ملفات وتقارير

ردود فعل تونسية غاضبة على تصريحات مسيئة للإسلام

الصديق زعم أن المساجد فضاءات مدنية وصلاة الجمعة ليست فرضا - تويتر
أثار أكاديميان تونسيان جدلا بسبب تصريحين لهما اعتُبرا مسيئين للدين الإسلامي، حيث سخرت أستاذة جامعية وناشطة سياسية، من الدعوة إلى إقامة صلاة الاستسقاء في البلاد، بينما زعم فيلسوف وعالم أنثروبولوجي أن "صلاة الجمعة ليست فرضا".

واستهزأت المديرة السابقة لمعهد الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي، السبت، بوزير الشؤون الدينية محمد خليل، الذي دعا الناس في بلاغ رسمي إلى إقامة صلاة الاستسقاء اليوم الأحد، بقولها إن الوزير "قام بسطو أدبي على مجهود خبراء الطقس الذين يتوقعون نزول أمطار بداية من الأحد، وتتواصل مدة ثلاثة أيام"، وفق ما جاء في منشور لها عبر صفحتها على "فيسبوك".

وأضافت ساخرة: "لو كان في صلاة الاستسقاء خير لما كانت السعودية صحراء".

وسار المالك السابق لقناة "الحوار التونسي" الطاهر بن حسين، وهو ناشط يساري وقيادي في حزب نداء تونس، على خطى الشرفي، حيث وصف في صفحته على "فيسبوك" صلاة الاستسقاء بـ"الشعوذة"، مضيفا أنه "إذا أصبحت الشعوذة برعاية الدولة؛ فعلى الدنيا السلام".

الجمعة ليست فرضا!

وفي سياق متصل؛ قال الفيلسوف يوسف الصديق، إنه تمعن في النص القرآني؛ فتوصل إلى أن "المساجد فضاءات مدنية بحتة، وباستطاعة كل الناس من كل الأديان دخولها وممارسة أنشطة مدنية داخلها".

وتابع الصديق في تصريح إذاعي: "صلاة الجمعة ليست فرضا، فالله في القرآن يقول إنه إذا كانت لديك مسألة أرضية تتعلق بالبيع والشراء؛ فيمكنك تركها لتذهب إلى المسجد وتسمع درسا"، وفق تعبيره.

وأضاف: "الله قال إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فذروا البيع فقط، ولم يقل افعل شيئا آخر"، في إشارة إلى صلاة الجمعة، مع أن نص الآية يقول: "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع".

وقارن الصديق بين حُكمي صلاة الجمعة وبين الحج، قائلا: "الفرض هو الحج، لأن الله قال (وأذِّن في الناس) وهذا أمر بأن يذهب الناس إلى الحج، بخلاف صلاة الجمعة؛ فهي ليست فرضا".



جهل بالدين

وعقب الباحث في علوم الفقه والقرآن، الشيخ أحمد الغربي، على مزاعم الصديق بقوله إن "الرجل جاهل بأبسط قواعد التفسير والفهم والتأويل، حتى إنه يحرّف القرآن عن مواضعه، فيبدل الفتحة بضمة، والضمة بفتحة"، وفق تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "الصديق يفسر القرآن بهواه، وليس لديه أي مستند في ذلك، أو قاعدة أو مرجعية يعتمد عليها، بل إنه لا يملك أدوات التفسير أصلا، ومع ذلك فهو يُقحم نفسه في مسائل دينية بديهية حسمها النص القرآني".

وفي السياق نفسه؛ انتقد الغربي ما نشرته الجامعية الشرفي، حيث اعتبر سخريتها من صلاة الاستسقاء "استفزازا لمشاعر التونسيين المسلمين السنيين"، مضيفا أن بعض التصريحات والآراء التي يطلقها من يُدعون بـ"المثقفين" ما هي إلا "لطلب الشهرة انطلاقا من قاعدة (خالف تُعرف)، ولا تستحق الرد عليها؛ لأنها ترهات وأفكار ساذجة"، على حد وصفه.   

وخَلُصَ إلى أنه لا يعتقد أن هذه الآراء والتصريحات مؤامرة على الإسلام، مستدركا بأنها "غير بريئة، وتحمل في ثناياها علامات تدل على تهميش القضايا الحقيقية للتونسيين، على غرار التنمية والصحة والتعليم وغيرها".

ردود فعل غاضبة

وأثارت "سخرية" الشرفي من صلاة الاستسقاء ردود فعل غاضبة على موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك"، فوصف الأستاذ المتخصص في الفقه الإسلامي، بدري بن منور المدني، تصريحاتها بأنها "كالنقر على الطبل الفارغ"، مضيفا أنه "بمثل تصريحاتك يصنع الإرهاب (...) صلاة الاستسقاء مناجاة العبد الضعيف لربه القوي تعطفا".

وأضاف أن "ما يجهله كل من تهجم على سنة صلاة الاستسقاء أو استهزأ بها؛ أنها سنة مشتركة بين الأديان السماوية كلها، وخصوصا المسيحية واليهودية".

وعلق  المكلف بمهمة لدى وزير الشؤون الدينية سليم بن الشيخ، بقوله: "جهل يدفع بأصحابه إلى استنتاجات غريبة.. أدعو هذه السيدة إلى ترك ما لا يعنيها".

وتساءل أبو بكر شانا: "ماذا تمثل الشرفي حتى تتدخل في شؤون المسلمين وفرائضهم وسننهم؟".