ملفات وتقارير

صحفي إسرائيلي يكشف تفاصيل مواجهة إسرائيل لحملة المقاطعة (BDS)

حركة مقاطعة إسرائيل BDS - أ ف ب
كشف صحفي إسرائيلي تفاصيل الخطة الإسرائيلية لمواجهة حملات حركة بي دي إس (حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات) العالمية، التي أصبح لها تأثير عالمي، لدرجة أن نتنياهو نفسه اعتبرها تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل.

وتناول الصحفي الإسرائيلي المعروف، يوسي ميلمان، تفاصيل خطة المواجهة في مقال له نشرته صحيفة "ميدل ايست أي" البريطانية.

يقول ميلمان إن وزارة الشؤون الاستراتيجية هي التي أنيطت بها مهمة التصدي لما تقوم به بي دي إس من جهود، ويقوم اردان حاليا بزيارة إلى بريطانيا ليكسب دعم البريطانيين للقتال الذي تشنه إسرائيل ضد بي دي إس وضد حملتها "لنزع الشرعية عن إسرائيل".
 
وللقيام بعملياتها، ضمنت وزارة الشؤون الاستراتيجية لنفسها ميزانية تقترب من 50 مليون دولار، يعمل فيها حاليا 25 موظفا، أغلبهم ضباط سابقون في المخابرات الإسرائيلية، وهي الآن منهمكة بالتجنيد.

وعن هيكلية العمل في تلك الوزارة، يقول ميلمان إن الهيكلية التي يعملون عليها تقتضي تقسيم الوزارة إلى ثلاث دوائر، الأولى هي دائرة جمع المعلومات، ومهمتها الأولى هي جمع المعلومات والبيانات حول بي دي إس، وتوفير الدعم للنشطاء الذين يعملون في الحملة المضادة لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل، ولديهم خطط للاعتماد على المصادر العلنية والسرية. وتنوي دائرة جميع المعلومات العمل بشكل وثيق مع الدوائر المختلفة داخل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وتنوي طلب المساعدة التي تحتاجها منها. 
 
وأما الدائرة الثانية، فتعرف باسم دائرة "التوعية" أو الاتصال، ومهمتها هي التأثير على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية الدولية.

بينما الدائرة الثالثة هي دائرة العمليات، والهدف منها هو تنفيذ الخطط والأفكار. 
 
ويضيف ميلمان: "من أهم المجالات التي سيجري فيها النزال مع بي دي إس لإخراجها منها هما عالم الإنترنيت وعالم العلاقات العامة. كان يطلق على ذلك في الماضي في القاموس الإسرائيلي "هاسبرا"، التي تعني التفسير أو المعلومات. وزارة الشؤون الاستراتيجية هي من سيوفر التمويل، بينما تقوم بالتنفيذ وزارة الشؤون الخارجية ووزارة السياحة. 
 
لقد وجهت الدعوة لزيارة إسرائيل إلى الشخصيات العامة وصناع الرأي من كل الميادين، مثل النقابات المهنية، وعالم السينما والعروض، والفنون والصحافة والإعلام ومن داخل الجاليات العرقية المختلفة من كل أرجاء العالم. سيأتون على نفقة إسرائيل، كل تكاليفهم مدفوعة، وذلك بهدف إظهار إسرائيل بلدا ديمقراطيا ودولة تعددية، بينما تصرف أنظارهم بعيدا عن الواقع اليومي لحياة الفلسطينيين تحت الاحتلال في الضفة الغربية. 
 
في الوقت ذاته، سوف تستنفر وزارة الخارجية أصدقاءها حول العالم، خاصة داخل الجماعات المؤيدة لإسرائيل، مثل إيباك في الولايات المتحدة الأمريكية، وستستخدم الأذرع الضاغطة لإقناع حكومات العالم والبرلمانات والمؤسسات الدولية بمعارضة الجهود التي يبذلها أنصار بي دي إس من أجل مقاطعة إسرائيل، واللجوء في سبيل عرقلة مثل هذه الجهود إلى كافة الوسائل القانونية والاقتصادية. يمكن لمثل هذه الإجراءات أن توصف بأنها قانونية وروتينية وجزء من الدبلوماسية الشعبية. 

ويعتقد ميلمان أن وزارة اردان ستلجأ لحيل قذرة، ستتحول إلى حملات تشويه وإلى تهديد وإلى انتهاك لخصوصيات نشطاء وأنصار بي دي إس. 

ويؤكد ميلمان أن حركة بي دي إس اتهمت المخابرات الإسرائيلية بالقيام بسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي أدت إلى تعطيل مواقعها على الإنترنت، ولقد نشرت مؤخرا الصحفية أميرة هاس في صحيفة هآرتس مقالا حول قضية غريبة للمحامية الفلسطينية ندا كسوانسون، موكلة مجموعة الضمير الفلسطينية لحقوق الإنسان في هولندا، ومفادها أنه بعد أن قدمت كسوانسون تقريرا إلى المحكمة الجنائية الدولية مطالبة التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة (في صيف 2014) بدأت تصلها تهديدات عبر الهاتف. 
 
لم يعلن أحد المسؤولية عن التهديدات التي وجهت إلى المحامية ولا عن شن الحرب الإلكترونية، إلا أن المشتبه الأول به هو إسرائيل.

ويختتم ميلملن مقاله بالقول: "ليس سرا أن مكتب إردان -وكذلك الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية- حريصة على اتخاذ كافة الإجراءات المتاحة لديها في الحرب ضد بي دي إس".