سياسة عربية

مشاهد مبكية بمظاهرات الخبز تطالب بسقوط السيسي (شاهد)

مظاهرات مصر عيش حبز - جيتي
تراجعت حكومة رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بشكل جزئي وتكتيكي، عن قرارها بتقليل حصة الخبز المدعوم المخصص للمواطنين عبر المخابز المختلفة، بدعوى ترشيد الهدر، وذلك على إثر اندلاع مظاهرات عارمة قادتها ربات البيوت في المحافظات المصرية، طيلة يوم الثلاثاء، هتفت بسقوط السيسي، ونعته بالظلم.

وفي مظاهرات غير مسبوقة من عوام المصريين وبسطائهم، لا سيما من يُسمون في مصر "حزب الكنبة"، أو "الغلابة"، خرج عشرات الآلاف منهم في مظاهرات حاشدة ضد القرار، الثلاثاء، وقطعوا الطرق، وحاصروا المسؤولين في مكاتبهم، وتحدَّوا قوات الشرطة، التي حرصت على تفادي الاشتباك معهم.

وبث نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عدة للمظاهرات، التي حفلت بمشاهد مؤثرة ومبكية، في وقت هتف فيه آلاف المصريين والمصريات ضد السيسي، قائلين: "يسقط السيسي.. يا سيسي يا ظالم.. مش عاوزينه رئيس (يقصدون السيسي)"، أمام أعين قوات الشرطة.
وأضافوا: "ده ظلم.. مش عارفين نأكّل عيالنا.. هو فيه غير الرغيف في البلد".



 وقال بعضهم: "إلا رغيف العيش.. من قرش صاغ أيام عبدالناصر والسادات، وبخمسة قروش أيام مبارك، إحنا استحملنا.. إحنا غلابة.. شعبك غلبان يا سيسي.. ولو إحنا شعب مُحتَل كنا هنلاقي لقمة العيش.. حرام كده.. لا شغل ولا خبز.. عاوزين نأكل.. عاوزين عيشنا".




وفي مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، لطم الأهالي، وصرخوا، وقالوا: "يا سيسي يا ظالم.. منعوا التموين، والآن يمنعون الخبز، من أين نأكل.. لا عيش ولا تموين والسكر بـ14 جنيها.. نشتري عيش ولا نشتري أكل.. بنأكل من الزبالة".



 وفي الإسكندرية، خاطبت سيدة أترابها، قائلة: "فوقوا بقى.. هتصبروا على السيسي إلى متى؟ يا شعب يا معفن.. بيضحكوا عليكوا برغيف العيش.. تستاهلوا اللي بيجرى ليكو.. خلي السيسي يأكله.. فوقوا بقى من الغيبوبة اللي إنتوا فيها".




 وقالت مواطنة إنها خرجت لتتسلم الخبز كالمعتاد، فقيل لها: ما فيش عيش.. اشتري عيش حر. وقال مواطن إنه موظف منتدب من أسوان، وكان يتسلم حصة الخبز بورقة الانتداب، ولكن تم رفضها هذا الصباح، متسائلا: نروح فين؟




وصرخ مواطن: كده حرام.. كده ظلم.. البطاقة عندهم من سنتين، ويقولون في كل مرة لي: بُكرة.. حرام".




 وأمسكت مواطنة بخمسة أرغفة من الخبز هي حصتها منه، وقالت: "إحنا مش عاوزين لا سمك ولا لحم ولا فراخ.. هنأكل عيش حاف.. لكن هيأكلوا مين خمسة أرغفة؟




 وهتف الأهالي: "عايزين عيشنا.. الصحافة فين.. الشعب جعان أهو.. اتفرج يا سيسي.. سرقوا رغيفي".




وأضافوا: "الشعب يريد إلغاء القرار.. عايزين عيشنا".



وكاد الأهالي يفتكون بالمسؤولين الحكوميين في وقفاتهم الاحتجاجية. وهتفوا: "الصحافة فين.. الغلابة أهم.. يسقط وزير التموين".


وشكت مواطنة من أنه من بين 25 رغيفا أعطوها خمسة أرغفة فقط. وقالت أخرى، وهي تأكل الرغيف الهش: "لا طايلين لحمة ولا عيش".



وفي الإسكندرية، علا الصراخ، وحدثت مشادات بين الشرطة ومتظاهري الخبز.




وفي كفر الشيخ، حاولت أجهزة الأمن إقناع المتظاهرين بفتح السكة الحديد.




 وحاول مدير تموين الإسكندرية الهروب في حافلة نقل عام؛ خوفا من المتظاهرين.




 وقطع مواطنون طريق الدخيلة بالإسكندرية؛ احتجاجا على عدم وجود الخبز.




 وقطع مواطنون الطريق أمام محطة ترام كليوباترا في مواجهة الشرطة، هاتفين: "فين يا سيسي رغيف العيش.. عايزين عيش".




 ومنع متظاهرو الخبز رئيس مدينة دسوق من مغادرة مجلس المدينة، وقابلوه باللطم والصراخ والهتاف: "فاشل.. مش ماشيين يا وزير يا ظالم.. مش ماشيين.. جعانين جعانين. فاشل فاشل.. الوزير فاشل".




 وحاول مسؤولون ونواب التدخل والتواصل مع الأهالي، الذين ردَّوا: "العيش الأول"، مطالبين بإلغاء القرار فورا.. ما اضطر المسؤولين للتصريح بأنه تم إرجاء القرار.


وتوعد الأهالي المسؤولين إن لم يتسلموا الخبز، اليوم الأربعاء، بأنهم سوف يتجمعون مرة ثانية. وهتفوا داخل الديوان الحكومي: "سيسي يا ظالم".



 وقال مدير مباحث الإسكندرية للمتظاهرين: "الخبز هيتصرف للجميع بكره، وسأوزع العساكر على المخابز الموجودة.. أنا تحت أمركم".


 

 وقامت قوات من الشرطة بتوفير الخبز للمواطنين؛ بهدف احتواء غضبهم.




تراجع جزئي لنظام الانقلاب


والأمر هكذا، لجأ نظام حكم السيسي إلى التراجع الجزئي أمام المظاهرات عن القرار.

وقال الإعلامي الموالي للسيسي، أحمد موسى: ما ينفعش المواطن يدفع ثمن القرارات السرية، داعيا الحكومة لدراسة القرار قبل صدوره. وأضاف مستنكرا: "المفاجأة أنك بتعمل حاجات بتنزل الناس للشارع".

وفي مداخلة هاتفية لمحافظ الإسكندرية معه، قال المحافظ: "الهدف من القرار توفير هدر كبير كان بيتم.. من 3 آلاف إلى 500 رغيف لكل مخبز".

وزاعما أن هذا ليس تراجعا عن القرار، وأن القرار سار"، قال: "البطاقات الورقية هتصرف من بكرة عادي، ولحين انتهاء عمل بطاقات إلكترونية هتصرف كما اعتادوا".



 ومن جهته، قال وزير التموين، علي المصيلحي، للتلفزيون المصري، إنه يقدم الاعتذار عن القرار، موضحا أن "الكار ت الذهبي" كان يهدر ملياري جنيه؛ لذا تقرر أن يكون الحد الأقصى 500 رغيف في اليوم لكل مخبز، بدلا من ثلاثة آلاف، مؤكدا وجود أعداد كبيرة من البطاقات الورقية بالإسكندرية والجيزة وكفر الشيخ.


وتابع حديثه: "تمت زيادة الكروت، وسوف توزع باكر (الأربعاء).. أنا المسؤول أمام المواطن.. وستحدث انفراجة في الإسكندرية والفيوم والمنيا وأسيوط وكفر الشيخ والجيزة. وخلال شهر مارس، سيتم إصدار كافة الكروت الذكية والبطاقات بدل الفاقد".

ومعتذرا، أضاف: "أقول لمن تضايق من القرار: نعتذر لك، ولكن قف معنا حتى يتم إصلاح منظومة الدعم"، وفق قوله.



 وكان السيسي التقى رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير المالية عمرو الجارحي، مساء الثلاثاء، موجها الحكومة إلى زيادة المعروض من السلع بما يسهم في خفض الأسعار، ومراعاة محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا من خلال التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.