سياسة عربية

إعلاميو السيسي بعواطف حارة: نرجوك البقاء (فيديو)

اعتبروا ارتجاله (الذي كشف عن سريرته) إنما يأتي في إطار شفافيته- أرشيفية
تبارى الإعلاميون المصريون المعروفون بأنهم "الأذرع الإعلامية" لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في استخدام أساليب الاستمالة العاطفية للجماهير نحو السيسي بعد خطابه الذي ألقاه الثلاثاء، في مناسبة الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ما شبهه مراقبون بأداء المذيع أحمد سعيد إزاء خطاب التنحي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

تطابقت تعليقات هؤلاء الإعلاميين على خطاب السيسي، كأنهم يستقون من وعاء واحد، وتوحدت وجهات نظرهم في تأكيد أن السيسي كان حزينا مهموما من فرط الحمل الذي يحمله، والمشكلات التي تعاني منها البلاد.

واعتبروا ارتجاله (الذي كشف عن سريرته) إنما يأتي في إطار شفافيته التي زعموا أنه يتحلى بها مع الشعب.

ورجوه استكمال ما اعتبروه "مدته الرئاسية" لأربع سنوات.

أما إعلانه استعداده للرحيل فهو يعكس لديهم زهده في المنصب.

وتحول كل واحد من هؤلاء الإعلاميين إلى "ناصح أمين" للسيسي، سواء بدعوته إلى إبعاد من أوحى إليه بوجود ثورة في الآفاق عليه، أو تأكيده أن حديث البعض عن ثورة جديدة ليس له سند أو دليل.

والفكرة المركزية التي جمعت تعليقاتهم كانت هي ضرورة بقاء السيسي في منصبه، لكنهم أخرجوها بأشكال وأساليب مختلفة، بحسب طريقة كل منهم.

واستندوا في ذلك إلى ترديد مقولة إن صندوق الانتخابات هو الفيصل، متغافلين عن تناقضهم مع أنفسهم، فما حرموه على الرئيس محمد مرسي يطالبون بتطبيقه الآن مع السيسي، حتى قال بعضهم (عمرو أديب): "طالما فيه برلمان.. يبقى ما فيش ميدان".

من هنا، يتتبع هذا التقرير تعليقات ثمانية إعلاميين -من أبرز الأذرع الإعلامية للسيسي- على الخطاب موثقة بمقاطع الفيديو، وهم على التوالي: أحمد موسى، وعمرو أديب، وسيد علي، ويوسف الحسيني، وتامر أمين، وجابر القرموطي، ولميس الحديدي، وخالد صلاح.

أحمد موسى: السيسي بين صورتين

بأسلوب عاطفي، قال أحمد موسى، إن السيسي كان مهموما جدا في أثناء الخطاب، لأن الحمل كبير جدا والمشكلات كثيرة جدا.

وطالب مشاهديه بالمقارنة بين صورة السيسي قبل وبعد توليه الحكم، قائلا: "الفارق بين الصورتين هو حمل الـ90 مليونا، فالسيسي أصبح مهLوما، ويظهر عليه الهم والحزن، وهذا ما لاحظته اليوم".

وأضاف، في برنامجه "على مسؤوليتي" الذي يبث في قناة "صدى البلد"، أن "البلد يمر بوضع صعب، ونواجه تحديات خطيرة"، زاعما أن حديث السيسي عن الراغبين في القيام بثورة يوم 25 يناير، يؤكد أنهم مجموعة قليلة، وليس الشعب المصري كله.

وتابع: "الرئيس تحدث اليوم بشفافية وصراحة، ووجه رسائل في غاية الأهمية".

                      
 
أديب: مدته 4 سنوات.. بدوي: مشيتم مرسي ليه؟

وفي سياق متصل، رفض عمرو أديب تلميح السيسي إلى إمكان رحيله عن السلطة.

وقال أديب: "أنا مقدر المشاعر الطيبة للرئيس، لكن هناك حاجة اسمها قانون ودستور يقول إن فترة الرئاسة أربع سنوات".

وأضاف، خلال برنامج "القاهرة اليوم" على شاشة "اليوم" بشبكة "أوربت"، أنه عقب ثلاث سنوات سيتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة، وإذا شعر السيسي بأن المواطنين لا يريدونه فلن يترشح، أو يترك لهم حرية الاختيار في صندوق الانتخاب.

وتابع: "مافيش رئيس في العالم يقول لشعبه: لو وقفتم في الميدان هامشي"، مضيفا أن البرلمان سيكون بديلا عن الميدان؛ نظرا لما يمتلكه من صلاحيات بموجب الدستور، مشيرا إلى أن "أوباما" نفسه لو خرج له أي شخص قبل انتهاء مدته فلن يرحل.

لكن المذيعة رانيا بدوي، مقدمة البرنامج مع أديب، علقت: "ربما يمكن قبول كلام الرئيس في حال وجد حالة غضب من حكمه تظهر في وسائل الإعلام كافة، أو بعض حلفاء "30 يونيو" تغير رأيهم وطالبوه بالرحيل، لكن لا يوجد إجماع شعبي على هذا المطلب، وبالتالي فما كان يجب التلميح به".

وأبدى "أديب" رفضه لقول زميلته مشيرا إلى أن السيسي لا يجب أن يرحل حتى لو حدث هذا، لأن الديمقراطية أن يبقى أربع سنوات.

فردت "بدوي" قائلة: إذا أقررنا هذا الكلام الذي تقوله.. فهذا سيجعل الناس تتساءل: "إنتو مشيتوا مرسي ليه؟"

                       
 
سيد علي: مقامك أعلى من هؤلاء التافهين

وعلى شاكلة عمرو أديب، عقب سيد علي على تصريحات السيسي في برنامجه "سيادة المواطن" على قناة "العاصمة"، بالقول: "كلمة "أمشي" دي.. ماتتقالش مرة تانية.. لأنك جندي، ومكلف بأربع سنين"، مضيفا أنه ليس التوقيت المناسب ليقال فيه هذا الكلام.

وتابع: "ليس هو التوقيت يا ريس، ولا كان يجب أن تعطي الأهمية لخمسين أو ستين شخصا لهم أبواق خارجية".

وأردف: "أنت مقامك أعلى من أن ترد على هؤلاء التافهين".

                      
 
الحسيني: خدعوك فقالوا

وبأسلوب أمني، استنكر يوسف الحسيني حديث السيسي عن الثورة الجديدة، والدعوة للتظاهرات في 25 يناير.

وقال في برنامجه "السادة المحترمون" على فضائية "أون. تي. في": "هذا الحديث كان خطأ فادحا".

وتساءل: "من يريد أن يصدر المشهد بأن هناك أزمة كبرى تعصف بالبلاد؟ أو أن الدولة شديدة الضعف والهشاشة في تخوفها من 25 يناير بهذا الشكل؟"

وأضاف: "هو الريس بيتكلم في الموضوع ده ليه.. ومين وصل رسالة للرئيس إن في دعوات حقيقية وملموسة لرحيله عن الحكم وصنع ثورة جديدة؟".

وتابع: "ده يخليك تفكر في من يشكل جزءا من تفكير الرئيس ويشير عليه.. دي دعوات تافهة".

ووجه الحسيني نصيحته إلى السيسي: "لا تعط الموضوع أكبر من حجمه.. والشخص اللي لفت نظرك لهذه الدعوات لا يحمل أي عمق في نظرته للحراك السياسي في البلاد على الإطلاق، وأبعده عن المشورة السياسية تماما مهما كان".

                             
 
تامر أمين: نبرة الحزن واضحة

تامر أمين علق من جانبه على الخطاب بالقول: "الجميع لاحظ في حديث السيسي نبرة حزن واضحة، لاسيما حين تحدث عن الشأن السياسي الداخلي".

وأضاف: "الرئيس واخد على خاطره من دعوات البعض للنزول في 25 يناير اللي جاي".

وأشار أمين، خلال برنامجه "الحياة اليوم" عبر فضائية "الحياة"، إلى أن الكثيرين من مؤيدي السيسي لاحظوا أنه تحدث اليوم وفي حلقه غصة قاموا بتدشين هاشتاغ #بنحبك_يا_سيسي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لتأييده وإعلان مساندته".

وأردف: "المواطنون اعتادوا أن يتحدث إليهم الرئيس حديثا من القلب إلى القلب، وحين شعروا بحزنه قاموا بدعمه".

وتابع: "السيسي، ليس المخلوع حسني مبارك.. السيسي مش متمسك بالحكم زي مبارك لما قال قبل 25 يناير خليهم يتسلوا".

وزعم أمين أن هناك سببين رئيسيين رفعا من معنويات المصريين عقب سماعهم كلمة السيسي، أهمهما شعورهم بصدقه، وانطباع أنه يعيش مع المواطن.

وأكمل: "هو دائما بيقول للناس أنا سامعكم، وأنا معاكم، ومش متبت أوي في الكرسي، ولا باقي عليه، ولا عاوز تعديل الدستور لإطالة فترة الرئاسة".

                        
 
القرموطي: كأنه قاعد على مقهى المصريين

جابر القرموطي أشاد بخطاب السيسي قائلا: "السيسي جاب من الآخر في الخطاب بتاعه، وكأنه قاعد على مقهى المصريين".

وزعم، خلال تقديمه برنامج "مانشيت" على قناة "أون. تي. في"، أن السيسي قام بحوار كله مكاشفة حقيقية، وصريحة أمام الشعب، مؤكدا أنه أثبت أنه غير طامع في السلطة، وأنها لا تمثل له إلا حملا ثقيلا، وفق وصفه.

وادعى القرموطي أن السيسي قام بأهم مكاشفة له مع الشعب المصري، وأنه أثبت أنه رئيس كل المصريين، موجها الشكر للسيسي على "مكاشفته" للمصريين، وإجابته عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم.

                           
 
لميس الحديدي: الإعلام لا يحرض على الثورة

من جانبها، عرضت لميس الحديدي مقاطع من خطاب السيسي. وقالت إن كلمته حملت العديد من الرسائل المهمة لكل طوائف المجتمع، وفق وصفها.

وأشارت الحديدي إلى حديث السيسي عن دعاوى ثورة ثالثة، بحسب تعبيرها.

وقالت إن السيسي وجه رسالة لمن يريدون النزول في 25 يناير المقبل، وأنه مستعد للرحيل بدافع الكرامة الوطنية في حال أراد المصريون ذلك.

واعتبرت أن خطاب السيسي، حمل الكثير من الصدق، خاصة عندما تحدث عن وحدة الصف بين المسلمين والمسيحيين.

وأشارت لحديث السيسي عن الإعلام، ودفاعه عنه للمرة الأولى بعد ترويج البعض أن الإعلام يحرض الناس على الثورة، مضيفة أن هذا الأمر الذي يردده البعض ليس له سند أو دليل، ولم تشاهده في أي من وسائل الإعلام المصرية، وهو ما أكد عليه السيسي.

خالد صلاح: إحنا بنحبك عشان إنت شبهنا

أخيرا، قال خالد صلاح، إن السيسي تحدث عن دعوات النزول لثورة جديدة في 25 يناير المقبل بشجاعة يحسد عليها حين خاطب الجميع قائلا: "لو عاوزني أمشي هامشي من غير ما تنزلوا".

وأضاف صلاح في برنامجه "آخر النهار"، أن السيسي أكد خلال خطابه ضرورة بعد الدين عن السياسة، وعدم استثماره لصالح تيارات سياسية معينة، وعن ضرورة تجديد الخطاب الديني بعيدا عن الخطابات الوهابية، والداعشية، والإخوانية.

وأعرب صلاح، عن رغبته في بقاء السيسي، قائلا: "إحنا بنحبك يا ريس، عشان أنت مننا وشبهنا، وحتى لو شئنا التغيير لن نسمح بتفكيك بلادنا".