سياسة عربية

قيادي إسلامي يثير جدلا بالمغرب بعد اعتزاله الترشح للانتخابات

البرلماني عبد العزيز أفتاتي خلقت مواقفه جدلا حتى داخل حزب العدالة والتنمية - أرشيفية
أثار إعلان النائب البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي، مساء الخميس، قرار تخليه عن الترشح من جديد للانتخابات التشريعية المقبلة جدلا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي النقاش السياسي بالمغرب.

ويعتبر عبد العزيز أفتاتي واحدا من قيادات حزب العدالة والتنمية (ذو مرجعية إسلامية وقائد للائتلاف الحكومي بالمغرب)، وعضوا بالبرلمان لما يقارب 20 سنة، حيث عرف كمناضل ومعارض قوي لمجموعة من القرارات والقوانين التشريعية داخل البرلمان وخارجه.

ومن بين أهم مواقف وتصريحات أفتاتي وصفه لفؤاد عالي الهمة مستشار ملك المغرب محمد السادس بـ"بن علي المغرب" باعتباره متحكما بدواليب وزارة الداخلية بالمغرب، وعارض أفتاتي أيضا تعيين عزيز أخنوش وزيرا في حكومة عبد الإله بن كيران سنة 2011، ويشغل أخنوش حاليا وزيرا للفلاحة والصيد البحري وهو من بين أغنياء المغرب وأفريقيا ومقرب جدا من العاهل المغربي. 

واتهم أفتاتي في تصريحات صحافية سابقة الولاة والعمال (ممثلي ملك المغرب في المحافظات والأقاليم) بالفساد، وكادت أن تؤدي تصريحاته إلى اندلاع أزمة بين مكونات التحالف الحكومي.

وخلقت العديد من مواقف وتصريحات عبد العزيز أفتاتي جدلا حتى داخل حزب العدالة والتنمية، حيث اتخذت الأمانة العامة لحزبه مجموعة من القرارات ضده، آخرها تعليق عضويته بجميع الهيئات التي ينتمي إليها داخل الحزب.

وكتب القيادي بحركة التوحيد والإصلاح (دعوية) امحمد الهلالي: "السيد أفتاتي عنوان النبل في زمن التردي وشامة الشهامة على جبين الرجولة هو الكثرة عندما يفزع الناس وهو القلة عند يطمعون".

وأضاف: "إذا تقمصت التضحية رجلا تقمصت أفتاتي، فهو البذل يمشي على رجلين هو الهدوء العاصف في وجه التحكم والظلم والطغيان وإذا كان التواضع إنسانا لن يكون قبل أفتاتي أحد هو أيقونة الحرية في التعبير عن الفكرة وهو الانضباط الصارم لقرارات المؤسسة حتى وان كانت جائرة".

خاتما تدوينته بالقول إن "أفتاتي المسؤول الحزبي الذي ما يزال يداوم على القراءة الفكرية والمعرفية إلى حد الإدمان، وهو الدكتور الذي يصر على مواصلة التعلم هو الشجاعة الهدارة وهو الخجل الحيي هو البيت المفتوح في وجه الجميع الرؤساء والمرؤوسين والناس أجمعين هو أفتاتي وما أدراك ما أفتاتي هو الرجولة وكفى".

وقال عبد العزيز أفتاتي في نص وثيقة إعلان تخليه عن الترشح للانتخابات التشريعية التي سيشهدها المغرب شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل إن "النضال أفكار متجددة والتزام رسالي وكفاحية ناجزة وشجاعة مبصرة وكدح إنساني في أرض الله الواسعة، وليس اجترارا متكلسا وتهافتا مهينا وترددا معيقا وتخاذلا مسقطا ونجوى حلقية".



وأضاف أن "السياسة هجرة دائمة نحو المُثل العليا، وهي نبل ومبادئ وقيم وزهد وبذل وليست وضاعة ودسائس وسراب مواقع وغنم لسقط المتاع، ومساهمة في تجسير العلاقات مع القوات الإصلاحية المناهضة للاستبداد والفساد والعاملة من مختلف مواقعها من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية".

وتابع النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي قائلا: "للأسباب نفسها التي أطرت الانسحاب من المساهمة في لائحة الحزب لانتخابات أيلول/ شتنبر 2015 الجماعية (البلدية)، ولأسباب أخرى موضوعية، من الوجاهة والأهمية بمكان، فإنني أستصحب الموقف نفسه، من أي مهمة انتدابية انتخابية في المستقبل بما في ذلك استحقاق تشرين الأول/ أكتوبر 2016".

خاتما رسالته للمغاربة بالتأكيد على "كل الإخلاص لتضحيات شهداء ورموز وقادة الرأي من كافة مكونات الطيف الوطني الديمقراطي ممن تقاسمنا وإياهم مخاضات البذور والجذور والأمل، والامتنان للثقة الغالية للمواطنين والمواطنات، ولأدوارهم المفصلية في احتضان وإسناد التأسيس والمسار، والاعتزاز بالتفاني المستمر للمناضلين الرساليين في صدق ومودة، وصمت ورصانة ورفعة وشهامة".