سياسة عربية

إعلام الجزائر: ملك المغرب متناقض.. وبوتفليقة أحسن الرد

قال بوتفليقة إن الجزائر مستعدة لتظافر جهودها مع باقي القيادات المغاربية لجعل الاتحاد يكرس وجوده أكثر فأكثر- أرشيفية
وصفت وسائل إعلام جزائرية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بالمتناقض مع ذاته في مسألة مستقبل الاتحاد المغاربي، مشيدين بالبرقية التي بعثها الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة إلى قادة الدول المغاربية بمناسبة الذكرى 28 لتأسيس الاتحاد.

ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن مراقبين قولهم إن العاهل المغربي، محمد السادس، ناقض نفسه في قضية اتحاد المغرب العربي، وصدر عنه تصريحان في الآونة الأخيرة غير مفهومين، حيث وقع شهادة الوفاة على هذا الصرح، بقوله إن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، ليعود بعدها ويتراجع عن كلامه ويجدد تشبث بلاده بالخيار المغاربي باعتباره "رهانا استراتيجيا"، بحسب تعبير الصحيفة.

من جانبه، نشر موقع "الجزائر اليوم" تقريرا بعنوان "بوتفليقة يرد على محمد السادس: الجزائر متمسكة بالاتحاد المغاربي"، قال فيه "إن الرئيس بوتفليقة قد وجه ردا مباشرا للعاهل المغربي محمد السادس الذي أطلق تصريحات حادة ومتعارضة مع رغبة الشعوب المغاربية حين حاول في قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة “مسح يديه” من اتحاد المغرب العربي بمبررات واهية تناسى أنه هو من يختلق المسببات لتعطيل المشروع الوحدوي طيلة قرابة ثلاثة عقود".

ولم يخرج موقع "البلاد" عن السياق ذاته، حيث قال في تقرير بعنوان "الرئيس بوتفليقة يرد على الملك محمد السادس"، إن تعهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإعطاء "دفعة للاتحاد المغاربي الذي يشهد جمودا" لهو "تأكيد الرئيس على تمسكه بمشروع الاندماج المغاربي ردا على آخر خرجة للعاهل المغربي اتهم خلالها الجزائر ضمنيا بـ"إجهاض حلم الاتحاد"".

اقرأ أيضا : هل يقضي توجه المغرب لأفريقيا على فرص إحياء "المغاربي"؟


وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة تهنئة أرسلها لكل من ملك المغرب محمد السادس، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، إن الجزائر عازمة ومستعدة "شعبا وقيادة، لتظافر جهودها مع باقي الشعوب والقيادات المغاربية الشقيقة لجعل اتحادنا المغاربي يكرس وجوده أكثر فأكثر، ويأتي بمساهمته خدمة لوحدة الأمة العربية والاتحاد الأفريقي، وخدمة كذلك لتعزيز الأمن والسلم والاستقرار في الفضاء المتوسطي"، وذلك بالرغم من أن "اتحاد المغرب العربي مستوقف اليوم من أجل المزيد من الجهد والعمل بغية تحقيق روح وأهداف معاهدة مراكش التي أسسته"، على حد تعبيره.

واعتبر الرئيس أن حلول هذه الذكرى "العزيزة علينا تعد فرصة سانحة للتمعن في حلم شعوب منطقتنا المغاربية منذ وهلة الاستعمار ببناء صرح وحدوي يدفع بتنمية وازدهار شعوبنا، ويساهم في رفع كلمة ومواقف مغربنا العربي ضمن مختلف التجمعات الإقليمية والجهوية والقارية التي تميز عالمنا الحالي".

من جانبه، أكد الملك محمد السادس، "تشبث المملكة المغربية الراسخ بالخيار المغاربي، باعتباره رهانا استراتيجيا، وإيمانها القوي بضرورة تجاوز الجمود السياسي الراهن، وتفعيل مؤسسات اتحادنا المغاربي وتدعيم هياكله، بما ينسجم وأهداف معاهدة مراكش، حتى يكون مصدر قوة لبلدانه الخمس، ويضطلع بدور فعال في مواجهة مختلف التحديات الجهوية والإقليمية والدولية، ويسهم كمجموعة اقتصادية جهوية وازنة في تحقيق الأهداف النبيلة للاتحاد الأفريقي".

واعتبر الملك ذكرى تأسيس الاتحاد المغاربي "مناسبة غالية تستحضر فيها شعوبنا المغاربية ما يشد بعضها بعضا من أواصر الأخوة المتينة، القائمة على قواسم تاريخية وحضارية مشتركة، ووحدة المصير واللغة والدين، وتتجدد فيها آمالها المشروعة في إقامة صرح مغاربي يستجيب لتطلعاتها إلى التكامل والوحدة والتنمية الشاملة والعيش الكريم".

وكان العاهل المغربي قال خلال الجلسة الختامية لقمة الاتحاد الأفريقي في دورته 28 بأديس بابا، في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه "من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك".

واعتبر "الحلم المغاربي" الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي "يتعرض اليوم للخيانة".

اقرأ أيضا: ملك المغرب: عودتنا للاتحاد تهدف لجعل أفريقيا قارة رائدة

وتأسس اتحاد المغرب العربي في 17 شباط/ فبراير 1989 بمدينة مراكش (جنوب المغرب)، ويتألف من خمس دول هي: ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا.

ويهدف الاتحاد إلى فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين وفق ميثاقه التأسيسي، إلا أنه يشهد جمودا بسبب عدم توافق أعضائه على مجموعة من القضايا خاصة بين الجزائر والمغرب.