان يتحدث لـ"عربي21" فور وصوله إلى  مطار الملكة علياء الدولي من مكة المكرمة: "لقد شهد موسم الحج كثيرا من الغضب والتذمر من قبل المرشدين والحجاج على حد سواء".
 
وبين المعايطة الذي يعمل إماما لأحد مساجد المملكة في محافظة الكرك جنوبي الأردن قائلا: ""خصصت وزارة الأوقاف لكل خمسة مرشدين غرفة واحدة، حيث نومهم وطعامهم، وهذا لا يمكن تصوره؛ إذ كنا نأكل على الأسرة، وإذا أراد أحدنا تناول الطعام واقفا، فإنه يضطر إلى الوقوف بجانب الحمام وتناول طعامه، لضيق المكان داخل الغرفة"، مبديا (المعايطة) غضبه من الوزارة التي لم توليهم الاهتمام والمتابعة.

وبالاستماع لرأي آخر، وصف المرشد عبد الفتاح الجنيدي ترتيب وإعداد وزارة الأوقاف لبعثة الحج، بـ"التخبط والعشوائية"، منوها إلى أنه "بالرغم من أدائي الحج ست مرات في سنوات سابقة، إلا أنه لم أجد أصعب وأكثر تعبا من الحجة هذا العام، وذلك لضعف خبرات إداريي وزارة الأوقاف الذين أشرفوا على الموسم".

وقال الجنيدي، الذي يعمل إماما في إحدى مساجد العاصمة عمان، لـ"عربي21": " نمنا على الأرض لمدة ثلاثة أيام في منى، دون فراش أو غطاء، وعند احتجاجنا على ذلك، قيل لنا إن المشرفين غير مشمولين بالاتفاق الذي يوفر لكل حاج فراش وغطاء طيلة أيام أداء مشاعر منى".

وأضاف الجنيدي أن "من الصعاب التي واجهها الحجاج الأردنيين كانت من طرف "المطوفين السعوديين"، حيث لم يقدموا لنا أي خدمات أو مساعدة، بالرغم من حصولهم على 125 دينارا من كل حاج أردني مقابل خدمات ومساعدات، بل إن أحدهم التقط معنا صورة سلفي وهرب" حسب تعبيره.

 وأبدى الجنيدي في نهاية حديثه أسفه على ما يلاقي الحجاج والمشرفون الأردنيين، من قلة تقدير وضعف مكانة، مطالبا الملك عبد الله الثاني بـ"دولة إلكترونية" تعمل على الترتيب والإعداد بشكل أفضل لأمور الشعب الأردني".

إلى ذلك، اتصلت "عربي21" أكثر من مرة بالناطق الإعلامي لوزارة الأوقاف، للوقوف على رأي الوزارة والتعليق على ما سبق، لكنها لم تحصل على جواب لعدم الرد على الهاتف.

يشار إلى أن عدد الأردنيين الذين سجلوا لأداء مناسك الحج لهذا العام، بلغ أكثر من 23 ألفا، فيما وصل عدد الحجاج الذين تم اختيارهم 5600 حاج فقط.