سياسة عربية

رغم دعوات الإفشال.. حكومة اليمن تحتفل بالثورة في عدن

اليمن الحكومة احتفالات سبتمبر
نجحت الحكومة اليمنية، الأربعاء، في إحياء ذكرى ثورة "سبتمبر" في مدينة عدن (جنوبا)، رغم مناهضة ناشطين وقيادات في الحراك الجنوبي من ذوي النزعة الانفصالية لهذه الخطوة، ودعوا لإفشال الاحتفال الذي حضره رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، الذي يتخذ من المدينة مقرا لحكومته.

إحياء الحكومة لذكرى الثورة في عدن يكرس الرغبة لديها في الظهور أكثر حزما بالمدينة التي تعيش واقعا هجينا بين الأصوات المطالبة بـ"إنهاء الوحدة مع الشمال" الذي يتبناه الحراكيون، ودعوات مؤيدة للبقاء تحت سقف الوحدة، لكن ضمن الشكل الاتحادي للدولة، وهو خيار الرئيس عبدربه منصور هادي المتحدر من محافظات الجنوب.

وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر إن الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر، التي غيرت مجرى التاريخ في البلاد عندما أطاحت بحكم الأئمة (نظام آل حميد الدين في 1962) الذي وصفه بـ"الرجعي"، وصححت المسار الوطني، ووضعت اليمن على طريق الحرية والمساواة.

وأضاف في كلمة ألقاها في الحفل المقام بهذا المناسبة في عدن، الأربعاء، أن عدن احتضنت أحرار اليمن الذين هبوا دفاعا عن الثورة والجمهورية؛ إيمانا بالمصير الواحد والآمال والطموحات المشتركة لشعب واحد. مشيرا إلى أن نشوء دولتين في الشمال والجنوب لم يكن عائقا أمام اليمنيين في تحقيق وحدتهم ( في مايو 1990)، لكن الوحدة حولها المتنفذون إلى كابوس جديد شوه قيمتها الجميلة.

ولفت رئيس الوزراء اليمني إلى أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي المخرج للأزمة التي مر بها اليمن، الذي أعقبها مؤتمر الحوار الوطني، الذي أعاد بناء النظام الجمهوري على أسس مختلفة ترتكز على دولة اتحادية ديمقراطية حديثة.

وأكد عبيد بن دغر أن أمام حكومته مهام ملحة وعاجلة تكمن في استعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، في طريق الاستعادة الكاملة للدولة من قبضة المتمردين الحوثيين وحلفائهم، موضحا أن مدينة عدن كانت وما زالت مدينة لكل اليمنيين، وحاضنة للتسامح والإخاء والانتماء لليمن.

وتطرق المسؤول الحكومي -كرسائل تطمين لسكان عدن- إلى موضوع الخدمات العامة وإعادة الأعمار في المدينة، وغيرها من الملفات التي توليها الحكومة اهتماما بالغا.

شرعية الوحدة أقوى في عدن


من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، إن الرسالة السياسية التي أرادت الحكومة الشرعية إيصالها للجميع في فعالية اليوم هي أنها القوة الوحدوية الأولى، وأن الكل يتبع لها، وأنها المتحكم الأول في المشهد في عدن.

وأضاف بن لزرق في منشور على صفحته بـ"فيسبوك "أن المسار السياسي للشرعية يؤمن بواحدية الأرض والقضية والوحدة اليمنية" غير معترف بالمطلق بشيء اسمه "استقلال الجنوب" أو خلافه، ولن يقدم أي تنازلات حيال مشروعه السياسي.

وأوضح الصحفي الجنوبي أن "الشرعية" نجحت في ابتلاع الحراك الجنوبي، وهي من تحقق المكاسب السياسية، وإذا استمر الأمر على ما هو عليه فسيصل الأمر إلى (كش ملك)، مفسرا ذلك بأن الحكومة أنهت احتفالها الحاشد بثورة 26 سبتمبر بفندق كورال وسط خور مكسر، وبحماية أمنية من السلطات الأمنية بعدن، وتحت راية علم (الجمهورية اليمنية ونشيدها الوطني)".

وذكر رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، الصادرة في عدن، أن "الشرعية التي نجحت في إقامة مهرجان اليوم ستنجح في ظل التبريرات الجنوبية هذه في تحويل مهرجانها إلى مسيرة، ومن ثم إلى حضور سياسي كبير وكبير جدا، وسيعود الأمر إلى ما كان عليه قبل الحرب.

الحراك أمام اختبار صعب


وفي شأن متصل، علق الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي على دعوات إفشال الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر بقوله إن "ما حدث يندرج ضمن ذيول المعركة التي خاضها الحراك المحسوب على إيران ضد الشرعية وفشلت حتى الآن".

وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن الحراكيين أمام اختبار صعب؛ إذ ليس بوسعهم التعامل بالتجزئة مع حكومة هادي أو مع التحالف، لأن التحالف جاء لتحقيق هدف أساسي، وهو إنهاء نفوذ إيران في اليمن". مضيفا أن التحالف الذي تقوده السعودية لا يمكن إن يساند معركة الحراك المحسوب على طهران لتحقيق مشروع سياسي غير واضح، وجبهة سياسية متهتكة، وتتجاذبها أطراف عديدة، أبرزهم الإيرانيون.

وأوضح السياسي اليمني التميمي أن تعليمات الضاحية الجنوبية لبيروت (مقر حزب الله) لن تلقى أثرا في الساحة الجنوبية بعد اليوم، فانتقال البنك المركزي اليمني إلى عدن وعودة الحكومة بشكل نهائي يعنيان زوال كل الأسباب التي حالت دون تمكن السلطة الشرعية من تأسيس نموذج ناجح في عدن والمناطق المحررة.