سياسة عربية

لماذا أصبحت أموال الخليج مصدرا للاستهزاء والسخرية؟

السياسة لا تعرف هذه اللغة في تفسير التصريحات- أرشيفية
أثارت سخرية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من دول الخليج، ردود أفعال غاضبة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال الإعلامي بقناة الجزيرة، علي الظفيري عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "بصراحة جرحني ترامب بهذا التصريح، وأتمنى من زملائي الحكام الرد عليه أو عمل أي شيء يخالف تصريحه، أو يرسلون رسالة على الأقل: ما هقيناها منك!".

ورد المغرد محمد الأحمري، على تغريدة الظفيري قائلا: "ترامب لم يجرح زملاءك، ففي الخليج مال ونفط ومصدر استبداد ورقص وحرب وارية على الإسلام والديمقراطية وعلى حرية الشعوب وتملق للأعداء".

وعلق مرزوق بن تنباك عبر حسابه الشخصي قائلا: "قبل أن نفكر بما قال ترامب، يجب أن نفكر هل عندنا غير ما ذكر، وحتى ما ذكر قد أفسدناه بلا شكر".

وغرد ماهر عبد الله قائلا: "للأسف الخليجيون شعوبا وحكاما يعتقدون أن ترامپ جاء ليحارب إيران معهم ولكنه في الحقيقة لا يريد إلا أموالهم.. ولن يحارب إيران".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمام تجمع جماهيري من مؤيديه، في ولاية فلوريدا الأمريكية، مساء السبت، أن بلاده ستنشئ مناطق آمنة في سوريا لنقل اللاجئين إليها، بدلا من اتجاههم إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، على أن تمول دول الخليج إنشاء هذه المناطق لأنه "ليس لديهم سوى الأموال".


ولم يكن التصريح الأخير لترامب الأول من نوعه، حيث تحدث أثناء حملته الرئاسية في حزيران/يونيو 2016 عن فكرة المناطق الآمنة، قائلا في مؤتمر جماهيري بولاية جورجيا: "لنقم بإنشاء مناطق آمنة، لكن لنقم بإنشائها هناك في سوريا، بغية إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا والولايات المتحدة. علينا أن نجعل دول الخليج تدفع ثمنها، فهم يملكون أموالا طائلة، ولا يفعلون شيئا، وتلك هي منطقتهم، لذا علينا أن نجعلهم يدفعون من أجل ذلك".

وفي وقت سابق، كشف تسريب بثته قناة "مكملين" الفضائية منسوب لرئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع قال فيه إن قادة دول الخليج يمتلكون من الأموال ما يفوق ميزانيات بلدانهم، وأن "الفلوس عندهم زي الرز".. وهو ما أثار أيضا سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية.

ومن ناحيته، أكد الكاتب الصحفي، عبد الباري عطوان، أن ترامب تجاوز بتصريحه كل خطوط الوقاحة الحمراء، مضيفا: "اللافت في هذا التصريح ليس فقط نظرته الدونية إلى هذه الدول العربية، المفترض أنها حليفته، وإنما أيضا حديثه عن عزمه إقامة مناطق آمنة أخرى في غير سوريا، وأنه سيرسل "الفاتورة" إلى الدول الخليجية لتسديدها كاملة، وربما فوقها "إكرامية" أيضا".

وأضاف عطوان في مقال له: "عندما يقول ترامب، ونحن ننقل عنه حرفيا من "الفيديو" الذي سجل تصريحاته هذه "الأموال الخليجية مقابل البقاء.. لا تملكون غير المال ولا وجود لكم بدوننا"، فهذا يشكل أبشع أنواع الابتزاز والبلطجة، والنظرة الفوقية العنصرية".

وتابع: "انتظرنا أن نسمع أي رد أو تعليق من قادة الدول الخليجية، أو حتى إمبراطورياتهم الإعلامية وأذرعها الضاربة على مثل هذه الإهانات، ولكن انتظارنا طال، ولا نعتقد أن بيانا سيصدر في هذا الصدد، فالصمت هو الخيار الذي جرى اعتماده باعتباره الأسلم..".

واعتبر رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتز سلامة، أن تصريح الرئيس الأمريكي لا يمثل إهانة أو تكبرا بالنسبة للأوساط السياسية الخليجية، لأنه معبر عن سياسة متبعة بالفعل ومعلنة، فضلا عن أن السياسة لا تعرف هذه اللغة في تفسير التصريحات.

وقال في تصريحات صحفية إن اعتماد الدول الخليجية على فرض سياساتها خلال التعاون مع الولايات المتحدة من خلال الأموال هو أمر ليس بجديد، حيث اعتمدت هذه السياسة مع جميع الإدارات الأمريكية السابقة.

وأضاف: "لم تبدُ تصريحات ترامب مختلفة إلا لأن لغته أكثر تصريحا وفجاجة بشكل عام، وتطالب جميع الأطراف الدولية بمبدأ الدفع مقابل الحماية، بما فيها حلف شمال الأطلسي "الناتو" ودول كبرى كاليابان والصين".