سياسة عربية

جيوبولتيك عن سيناريوهات استعادة مدينة وميناء الحديدة باليمن

مركز أبعاد توقع تكثيف عمليات الاستنزاف للمسلحين الحوثيين وحلفائهم - ا ف ب
توقع مركز يمني، الاثنين، عملية سريعة وحاسمة لتحرير مدينة وميناء الحديدة (غربي البلاد) من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح بمشاركة قوات تابعة لتحالف عسكري تقوده السعودية.

وقال مركز أبعاد للدراسات في دراسة جيوبوليتكية أصدرها، الإثنين، إن تحرير ميناء الحديدة يُعجل ويزيد من فرص تحقيق السلام المنشود في اليمن وفق المرجعيات الثلاث قرار مجلس الأمن (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

وأكد المركز أن "الخيار العسكري أصبح متاحا أكثر من أي وقت مضى، نظرا لأن القوة التابعة للحوثيين وعلي صالح ضعيفة بعد استنزافها عسكريا وماليا على مدى عامين من الحرب، في الوقت الذي باتت فيه القوات الحكومية أكثر قوة وتنظيما".

سيناريوهات

وبحسب الدارسة المعنونة (استراتيجية وسيناريو "تحرير الحديدة" في الميزانين العسكري والسياسي) فإن هناك أربعة سيناريوهات عسكرية محتملة، حيث يشير الأول إلى "هجوم بري من جهة ميدي (شمال غرب) ومدينة المخا (غربا) القريبة من باب المندب والمتاخمة لمدينة الحديدة من جهة الجنوب، يجري خلاله السيطرة على الجزر الواقعة قبالة الشريط الساحلي للحديدة، قبل التحرك صوب الميناء.

لكن هذا الهجوم تقول الدراسة: "سيأخذ وقتا طويلا".

ووفقا لمركز أبعاد اليمني فإن السيناريو الثاني سيكون "إنزالا مظليا وبحريا في سواحل المدينة بمشاركة قوات عربية بما فيها الميناء (ثاني أهم ميناء في اليمن) بعد إزالة الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون، يترافق ذلك مع تحرك بري.

لكنه استدرك أن هذا السيناريو سيصطدم بمعوقات طول المسافة.

أما السيناريو الثالث فيتوقع المركز  تكثيف من عمليات الاستنزاف للمسلحين الحوثيين وحلفائهم في "صنعاء" و"صعدة" (المعقل الرئيس للحوثي في أقصى الشمال) يعقبها معركة برية وبحرية لتحرير محافظة الحديدة، وهذا سيأخذ وقتا نظرا للتضاريس الصعبة التي تتحكم بطبيعة تلك المدينتين.

وتفيد الدراسة بأن السيناريو الرابع سيكون خليطا من السيناريوهات السابقة، حيث يتم شن عملية عسكرية لتحرير الجزر عقب نزع الألغام، وعمليات بحرية أخرى تستهدف الساحل والميناء، يقابله ضغط من المحورين الشمالي والغربي للمحافظة، واستنزاف أكبر في صنعاء وصعدة، فضلا عن ذلك "القيام بإنزال جوي وبحري لقوات عربية ضمن اتفاقات تأمين مياه البحر الأحمر".

مكاسب العملية

من جانب آخر، تطرقت الدارسة إلى المكاسب التي ستحققها العملية العسكرية هذه والتي تأتي امتدادا لعملية "الرمح الذهبي" منها "وقف إيرادات ضخمة تجنيها جماعة الحوثي من أجل تمويل حروبها الداخلية".

كما أن العملية ستعزز من إيقاف نشاط التهريب للأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين وتؤمن مضيق باب المندب الحيوي من الهجمات الصاروخية و"الانتحارية" على السفن التجارية والعسكرية التي تمر عبر البحر الأحمر.

وقارب مركز أبعاد بين عملية تحرير الحديدة وتغير السياسات الأمريكية بشأن اليمن التي قد تنظر لتحرير مدينة وميناء الحديدة إسهاما في مكافحة الإرهاب وحدا من التدخلات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.

وحثت الدراسة الحكومة اليمنية وحلفاءها في التحالف العربي على أخذ الأبعاد الإنسانية أثناء تحرير الحديدة بعين الاعتبار، وفرض الأمن في المدينة والمديريات التابعة لها من خلال الاعتماد على وحدات الجيش والأمن وليس عبر ميلشيات شعبية.

كما أوصت المجتمع الدولي بمساندة الحكومة في استعادة المنافذ البحرية وتأمين الممرات الدولية وإنهاء سيطرة الميلشيات على ميناء الحديدة وبذل المزيد من الجهد لحشد المساعدات الإنسانية باستخدام منافذ أخرى.

ودعت جماعة الحوثي وقوات صالح لتجنب الكلفة البشرية والإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن (2216) بدءا بـ"الإفراج عن المعتقلين السياسيين، مرورا بتسليم المدن والمعسكرات للشرعية وقوات التحالف"، وعدم وضع العراقيل أمام تدفق المساعدات إلى اليمنيين.

وتخضع مدينة الحديدة وميناؤها الاستراتيجي، الواقع على البحر الأحمر والقريب من مضيق باب المندب، لسيطرة جماعة الحوثيين التي تخوض قتالا عنيفا هي وحلفاؤها ضد السعودية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي منذ عامين.