سياسة عربية

زوجة وزير داخلية مبارك في ذكرى "رابعة": الظلم جولة

إلهام شرشر- أرشيفية
استأنفت إلهام شرشر، زوجة حبيب العادلي، آخر وزير داخلية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، نشاطها على صفحتها الشخصية، في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واختارت، بعد فترة غياب استمرت أياما عدة، الذكرى الثالثة للفض الدموي لاعتصامي رابعة والنهضة، لتؤكد أن "الحق دولة، والظلم جولة".

وكتبت شرشر تدوينة، السبت، من كلمات قصيرة، عبر حسابها، تقول: "لا تظنوا أن الظلم ينتصر، أو أن الحق يمكن أن يضيع.. فالحق دولة، والظلم جولة".

هل عودتها بذكرى "رابعة" مقصودة؟

وربط مراقبون بين تدوينة شرشر، وحلول الذكرى الثالثة لمذبحة رابعة، لا سيما أنها سبق أن خاطبت الإخوان، وأثنت عليهم، وأبدت تعاطفها معهم، وكتبت في حقهم مقالا بجريدتها "الزمان"، في حزيران/ يونيو الماضي، بعنوان "ساعدونا حتى نساعدكم"، دعتهم فيه إلى "العودة لأحضاننا"، واستغلال طاقاتهم "في محاربة أعدائنا داخل الوطن"، بحسب تعبيرها.

ووصفت شرشر الإخوان في مقالها بأنهم مصريون، ومسلمون، وإخوة، وأبناؤنا في الوطن، و"نشد عليهم بحنان، ولا خلاف بيننا"، و"الحب في الله يجمعنا"، داعية إياهم إلى تصالح سمته "التصالح الرشيد"، وتشكيل مجلس حكماء لإتمامه.

وأشارت إلى أن مصلحة الإسلام والوطن تقتضي ذلك، متسائلة: "لماذا لا نحاول عمل تلك المصلحة، حتى ننقذ الأمة الإسلامية، من عمليات تفريخ الجماعات الأخرى كداعش وغيرها؟".

وأكدت أن "الأولى بالمعاداة هو إسرائيل، وأنه يجب اتحاد المصريين، بما فيهم الإخوان، ضدها".
وطالبت البرلمانيين بشحن كل الطاقات لإتمام المصالحة، قائلة: "لتأخذ وقتها، ولكن لنسرع فيها"، مخاطبة الإخوان بالقول إنه يحزنها أكثر "أنه حين دخول إسرائيل وأعوانها بلادنا لن تهونوا علينا، ولن نهون عليكم.. لأن الحب في الله الذي جمع بيننا وبينكم.. أقوى وأعظم من أي خلاف بيننا مهما بلغت".

لم تشر وقتها للمظالم

وعلى الرغم من أن مقال "إلهام شرشر" جاء وقتها مفعما بروح متعاطفة مع الإخوان، إلا أنها لم تشر فيه إلى فداحة المظالم التي تعرضوا لها، ولا إلى كيفية معالجتها، سواء على مستوى شهدائهم، أو أموالهم، أو تضحياتهم كافة، ولا الموقف ممن تسبب في سلوك المسلك الدموي معهم، وفي مقدمتهم السيسي، وطاقمه الأمني، الذي يضم محسوبين على نظام مبارك.

و"إلهام شرشر" هي زوجة وزير الداخلية المصري الأسبق، حبيب العادلي، المتهم بالفساد والتسلط على المعارضين، وتعذيبهم، والتنكيل بهم، فضلا عن الإثراء غير المشروع، في عهد مبارك.

وأصدرت -منذ قرابة أربعة أشهر- جريدة أسبوعية سمتها "الزمان"، تنشر فيها مقالاتها المطولة، المتسمة بالجرأة والحركية والروح الإسلامية التي يندر وجودها بين كبار المسؤولين في مصر، وزوجاتهم.

ولا يعرف: هل تكتب إلهام شرشر بحرية أم تنسق مع الأجهزة الأمنية بشكل غير مباشر؟ أو أن تلك الأجهزة تستخدمها أداة لجس نبض الإخوان تجاه بعض المسائل، كالمصالحة، التي يرى مراقبون أن نظام حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي يلجأ إلى ترويج الحديث الإعلامي عنها، بين الفينة والأخرى، لتمرير انتكاساته الداخلية، وزيادة شعبيته؟