قالت صحيفة
مصرية إن رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي يسير على
الهدي النبوي في تسليح الجيش المصري، على حد وصفها، زاعمة أن صفقات الأسلحة الأخيرة تكشف ذلك، وأن تمييز أفراد الجيش وضع أقره عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بحسب نقلها عن أحد أساتذة الجامعات.
وقالت صحيفة "النبأ" الصادرة هذا الأسبوع إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص على إمداد القوات المسلحة، بأحدث أنواع الأسلحة، منذ توليه الحكم، وهو ما يراه المتهمون بالشأن الإسلامي، اتباعا للأوامر القرآنية التي تحض على تحصين البلاد الإسلامية بجيوش عالية القوة والتسليح".
وأضافت الصحيفة أنه في سبيل هذا الهدف لجأ السيسي إلى اتباع الشعار الذي اتخذت منه جماعة "الإخوان" عنوانا لها، وهو: "
وأعدوا"، فعمل على تزويد الجيش المصري بالتسليح اللازم لتطوير منظومته بحيث يبقى قويا قادرا على حماية مقدرات البلاد، بحسب ادعائها.
وزادت أن العلماء اتفقوا على أن شعار "وأعدوا"، الذي يشير إلى قول الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ". (الأنفال: 60)، الذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين عنوانا لها، ليس حكرا عليهم، وإنما هو هدف لابد أن يضعه قادة العالم الإسلامي أمام أعينهم؛ من أجل مد جيوشهم بالقوة التي تضمن الحفاظ على الدول والشعوب.
ونقلت عن أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، سعيد هنداوي، قوله في هذا السياق إن الاهتمام بالجيش كان الأساس في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الخلفاء الراشدون، اعتمادا على أن ذلك ركن أساسي من أركان حماية الدولة الإسلامية، ولذلك انصب الاهتمام على إعادة تشكيل مصدر ونوعية المعدات العسكرية لجيوش المسلمين في بداية الإسلام، بحسب تعبيره.
وأضاف أن المسلمين اعتمدوا في التسليح على شراء الأسلحة من سوريا والعراق وأرمينيا واليمن، وأنه أثناء حروب الفتح ضد دولتي الروم والفرس، غنم المسلمون الكثير والكثير من أسلحة وعتاد هاتين الدولتين.
وانطلق أستاذ التاريخ الإسلامي من هذه النقطة للقول إن المميزات التي يتمتع بها الجيش ليست بدعة؛ مشيرا إلى أن "عمر بن الخطاب أول من فعل ذلك، فكانت معظم المرتبات تدفع للجيش نقدا، وكان لهم الأولوية في منح الأراضي، وكان الجيش يعتمد مباشرة على الدولة، وكان برفقة كل فيالق الجيش ضابط من الخزانة، ومحاسب، وقاض، وعدد من المترجمين إلى جانب عدد من الأطباء والجراحين".
كما نقلت الصحيفة، في السياق ذاته، عن أستاذ التاريخ الإسلامي، محمد فوزي، قوله إن الخلفاء الراشدين أول من أنشؤوا ما يُسمى بجهاز المخابرات الحربية الموجودة حاليا، فكان فرع التجسس في الجيش الراشدي واحدا من الفروع الأكثر تقدما، وأسهم في الانتصارات المحققة في معظم الحروب، على حد قوله.
وأضاف أن أول من نظم سلاح الجاسوسية في الجيش الإسلامي، كان خالد بن الوليد خلال حملته على العراق، وعندما تم نقله إلى الجبهة السورية نظم أيضا قسما للتجسس هناك، وهو ما أصبح في وقت لاحق جزءا أساسيا من الجيش، وأصبحت له إدارة مستقلة، وهم وحدة تتألف من السكان المحليين بالأراضي التي فتحت.
وأشار إلى أن الإسلام دعا إلى ضرورة تسليح الجيش، وإمداده بأحدث الأسلحة، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، لدرجة أن عثمان بن عفان، وبعض الصحابة الأغنياء، خصصوا جزءا كبيرا من ثرواتهم لتسليح الجيش، فكان النبي صلوات الله وسلامه عليه، عسكريا فريدا من الطراز الأول، فأسس القيادة العسكرية الصحيحة.
الإفقار بالتسليح
ويذكر أن مصر احتلت المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر استيرادا للأسلحة على مستوى العالم، خلال عام 2015، إذ استوردت أسلحة يقدر ثمنها بنحو 2.3 مليار دولار أمريكي، استنادا إلى موقع بلومبيرج الاقتصادي.
وذكر الموقع في تقرير أصدره الأسبوع الماضي أن مصر جاءت في القائمة بعد ثلاثة من أغنى دول العالم هي السعودية والهند وأستراليا، وذلك في وقت تعاني فيه البلاد من زيادة معدلات الفقر، وتراجع السيولة النقدية، وانخفاض قيمة الجنيه.
ويذكر أن آخر تقرير أصدره البنك المركزي المصري قبل أيام كشف عن أن حجم الدين العام المصري تعدى التريليونين ونصف التريليون جنيه، أي ما يعادل نحو 150 مليار دولار أمريكي، مما دفع خبراء اقتصاد إلى التحذير من وصول مصر لمرحلة بالغة الخطورة بما يشبه عصر الخديوي إسماعيل، الذي أدى إلى احتلال الإنجليز لمصر.
وفي سياق متصل، ذكرت إحدى وكالات الأخبار الروسية أن الجانب المصري يرفض الإعلان عن صفقات السلاح التي تم إبرامها مع روسيا، وهو ما أكده السفير الروسي لدى القاهرة سيرجي كيربيتشينكو الذي قال للوكالة إن تفاصيل الصفقات سرية، ولا يمكن الإعلان عنها، لأن وزارة الدفاع في مصر تعتبرها معلومات سرية للغاية.
وعلى الرغم من حجم هذا التسليح في مصر لاحظ مراقبون أنه لم يعد يخيف الأعداء الجدد كثيرا، مشيرين إلى إعلان وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، في تصريحات سابقة، أن مصر أضعف من أن تخوض حربا مع إثيوبيا بسبب انشغالها بالصراعات الداخلية والكساد الاقتصادي.