سياسة عربية

سجين سابق لدى تنظيم الدولة: الكساسبة لم يحرق (فيديو)

السجين السابق لدى تنظيم الدولة إبراهيم الشمري - يوتيوب
نشر موقع للمعارضة السورية، الأربعاء، مقابلة مع سجين سابق لدى تنظيم الدولة، تضمنت تصريحات مثيرة، للسجين السوري إبراهيم الشمري، نفى فيها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وأنه تركه حيا في سجنه قبل الإفراج عنه بأمر مباشر من زعيم التنظيم "أبي بكر البغدادي"، موضحا أن الكساسبة قال إن ما سبب وقوعه بالأسر صاروخ أطلق من السرب الذي كان فيه.

ووفقا للمقابلة التي أجراها الناشط السوري عامر هويدي، وبثها موقع "كلنا شركاء"، فإن الشمري رياضي سابق، وهو حارس مرمى نادي الفتوة السوري سابقا، وحارس المنتخب الوطني السوري سابقا، وكان موظفا في الاتحاد الرياضي العام.

ويروي الشمري المفرج عنه بأوامر مباشرة من البغدادي، في اللقاء المصور، تفاصيل عن تنظيم يغطيه الغموض، ويحكي مسيرة اعتقال "بدأت بنظام وانتهت بتنظيم"، قابل خلالها شخصيات منها من قضى بأبشع الصور، ومنها من يتزعّم أعتى التنظيمات وأقواها.

وقال الشمري إنه خرج من سجن العكيرشي بأوامر مباشرة من البغدادي الذي زار السجن الأشهر للتنظيم في الرقة، وكان يقبع في إحدى منفرداته مطلع العام الجاي الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال إنه خرج بعد أكثر من شهر من إعلان التنظيم إعدام الكساسبة وتركه حيا.

الاعتقال الأخير في سجن الكساسبة

وفي معرض روايته لقصته، لفت إلى أنه اعتقل أكثر من مرة، وحينما اعتقل في المرة الأخيرة من قرية الحوايج، التقى خلال هذه المدة بالكساسبة، حيث تم نقله إلى سجن العكيرشي على أطراف الرقة الذي أسسه التنظيم، حيث أمضى فيه شهرين برفقة الطيار الأردني. 

ويضم السجن 181 سوريا و12 صحفيا وتسع نساء، وزنزانة منفردة فيها الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

ويروي قائلا: "كنت قد استلمت توزيع الطعام على الغرف في السجن، وعرفت هذه المعلومات بحكم عملي، فكنت أوزع الطعام لكل المساجين بما فيهم معاذ الكساسبة الذي كان يقبع في سجن منفرد، وقدّمت له مصحفا بناء على أمر من آمر السجن الذي أعطى أمرا بتقديم مصحف لكل سجين يدخل السجن ليقرأ القرآن".

وأضاف: "دخل معاذ الكساسبة السجن الذي نحن فيه الساعة السادسة مساء، وكان بحالة مزرية، ولم نكن نعرف أنه معاذ وقتها، وبعد ساعة من دخوله السجن سمعنا صراخا، وقال السجانون إن هذا الذي دمر البلد وحرقها بطائرته، فعرفنا أنه معاذ".

خرجت وتركته حيا ولم يُحرق

وأكد الشمري أنه خرج من السجن في العاشر من آذار/ مارس الماضي وترك وراءه الكساسبة حيا في سجنه، نافيا رواية إعدامه حرقا التي أعلن عنها التنظيم قبل هذا الوقت بأكثر من شهر، حين أصدر التنظيم شريطا مصورا يعلن فيه إعدام الكساسبة حرقا في قفص حديديّ، وصدر الشريط مطلع شباط/ فبراير الماضي.

وقال: "معاذ وحتى تاريخ خروجي من السجن كان لا يزال على قيد الحياة، وكان يقول للسجانين عاملوني كأسير، لأنهم كانوا يردون عليه بالضرب".

وأضاف: "تقصّدت سماع التحقيقات التي كانت تجرى مع معاذ أثناء خروجي إلى دورات المياه، فكان يقول له المحقق (أبو أنس التونسي): نحن أسقطنا طائرتك، فيرد معاذ: لا أنتم لم تسقطوا طائرتي، ولكن الذي أسقط طائرتي صاروخ أطلق من السرب الذي كنت فيه".



اعتقل لدى تنظيم الدولة أكثر من مرة

وبدأت قصة الشمري حينما اعتقل من قبل النظام لمدة سنة ونصف السنة، في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وكانت التهمة الموجهة له هي "التحريض على التظاهر، والعمل على إسقاط النظام القائم، وقتل عناصر النظام"، وغيرها من التهم.

ويتابع: "زرت تقريبا كل أفرع الأمن السورية، ومنها نُقلت إلى سجن صيدنايا، ومنه إلى سجن عدرا، وبعدها إلى سجن دير الزور، وتم إطلاق سراحي من سجن دير الزور في الثالث عشر من نيسان/ أبريل لعام 2013، بعدها عملت مع فصائل الجيش الحر، واستهدفنا حواجز النظام في المدينة وأفرعه الأمنية".

مواجهته تنظيم الدولة واعتقاله

ويروي الشمري كيف أنه واجه إلى جانب المعارضة السورية اقتحام تنظيم الدولة محافظة دير الزور، حيث أوضح أنه "دخل بإمكانيات هائلة، ولم نستطع مجابهته، وعندما دخل التنظيم محافظة دير الزور فإنه لم ينجز شيئا، فالأماكن التي دخل إليها كانت محررة من قبل عناصر الجيش الحر، وبسبب قوة التنظيم وضعف إمكانياتنا خضعنا لهم، وطلبوا منا تسليم السلاح فسلمناه، وأخضعونا لدورات شرعية لأننا باعتباراتهم مرتدون عن الإسلام". 

وأضاف: "كانت مدة الدورة 15 يوما تقام في المدارس، بعدها طلبوا منا البيعة، والأغلب بايع التنظيم، وأنا لم أبايع، وتذرعت بكبر سني، وغيرها من الحجج".

لكن الشمري اعتقل بعدها من قبل التنظيم بتهمة محاربة التنظيم، واستمر اعتقاله مدة 35 يوما، وفق قوله، وجاء بعدها أحد عناصر التنظيم ممن كانوا يقاتلون معه وزكاه عند التنظيم، وعلى إثر ذلك أُخلي سبيله. 

وبعد فترة، أعاد التنظيم اعتقاله مرة ثانية بتهمة محاربة التنظيم، وباعتباره "إحدى الخلايا النائمة"، فسجن 17 يوما لم يثبت عليه شيء خلالها فأخلي سبيله. 

وقال إنه عمل في بيع المحروقات، وبعد فترة ترك مكانه الذي كان فيه، وقال: "انتقلت إلى بيت جديد محاولا الابتعاد عنهم، ولكنهم لم يتركوني وشأني، فاعتقلوني مجددا بتهمة محاربة التنظيم وقتل عناصره، وبقيت معتقلا لشهرين ونصف التقيت فيها الكساسبة، ليخوا سبيلي بعد أن أُثبتت براءتي".

البغدادي زار السجن وأخرجني

وعن قصة خروجه من السجن يروي أنه "في العاشر من آذار/ مارس خرجت من السجن قرابة الساعة الثامنة والنصف.. أخرجونا كلنا، وكان البغدادي قد زار السجن قبل يومين ومعه اثنان من المستشارين وأربعة مرافقين بالإضافة إلى آمر السجن، الذي هو أحد أبناء مدينة (موحسن) ويدعى (أبو الوتين)".

وقال إن آمر السجن "قدمني للبغدادي، وقال له إن هذا الشيخ مظلوم، واعتقل ثلاث مرات، وكل مرة يخرج براءة، فسمع البغدادي قصتي وقصص قرابة ثمانية أشخاص مسجونين آخرين معي، فقام أحد الذين معه، وأتوقع أنه مستشاره ويكنى بـ(القحطاني)، وقال للبغدادي: كيف سننتصر ويوجد مثل هذا الظلم؟ فقال البغدادي لنا: سامحونا وأنتم إخوتنا وحقكم علينا، ستخرجون خلال يومين، وسيحاسب من ظلمكم". 

وخرج الشمري في الموعد المحدد، وبعد خروجه وسبعة آخرين، وصلهم خبر أنه بالفعل قام بمحاسبة الذين اتهمهم وظلمهم، بحسب قوله.

وعن الصحفيين المعتقلين، أوضح أن عددهم 12 صحفيا، بينهم اثنان إما أنهما صينيان أو يابانيان، وماليزي أو موريتاني، والأرجح موريتاني، والباقي بينهم أجانب. 

وكان أكثر الذين يتعرضون للتعذيب من بينهم هم الصحفيون الصينيون أو اليابانيون، فكان السجانون يجبرونهم على الحبي ليركبوا فوقهم "مثل الحمير"، وفق تعبيره.