ملفات وتقارير

أرض مصر تبور.. الفلاحون يبكون والحكومة: كارثة (فيديو)

اضطرت الحكومة إلى الاعتراف بالأزمة
تفاقمت أزمة نقص مياه الري التي تصل إلى الأراضي الزراعية، وضربت آلاف الأفدنة بمحافظات مصر المختلفة، خلال الأيام والساعات الأخيرة، وذرف آلاف الفلاحين والمزارعين البسطاء الدمع، وهم يبكون حالهم، مناشدين توصيل المياه إلى أراضيهم.

وشكا الآلاف من المزارعين في دلتا مصر، وخاصة محافظات البحيرة والدقهلية والشرقية والمنوفية، من ارتفاع معدلات نقص مياه الري، التي تؤثر على محاصيلهم، وجفاف عشرات الترع والمساقي خلال الفترة الماضية.

واضطرت الحكومة إلى الاعتراف بالأزمة، وصرح مسؤولوها بأن كارثة تنتظر مصر، خلال الأيام والشهور المقبلة؛ نتيجة نقص مياه الري، غير مبرئين سد "النهضة" الإثيوبي من المسؤولية عن الأزمة.

وحذر خبراء من أن نقص مياه الري سوف يصيب ثلاثة ملايين فدان هذا الصيف، يعيش عليها قرابة 12

مليون مصري، داعين إلى إحياء صندوق مواجهة الكوارث الذي شهد ذروة نشاطه في عهد الرئيس
محمد مرسي، وإسقاط ضرائب الأراضي وأقساط مشروعات الري ومطالبات البنوك عن الفلاحين، هذا العام.

صراخ فلاحة بسيطة

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفلاحة بسيطة بإحدى قرى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية تستصرخ المسؤولين أن ينقذوا أرضها من البوار، بينما التف حولها عشرات المزارعين، شاكين من انقطاع مياه الري عن أراضيهم، من أول شهر أيار/ مايو الجاري، قائلين: "حسبنا
الله ونعم الوكيل".

وصرخت المرأة: "أنا سيدة أرملة، وعندي خمسة أبناء.. الأرض بارت، وشتلات الأرز تلفت.. أعمل إيه بأولادي.. أنا عايزة حد يسمعني.. أولادي يأكلون من أين؟ ويشربون من أين؟ أروح بأولادي فين، والجمعية (الزراعية) لها عليّ ديون.. الأرض بارت.. وأعمل إيه بأولادي؟ ولا أروح لمين؟ وأعمل إيه
دلوقتي؟".

وأردفت: "أنا هاين عليَّ أولع في نفسي.. عليك العوض، ومنك العوض، يا رب".

وأضافت: "كنت أعيش على شوية أرز.. يأكل أولادي، ويشربون، ويلبسون منها"، فيما صرخ مزارع كبير
السن: "أغيثونا يا ناس.. لا مياه ري، ولا أرز، ولا لاقيين مياه شرب".

وتابع: "مياه الري من يوم 1 مايو ما جاتش.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. لقد مِتنا".



زراعات الأرز تبور.. والأهالي يصرخون بالدقهلية


وكان أكثر من عشرة آلاف فدان من الأراضي الزراعية بمنطقة حفير شهاب الدين بمركز بلقاس، الذي تنتمي إليه السيدة، في الدقهلية، قد تعرضت للبوار، لعدم وصول مياه الري إليها، منذ أكثر من 20 يوما، ما تسبب في تلف شتلات الأرز.

وشكا الأهالي أيضا من أن مديرية الري وفرت لهم مياها مالحة تسببت في بوار الأرض، وقتل الزرع الموجود بها.

ورفع الفلاحون شتلات الأرز الجافة، وزجاجات فيها مياه المصارف "ذات اللون الغامق"، الموجودة عندهم، التي بها نسب أملاح مرتفعة، وما إن تصل إلى النبات حتى تتسبب في جفافه.

وتساءل أحدهم: عايزين نعرف المياه راحت فين؟، وقال آخر: "الفلاح هيموت السنة دي.. بقي لنا أسبوع لم تصل لنا المياه.. زراعاتنا ماتت والأرز راح.. .. هو الفلاح هيولع في نفسه.. .. إحنا متنا.. الأرض ماتت.. إحنا بنموت".

https://www.youtube.com/watch?v=-jtADMjMfb0

العطش يضرب 2000 فدان بالبحيرة


واتهم مزارعو 4 قرى، تابعة لمركز شبراخيت، بالبحيرة، قطاع الري في المحافظة بالفساد في مذكرات
تقدموا بها إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الري، عقب قطع مياه الري عن 2000 فدان بزمام تلك القرى.

وقال الفلاحون في شكواهم إن أراضيهم باتت مهددة بالبوار بسبب حجب مياه الري عنها منذ أكثر من 25 يوما، الأمر الذى يهدد بتلف زراعات الأرز، وبوار أكثر من 2000 فدان.

وقال عضو مجلس النواب عن المحمودية بالبحيرة بلال النحال إن: "الفلاح مستهدف.. ما فيش مياه ري
عندنا.. الأرض مهددة بالبوار وأبلغت وزيري الري والزراعة بالوضع، لكنهما لم يحركا ساكنا تجاه الأزمة بمركزي المحمودية والرحمانية"، على حد قوله.



في الشرقية.. الأراضي مهددة بالبوار

وفي محافظة الشرقية شكت عشرات القرى من نقص مياه ري الأراضي الزراعية، ما ينذر بكارثة محققة بتآكل الرقعة الزراعية.

 وأعرب أحمد على ومحمد سمير وفوزى المستي، من أهالي قرى مراكز كفر صقر وأبو كبير، وأولاد صقر، والإبراهيمية، وديرب نجم، عن استيائهم بسبب تعرض أراضيهم للبوار بسبب جفاف الترع المغذية بمياه ري الأراضي الزراعية نهائيا، لتحل القمامة والحيوانات النافقة محل المياه.

استغاثة منوفية من جفاف الترع


واستغاث أهالي قرية بروي وتلا بمحافظة المنوفية من جفاف الترع والمصارف من المياه اللازمة لري الأرض الزراعية..

فيما لجأ الفلاحون للري من المياه الجوفية التي جفت هي الأخرى، فلجأوا إلى الري من المشروع، وهي مياه ملوثة بالمجاري، ما أدى إلي تلف المزروعات، وتلوث الأرض.



بوار 4 آلاف فدان بكفر الشيخ


وشكا مزارعو كفر الشيخ من بوار 4 آلاف فدان أرز بسبب نقص مياه الري.

وقال الفلاحون إن "محصول الأرز مات والشتلات باظت.. لا مياه ولا خدمات.. حرام.. الأرز مات.. تعالوا خذوا الأرض، ما عدناش عايزين حاجة"، وفق قولهم.



12 مليون مصري يتضررون


وتعليقا على المشهد قال الخبير الزراعي، الدكتور عبدالتواب بركات، لفضائية "مكملين"، مساء الاثنين، إن الخراب الذي نزل على مصر الآن هو بالأراضي القديمة بمحيط دلتا النيل، بينما لم تعان منها أراضي الجيش كشرق العوينات، ولا أراضي كبار المستثمرين في المناطق الصحراوية.

وقال نقيب الفلاحين عبدالرحمن شكري، للقناة نفسها: إن أكثر من 3 ملايين فدان لن تصلهم مياه الري في مصر هذا الصيف.. وعلى كل مليون فدان هناك أربعة ملايين شخص.. أي نتكلم عن 12 مليون
مصري سيتضررون من الأزمة، ونحذر من أن سد النهضة وقلة المياه سيكونان السبب.

وكشف شكري أنه في عهد الرئيس محمد مرسي تم إحياء صندوق مواجهة الكوارث، ووضع مليار جنيه فيه لإغاثة الفلاحين، مطالبا بعدم مطالبة الفلاحين هذا العام بأقساط مشروعات مياه التي لم تصلهم، وكذلك وقف المطالبات من البنك للفلاحين، وعدم مطالبتهم بضرائب عن الأراضي، ولا بأقساط الري، حتى تنصلح أحوالهم.

وزير الري يعترف بتأثير سد "النهضة"


والأمر هكذا، أقر وزير الري والموارد المائية المصري، محمد عبد العاطي، بأن مصر تواجه أزمة في نقص مياه نهر النيل بسبب بناء "سد النهضة" بأثيوبيا.

وأضاف أن وزارة الري تبحث حاليا عن بدائل سريعة لحل تلك الكارثة، وأنه يجب على المواطنين ترشيد استهلاك الماء.

وأردف أن المواطن يستهلك سنويا 660 مترا مكعبا من المياه، وأنه تزامنا مع ارتفاع عدد السكان بمصر، في السنوات القليلة المقبلة، قد تعجز الوزارة عن إيجاد حلول، وبدائل.

وتابع الحديث: "يجب أن نعمل على إيجاد حلول جديدة للمشكلة، كالتوسع في حفر الآبار والعيون، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وجعل مياه البحرين الأحمر والمتوسط مياها عذبة صالحة للشرب، كما يجب على المواطنين الترشيد من استهلاك المياه، وعدم التبذير فيه"، بحسب قوله.

رئيس مصلحة الري: ربما نواجه كارثة

ومن جهته، قال رئيس مصلحة الري، عماد ميخائيل، إن الوضع المائي في مصر صعب للغاية، وإن الفيضان جاء أقل من العام الماضي بـ37 مليار متر مكعب.

وحذّر -في خلال كلمته أمام لجنة الزراعة والري بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، الاثنين- من أن الفيضانات لو ظلت على هذا الوضع في العامين المقبلين، ستكون هناك كارثة حقيقية، لأنها بلغت في العام الماضي 107 مليارات متر مكعب، وجاءت هذا العام 70 مليار متر مكعب فقط، موضحا أن كمية المياه المستهلكة من السد يوميا تبلغ 260 مليون متر مكعب.

الحكم يتجاهل التحذيرات السابقة

ويذكر أن نظام السيسي ضرب عرض الحائط بالتحذيرات السابقة من أخطار سد "النهضة" على نصيب كل مصري من المياه، فضلا عن الأراضي.

وأكد أستاذ المياه بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، مرارا، أن سد النهضة ستنشأ عنه كارثة
كبرى لا يعير لها أحد اهتمام، وهي نقص كمية المياه بمصر، مشيرا إلى أن منسوب المياه في بحيرة ناصر بأسوان انخفض بشكل كبير.

وتساءل نور الدين عن الموقف عندما تنتهي إثيوبيا من بناء السد، وتبدأ في ملء خزانها، قائلا: إذا كان هذا الحال، ولم تُكمل إثيوبيا سوي نصف المشوار.. فماذا بعد أن تنتهي من بناء السد؟!

وشدد على ضرورة تدخل الحكومة بأسرع وقت؛ لأن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا لا تجدي نفعا.


السيسي يمنع معلومات السد العالي


وكان رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، منع وزير الكهرباء محمد شاكر، من إتمام حديثه، في أسيوط الأسبوع الماضي، عندما اقترب من السد العالي، قائلا: "مشكلة توقيف السد العالي"، فسارع السيسي، وأمره بعدم الحديث في التفاصيل.

 وبعد ارتباك، رد الوزير قائلا: "حاضر يا فندم".

ويذكر أنه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2015، أعلنت الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الموارد المائية والري، أنها أوقفت الإعلان عن منسوب المياه في بحيرة ناصر، لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

في حين يؤكد المتخصصون انخفاض منسوب المياه في البحيرة نتيجة بناء سد النهضة الإثيوبي، بشكل ينذر بقلق شديد، ما استدعي وزارة الري إلي إخفاء بيانات منسوب المياه، عن الإعلام.