بثت القناة المركزية لقاعدة "حميميم" العسكرية الروسية المتواجدة في الساحل السوري تنفيذ القاذفات الروسية عشرات الغارات الجوية بالأسلحة المحرمة دوليا على مدن وبلدات محافظة
إدلب المحررة والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، والتي خلفت إصابات وأضرارا مادية كبيرة في الأحياء السكنية والمنشآت الخدمية، كما استهدفت أيضا مشافي المحافظة، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وقالت القناة عبر موقعها الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي: "من يريد معرفة قدرة القاذفات الروسية فليشاهد سماء محافظة إدلب التي تعد منطلقا للمجموعات الإرهابية".
وخلف استهداف إدلب بالأسلحة الفوسفورية والنابالم، عددا كبيرا من الجرحى والمصابين، ومن المناطق التي تعرضت للهجمات "إدلب المدينة، جسر الشغور، سراقب، الحامدية، بنش، كفر نبل، معر شمارين" وغيرها من المناطق.
وقال الناشط الميداني "أبو محمد الإدلبي" في حديث لـ"
عربي21": إن "القاذفات الروسية تعمدت مهاجمة المشافي الطبية في محافظة إدلب، ما أدى إلى خروج مشفى "الإيمان" التخصصي الواقع في جبل الزاوية عن الخدمة، كما أصيب الكادر الطبي العامل في المشفى بإصابات متفاوتة، أما الأجهزة الطبية والمعدات فقد أصيبت بأضرار كبيرة".
وأوضح أن "مشفى العيادات في إدلب المدينة خرج أيضا عن الخدمة جراء استهدافه بشكل مباشر بالأسلحة المحرمة، فيما لم ينج مركز الحواضن في مشفى الأطفال من الغارات الروسية التي دمرت وحدة التغذية فيه، ما يجعل حياة عدد كبير من الأطفال في خطر كبير، واضطرر الأهالي للبحث عن حواضن في بقية المشافي التي يتم تدميرها من قبل الطائرات الروسية".
وسجل وجود "حالات كبيرة من الخوف والهلع سادت بين الأهالي أثناء ساعات الهجمات الروسية بالأسلحة الفوسفورية والنابالم"، مؤكداً "مشاركة ثلاث قاذفات روسية في عملية التناوب على
القصف المناطق المأهولة بالسكان، وكذلك المشافي ومراكز الخدمة".
ورأى أن "روسيا عبر طائراتها تعاود تنفيذ سيناريو حلب في إدلب، عبر تعمدها الهجوم الجوي على العديد من المشافي المركزية والحيوية التي تخدم الأهالي، كما فعلت باستهداف عدد كبير من المشافي في حلب قبل أسابيع فقط وإخراجها جميعها في يوم واحد عن الخدمة، بغية الضغط أكثر على المعارضة المسلحة والقاعدة الشعبية الموالية لها".
من جهته قال العميد في كلية الطب بمحافظة إدلب "عمر جمعة"، إن "تعمد القاذفات الروسية استهداف محافظة إدلب بالأسلحة المحرمة دوليا، جاء عقب الهزائم الكبيرة التي مني بها النظام وقواته في ريف حماة، والتقدم الكبير للمعارضة خلال الساعات الماضية".
وسجل جمعة في تصريح لـ"
عربي21" أن "قاعدة حميميم العسكرية الروسية تعتقد وترسم في مخيلتها إبادة محافظة إدلب بعد تجميع الثوار السوريين فيها، ومن ثم قصفهم بغزارة للقضاء عليهم، ضمن مشروعها الهادف لإنهاء الثورة".
إلى ذلك اعترفت قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري بانتقال المعارضة السورية إلى مراحل متقدمة من التكتيك العسكري والتخطيط، معللة ذلك بالتغير المفاجئ الذي أحدثته المعارضة من حلب نحو محافظة حماة الاستراتيجية، كما تحدثت القناة الرسمية لحميميم عن تطور ما أسمته "نظم إدارة المعارك" من قبل المعارضة.
يشار إلى أن عناصر المعارضة السورية المسلحة كانوا قد نجحوا في التقدم بريف حماة الشمالي، حيث سيطروا على عدد كبير من الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للنظام، فيما تكللت انتصارات المعارضة بالسيطرة على بلدة "حلفايا" الاستراتيجية، وبلدة "طيبة الإمام".