في الوقت الذي تواصل فيه النخب
الإسرائيلية استغلال هجمات باريس في التحريض على حرب دينية شاملة ضد جميع الحركات الإسلامية العاملة في
سوريا والعراق، فقد تعاظمت الدعوات داخل تل أبيب لتقسيم سوريا.
وقال مدير عام وزارة الداخلية الإسرائيلي السابق الدكتور شوكي أمراني، إن مصلحة إسرائيل المباشرة تتمثل في تدشين دولة درزية جنوب سوريا، على اعتبار أن هذه الخطوة تلتقي مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
وفي مقال نشره أمس موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، نوه أمراني إلى أنه يتوجب على إسرائيل أن تبادر للمساعدة في تدشين الدول الدرزية، وذلك حتى تلعب هذه الدولة دورا في درء المخاطر التي يمكن أن تعود على إسرائيل من التحولات التي تشهدها المنطقة.
ونوه أمراني إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق الجنرال يغآل ألون، كان أول من دعا إلى تدشين دولة درزية في جنوب سوريا، تماما بعد انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967.
وأشار أمراني إلى أن ألون كتب في وثيقة صنفت على أنها "سرية للغاية" ووجهت في حينه لرئيس الوزراء ليفي أشكول، أن تدشين دويلة درزية يسهم في إيجاد"منطقة عازلة" بين إسرائيل وكل من الأردن وسوريا.
وأشار إلى أن ألون اقترح في حينه أن ترتبط الدولة الدرزية بتحالف معلن مع إسرائيل يقلص من فرص توجه الأطراف الأخرى للتربص بها وإزالتها بالقوة.
وشدد أمراني على أنه على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية رفضت في حينه اقتراح ألون، فإن هذه الخطة تعتبر أكثر الخطط التي تحافظ على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل وتقلص فرص تعرضها للمخاطر من الشرق.
ونوه أمراني إلى أن هناك وعيا متجذرا لدى الكثير من القيادات في إسرائيل، بأهمية وجود منطقة فاصلة بين إسرائيل والحركات الجهادية السنية التي باتت تسيطر على مناطق كبيرة داخل سوريا؛ محذرا من أن هذه الحركات تعلن بشكل واضح نيتها استهداف إسرائيل في المستقبل.
ونوه أمراني إلى أن "حرص نظام الأسد على استيعاب
الدروز في مواقع حساسة في نظامه، يسمح للدروز بإدارة شؤون الدولة العتيدة عبر توظيف التجربة والمعرفة المسبقة".
من ناحية ثانية، فقد دعت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، أوروبا إلى عدم قصر إجراءاتها الحربية على تنظيم "الدولة الإسلامية"، مطالبة باستهداف كل الحركات الجهادية.
وفي مقال نشره المحرر الرئيس في الصحيفة يئير شيلغو، نشره موقعها مساء أمس، نوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقوم بدورها في هذه الحرب من خلال استهداف حركة حماس، التي تعتبرها تل أبيب مركبا رئيسا من مركبات " الإسلام الجهادي".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ما يؤشر على "يقظة" أوروبية، مشيرة إلى أن هناك توجها لشن حرب عالمية على الجماعات الجهادية، داعية إلى "مأسسة" الدور الإسرائيلي في هذه الحرب.
من ناحيتها، أكدت إسرائيل رسميا أنها وظفت هجمات باريس في تبرير قرارها حظر أنشطة الحركة الإسلامية.
ونقلت الصحافية الإسرائيلية موزال موعالم، عن وزير في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، قوله إن "هجمات باريس مثلت مظلة لتمرير القرار وتطبيقه".
وفي تقرير نشره موقع "يسرائيل بلاس" اليوم، أشارت موعالم إلى أن هناك ما يؤشر على عزم إسرائيل على توظيف هذه الهجمات في تحقيق المصالح الإسرائيلية.