اتهم مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، رجل الأعمال المسيحي نجيب
ساويرس، جماعة
الإخوان المسلمين، بالوقوف وراء حادث تفجير الكنيسة البطرسية، الأحد، الذي أسفر عن مصرع قرابة 28، وإصابة 47 شخصا آخر، مناقضا بذلك، ما أعلنه رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، من التوصل لهوية مرتكبه، وكونه شابا انتحاريا عشرينيا، دون أن يذكر أنه من الإخوان المسلمين.
وأرفق ساويرس، بتغريدة نشرها عبر حسابه بموقع التغريدات القصيرة "تويتر"، مساء الأحد، رابطا بنص البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان، عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، الذي أعلنت فيه إدانتها "بشدة للانفجار الذي وقع في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وإدانتها كل العمليات والمخططات التي تستهدف النَّيل من أرواح أبناء الشعب المصري"، بحسب البيان.
وعلق ساويرس في تغريدته على هذا البيان، موجها حديثه إلى جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: "ينطبق عليكم القول: يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته".
واستبق ساويرس بهذا الاتهام، الذي صدر عنه بشكل مفاجئ، أجهزة التحقيق الرسمية، وحتى السلطات المصرية نفسها، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، والإعلام الرسمي، الذين لم يوجهوا أي اتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين حتى الآن، بارتكاب التفجير، فضلا عن أنه تجاهل، بشكل فج، بيان الإخوان المشار إليه، وإعلان السيسي نفسه، معرفة هوية مرتكب التفجير، دون أن يقول إنه من الإخوان.
وأكد بيان الإخوان أن للدماء حرمة عظيمة في الإسلام، وأن دماء المصريين كلهم حرام، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وبخاصة إذا كانوا عبادا أو متنسكين أو مسالمين، ونعت فيه جماعة الإخوان المسلمين، الضحايا، وتقدمت بخالص العزاء لأسرهم وذويهم، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
لكن الجماعة حمَّلت، في البيان نفسه، "السيسي وعصابته الإجرامية مسؤولية سفك دماء المصريين"، وحذرت من إقدام السيسي على استخدام دماء المسيحيين وقودا لاستمرار فزاعته الخاصة بالحرب الطائفية، داعية جماهير الشعب المصري الحر الأبيّ، مسلمين ومسيحيين، إلى التصدي لهذا المخطط الذي يستهدف النَّيل من نسيج الوطن الواحد، بحسب البيان.
وكان ساويرس قد استبق هذه التغريدة بتغريدة غامضة أخرى، تعليقا على الحادث، تساءل فيها: "كيف يحول الإنسان الغضب والحزن الذي في داخله والرغبة في القصاص.. إلى قوة إيجابية؟ هل نترك هؤلاء المجرمين لكي يقتلوا حياتنا، ويزيدوا أحزاننا"، وفق التغريدة.
وتأتي تغريدات ساويرس على الرغم من شبهة اعتزاله الكتابة السياسية، إذ قدَّم اعتذاره عن عدم الاستمرار في كتابة مقاله الأسبوعي بجريدة "الأخبار" الحكومية المصرية، الذي دأب على كتابته يوم الأحد، قرابة عامين، متمنيا أن يكون التوقف مؤقتا، بحسب تعبيره.
ويذكر أن مدير مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية" سعد الدين إبراهيم، صرح من قبل بأن الاتحاد الأوروبي كان يتجه لإدانة فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر باستخدام القوة المفرطة، لكنه تدخل بصحبة رجل الأعمال نجيب ساويرس ورئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي والناشطة الحقوقية منى ذو الفقار لوقف ذلك، بينما كشف ساويرس نفسه أنه كان يعلم بموعد الفض الدموي، دون أن يدين ما حدث فيه من مذبحة بحق آلاف المعارضين العزل للانقلاب العسكري.
المسيحيون والسلطة رفضوا اتهام الإخوان.. فلماذا ساويرس؟
وتتعارض اتهامات ساويرس للإخوان بارتكاب تفجير الكنيسة، مع رفض الوسط المسيحي نفسه تحميل الإخوان مسؤولية الحادث، إذ حمَّل محتجون مسيحيون مسؤوليته للسيسي نفسه، ووزارة الداخلية، التي لها سابقة تفجير كنيسة القديسين، في أواخر عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أيام وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي.
ويميل المزاج العام في مصر بمسيحييه ومسلميه، إلى رفض الزج باسم الإخوان في ارتكاب حادث الكنيسة، بحسب مراقبين، وهو ما تجنبه السيسي، نفسه، لدى إعلانه، الاثنين، معرفة هوية مرتكب التفجير.
وعبر عنه، كذلك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسني، إذ قال في تصريحات صحفية، الاثنين، إن جماعة الإخوان ليس لها علاقة بالحادث، وإنها بعيدة تماما عن هذا الأمر، مؤكدا أن الوضع في مصر بصفة عامة متدهور، وأن السيسي هو السبب في إيصال الدولة لمرحلة أنها أصبحت مطمعا لأي شخص.
"6 أبريل": النظام يتحمل المسؤولية
وكانت حركة شباب 6 أبريل، حمَّلت نظام السيسي مسؤولية الحادث. ونشرت بيانا، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأحد، أدانت فيه "الاعتداء الغاشم على الكاتدرائية"، مضيفة: "تحمل الحركة المسؤولية للفشل المتكرر للنظام في مواجهة الإرهاب الغاشم، وفشله في حماية المواطنين والمقدسات في وطننا الغالي مصر".