كتب

تقرير استراتيجي يناقش الصعود الإيراني في المنطقة العربية

التقرير الصادر عن مجلة البيان السعودية حمل عنوان "الأمة في مواجهة الصعود الإيراني"- عربي21
تناول التقرير الاستراتيجي الذي أصدرته مجلة "البيان" السعودية لهذا العام، موضوع "كيفية التصدي للخطر الذي يمثله المشروع الإيراني الطائفي في المنطقة"، في محاولة لـ"بث الحياة في المشروع السني، وتحقيق التوازن الطبيعي في المنطقة العربية".

وبلغ التقرير الذي يحمل اسم "الأمة في مواجهة الصعود الإيراني" 580 صفحة، وتكون من ستة أبواب، فصّلت -من حيث الوصف والتحليل- مخاطر المشروع الإيراني، وأبعاده القومية والدينية، وتأثيرها على بلدان العالم الإسلامي.

وفي دراسة بعنوان "نحو مشروع إسلامي سني مواجه"، وضع الباحث عبد العزيز كامل رؤيته لطبيعة "المرض المستعصي" الذي يمر به العالم الإسلامي اليوم، مشددا على ضرورة أن يكون "لأهل السنة مشروعهم الخاص بهم، كما أن هناك لكل أصحاب ملة أو نحلة في عصرنا، وقبل عصرنا، مشروعهم الخاص بهم، والمنطلق من عقائدهم وأيديولوجياتهم، دون مواربة، أو استخفاء، أو استخذاء، كالمشروع الصهيوني اليهودي".

واستطرد الباحث في الحديث عن المشاريع الأخرى التي "تتكالب على الأمة المسلمة، مثل المشروع الغربي المسيحي، والمشروع اليساري الشيوعي، أو الكردستاني العلماني، وآخرها الشيعي الإيراني"، مؤكدا أن "الأمة لن يُعترف بمشروعها الخاص قبل أن تتخلى عن عقيدتها الصحيحة"، بحسب تقديره.

أما الكاتب أحمد تهامي؛ فأكد في دراسته التي جاءت بعنوان "المشروع الإيراني في العالم الإسلامي"، أن "تركيز المشروع الإيراني على دول الخليج؛ يظهر التداخل بين الأبعاد الطائفية والاستراتيجية التي يتبناها المشروع الإيراني"، لافتا إلى أن "تصدير الثورة الشيعية يخدم الأهداف الاستراتيجية والتصور الإيراني للأمن في الخليج العربي".

وأشار إلى "استخدام المذهبية كمدخل لتحقيق أطماع السيطرة على المنطقة"، مضيفا أنه "على الرغم من كون المشروع الإيراني مشروعا طائفيا؛ فإن الطائفية لا تعدو كونها وسيلة لتحقيق الغاية الأكبر، وهي السيطرة على المنطقة الخليجية برمتها".

وأضاف تهامي أن "مشروع إيران قائم على التوسع في العمق الإقليمي فقط، رغم توجهاتها العامة التي طالت كل مكان وُجد فيه مسلمون".

"ظاهرة التشيع السياسي وأبعادها ودورها في إنجاح المشروع الإيراني"، هو عنوان لدراسة أعدها الباحث أحمد السيد، تكشف أن المشروع الشيعي الإيراني الذي تقوده الطائفة الاثنا عشرية "تم التسويق له من خلال دعم رموز إعلامية ونخب فكرية محسوبة على اليسار العربي، وكذلك تغنيها بالمقاومة الفلسطينية من خلال دعم بعض الحركات الفلسطينية"، مؤكدا أن إيران من خلال هذا الأسلوب "حققت نجاحا كبيرا".

واستدرك بأن "المجازر التي ارتكبها النظام السوري وحزب الله في لبنان؛ عرّت ما يسمى بالممانعة العربية أمام الكثير من الناس، وجعلتها موضع شبهة، وجزءا من المشروع الإيراني".

من جهته؛ قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الملك عبد العزيز أحمد البرصان، إن إيران "وثقت في الدستور الإيراني أنها مذهبية، وليست دولة للمسلمين"، مؤكدا أن مراجعة السياسات التعليمية والثقافية والإعلامية للنظام الإيراني؛ أثبتت أنها "لم تراع الشريعة الإسلامية؛ إلا من خلال مسحة تجميلية لإضفاء الشرعية الإسلامية على الدولة والمجتمع الإيراني".

وذكر البرصان على سبيل المثال؛ في دراسة بعنوان "موقف الحكومة الإيرانية من أهل السنة"، أن أهل السنة الذين لا توجد إحصائية "جديرة بالثقة تؤكد نسبتهم في إيران؛ لا يمتلكون الحق بالترشح لمنصب الرئاسة، ولا يحق لهم بناء مسجد، ويحرمون من الوظائف العامة".

وأشار إلى أن أهل السنة "مكون أساس من مكونات الشعب الإيراني، وينتمون لمختلف المكونات العرقية، وتوزيعهم الجغرافي يشمل مختلف أنحاء إيران؛ ورغم ذلك فإنه يضيق عليهم".

وفي دراسة تحت عنوان "حزب الله.. قراءة في أبعاد دوره الإقليمي"، أكد الباحث هشام عليوان، أن أهم أسباب دعم إيران لحزب الله اللبناني؛ هو "استخدام التبرير الأيديولوجي لتمددها في المنطقة".

ولم يغفل التقرير الجانب الاقتصادي؛ فتناول الباحث عبد الحافظ الصاوي في دراسته "النتائج الاقتصادية للاتفاق النووي الإيراني، ورفع العقوبات، وانعكاسات ذلك على الصراع في المنطقة"، وأوضح أن إيران "بنت شبكة من العلاقات الاقتصادية منذ فرضت العقوبات عليها"، مؤكدا أن توطيد إيران لعلاقتها الاقتصادية مع الإمارات؛ جعل من الأخيرة "أكبر منفذ تجاري لإيران على العالم".

وخلصت دراسة أعدها الكاتب عصام زيدان، بعنوان "محاولات التقريب بين السنة والشيعة.. نظرة تقويمية"، إلى أن "مذهب أهل السنة؛ هو امتداد طبيعي لما كان عليه الصحابة، بينما التشيع انحراف عقدي ومنهجي أسفر في النهاية عن مذهب مختلف تماما"، معتبرا أن دعوات التقريب المختلفة "بنيت على أساس خاطئ، باعتبار أن ما يجمع الجانبين أكبر مما يفرقهما، وهذا الافتراض مجرد وهم".

وأكد زيدان في نهاية دراسته أن "الخلاف بين الشيعة والسنة أصولي عقدي، وليس مجرد خلاف فرعي، فلا داعي لبذل المزيد من الجهد في اتجاه التقريب"، على حد قوله.