من أراد أن يقف علي قواعد الصعود والترقي في "دولة مبارك" فليدرس حالة اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات سابقاً، والذي عندما طالعت حديثه في جريدة "الوطن"، أيقنت أن مصر محروسة حقاً ببركة أولياء الله الصالحين، كما يقول المتصوفة!.
من الظلم بمكان أن نحاسب السيسي بمناسبة مرور مائة يوم علي توليه الحكم، أو حتى ألف يوم!.
فقد تم حساب الرئيس محمد مرسي بالساعة، مضت ساعة ولم يفعل شيئاً.. ساعتان.. ثلاث ساعات، يوم .. يومان.. مائة يوم.. وعند كل وحدة زمنية كان القرار: "لقد فشل الرئيس"!.
عندما سمعت ضجيجاً ضد قانون التظاهر مؤخراً، ووصل الحال إلى حد مواجهته بالإضراب عن الطعام، فيما عرف بنضال "الأمعاء الخاوية"، قلت: "لقد عدنا إلى زمن المناضلة لبنى". عندما يتم التعايش مع الانقلاب العسكري، ويصبح الرفض لما أنتجه من قوانين تقر القمع - المعروف منه بالضرورة – ويؤسس للاستبداد.
لم نكن بحاجة لدليل يؤكد أن عبد الحليم حافظ هو الفنان المفضل لعبد الفتاح السيسي، لكن موقفه الأخير، جعلنا على يقين من أن أغنية العندليب المفضلة له هي :" لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت".
من أراد أن يقف علي صحة مقولة أن الموت يختار، فلينظر إلى موت اليساري المناضل أحمد سيف الإسلام حمد عن عمر يناهز "63" عاماً، في وقت بقي فيه اليساري المنبطح رفعت السعيد حياً يسعي رغم أنه يدق أبواب الثمانين بعنف.
عاد الشيخ فوزي السعيد، إلى منبر مسجده "التوحيد" بشارع رمسيس، فكان هذا علامة علي انتصار الثورة، ومُنع مرة أخرى من الخطابة، فكان هذا قرارا كاشفا علي انتصار الثورة المضادة، التي أعادت الأمور إلى ما كانت عليه في عهد مبارك، وعبد الفتاح السيسي هو أحد سدنة "دولة المخلوع".
عندما يقول الانقلابيون في مصر إنهم يتابعون أحداث "ميزوري" عن كثب، فاعلم أنهم يلعبون "العُقلة". وهي اللعبة المفضلة لقصار القامة، الذين يريدون التخلص من أزمتهم!.
بدا كما لو كان "خضرة الشريفة"، وكأنه لم يكن يوماً يد المخلوع التي يبطش بها، وعينه التي يرى بها. وكأنه لم يكن يخطف معارضين للحكم وينكل بهم، ولم يعتقل خصوما سياسيين بالمخالفة للقانون
فلما كان صباح يوم العيد، جلست أمام التلفزيون المصري، وهو ينقل صلاة العيد، من مسجد " قيادة القوات الجوية"، وقد حضر الحرس، وغاب المصلون. ومع ذلك كان الوضع قلقاً، والوحيد الذي شعر بالأمان المفقود في أماكن أخرى، هو وزير الداخلية فانتهز الفرصة، ونام!.
ينتمي عبد الفتاح السيسي إلى زمن الأفلام "الأبيض والأسود"، ويبدو أنه منذ أن كان طالباً بالمرحلة الإعدادية، لم يشاهد فيلماً، أو عملاً درامياً، ولهذا فان عقله الدرامي توقف نموه عند أفلام الثلاثينات، التي استدعاها خالد الذكر جمال عبد الناصر، وأعاد تجديدها في عهده، مما مكنه من أن يكون زعيماً شعبياً.
يفتقد عبد الفتاح السيسي للمقومات اللازمة التي تؤهله للقيام بدور "الكبير"، تماما كما يفتقد الوعي اللازم بمتطلبات هذا الدور. وتكمن مشكلته في أنه ظن أن الوظيفة الكبرى التي يشغلها الآن يمكن أن تعوضه عن نقص القدرات..