هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كنت أتفاوض مع الأمير فهد والأمير سلطان بن عبد العزيز، وتوصلنا إلى اتفاق حول عودة بعض الملكيين إلى صنعاء، وعيّنا أحدهم عضوا في المجلس الجمهوري (أحمد محمد الشامي) وأعضاء آخرين في مجلس الوزراء والمجلس الوطني، وتفاوضت معهم حول الأسماء واشترطت استبعاد عائلة حميد الدين.
هرب الإمام الساعة العاشرة صباحا وأعلنت الجمهورية. كانت الإذاعة تنقل صورة الثورة وشكلت انتصارا كبيرا لنا إذ تجمع الناس في الساحات وجاؤونا بالحلوى والعنب.. في هذا الوقت بدأت الإعدامات وكان أولها رئيس محكمة الاستئناف، وهو من بيت المتوكل ومن أعوان الإمام.
اللواء المتوكل تولى قيادة الوحدات العسكرية التي سيطرت على مدينة شهارة ومحافظ حجة معقل الهاشميين والنظام الإمامي قبل الثورة، وكان دوره حاسما في الحؤول دون تمركز الإمام البدر في هذه المنطقة كما فعل والده الإمام أحمد من قبل حين أجهض ثورتي 1948 و1957 .
القبلية في اليمن أصبحت دولة منذ ألفي سنة، تبني السدود وقنوات الري، وهنا لا بد من التفريق بين القبيلة والقبلية (المقصود نظام القبلية). أنا ضد إعادة إنتاج المفاهيم القبلية وفرضها على الدولة، وأطالب بالفصل التام بين الدولة والقبلية.
حزن البيض كثيرا على وفاة سعيد صالح بحادث سيارة. بعض الناس اتهم الأجهزة في الشمال بعد الوحدة بتدبير الحادث لكن هذا ليس صحيحا. كانت وفاته طبيعية، فقد اعترض كلبٌ طريق سيارته وحاول أن يتجنب صدم الكلب فحصل الحادث. تم التحقيق في الموضوع، ورغم الشكوك أعتقد أن الحادث طبيعي.
استمرت علاقة الأخ كرم زهدي المميزة مع اللواء أحمد رأفت مما جلب له ولزميله د. ناجح إبراهيم (والذى يكتب دائما مدافعا عن السلطة) غضب معظم قيادات الجماعة وأعضائها، ولعل ذلك يشرح لماذا بعد ثورة يناير مباشرة تم اختيار قيادة جديدة للجماعة وتم إبعاد الأخ كرم زهدي ود. ناجح إبراهيم..
كان الصراع مثيرا وينعكس بصخب في الخارج؛ لأنه داخل الحزب الواحد وهو ما زال مثيرا؛ لأن الحزب يُعتبرُ مهزوما والثقافة العربية تميل دائما إلى إدانة الضحية.
توقفت في المرة السابقة وأنا أتحدث عن أخي الأكبر المهندس كرم محمد زهدي، عند أحداث أسيوط، وعلق بعض محبيه بغضب على أني أقتصر على ذكر الجانب السلبي في حياته، ولم ينتظروا حتى نهاية ما أكتب، لأنه رحمه الله قام بأهم عمل إيجابي في حياته..
عبد الفتاح ثوري وحالم لا يجيد الكذب، وهو من القادة الرئيسيين الذين حولوا حركة القوميين العرب إلى الماركسية. قاد جبهة عدن الفدائية في المراحل الأولى قبل أن يتولاها سالمين ومقبل. لم يطلق النار في الصراع الداخلي. كانت طباعه السلمية تحمل الآخرين على إطلاق صفة "غاندي" عليه.
رتعرفت على أخي الأكبر المهندس كرم زهدي في بداية ارتباطي بالحركة الطلابية الإسلامية السلمية وأنا طالب في نهاية العام الدراسي الأول بكلية الهندسة جامعة المنيا، وخاصة في المعسكر الطلابي الثاني الذي تنظمه الجماعة الإسلامية بجامعة المنيا في صيف عام 1977م، وكان هو رمزاً مهما وخطيباً مفوهاً،
عندما تسلمت الجبهة القومية السلطة بعد الاستقلال كنا مؤيدين لقحطان ومرحبين به، وأنا كنت في صنعاء يومها. كنا نريد وحدة بين الشمال والجنوب، ولكن صودف أن صنعاء كانت محاصرة والصراع بيننا في الجناح الجمهوري كان شديدا.
كان السجن قاسيا بالنسبة لي. لم أتعرض للتعذيب بالمعني الحداثي للكلمة. ما كانت كهرباء التعذيب قد وصلت بعد إلى اليمن. كانت القيود الحديدية توضع أحيانا في الزنازين المنفردة وتقيد أرجلنا بالسلاسل. اقتطع نصف مرتبنا، وكان الجوع حينذاك منتشرا والمعاناة تشمل القسم الأكبر من الناس.
لم يكن معنى الجمهورية واضحا في وعينا. كنا نعتقد أننا بحاجة لجمهورية مثل مصر. وأن تطبيق النظام المصري في اليمن يعني إنشاء طرقات وعلم ومدارس وجيش. المفاهيم النظرية للملكية والجمهورية ما كانت منتشرة في صفوفنا حينذاك.
أنا جارالله محمد مسعد عمر الكهالي، واللقب عمر يعود إلى 9 أجداد والكهالي نسبة إلى قرية كهال التي أنتمي إليها وولدت فيها، وهي من أعمال مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب، تبعد عن صنعاء بحوالي 130 إلى 140 كلم جنوبا، وتقع على بعد 15 كلم من يريم، وتبعد عن مدينة ظفار عاصمة الدولة الحميرية التاريخية 12كلم.
التقيت جارالله عمر في سنوات الوحدة اليمنية الأولى. كان طرفا أساسيا في الحزب الاشتراكي اليمني ويمثل التيار الشمالي في الحزب بل يتزعمه، وواكبتْ معرفتنا سيدة لبنانية هي زوجة دبلوماسي فرنسي مقيم في العاصمة اليمنية.