هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وسلطة 25 تموز (يوليو) منعرجا يبدو حاسما باتخاذ كلا الطرفين إجراءات عملية تجاه الآخر بدأت من جانب السلطة بإصدار الحكومة منشورا يمنع الوزارات من التفاوض مع القطاعات منذ أشهر ثم تكثفت في الآونة الأخيرة بإثارة موضوع التعددية النقابية والاقتطاع الآلي والدور السياسي للاتحاد..
إن عزوف المواطن عن المشاركة السياسية وانعدام ثقته تقريبا في الأحزاب والشخصيات والكتل السياسية يعتبر أخطر مخارج السنوات العشر الماضية. لكن من جهة أخرى ألا يؤشر ذلك على نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة؟ كيف؟
نجح الكاتب "المتقصّي" في البرهنة والاستدلال على عقم مسارات التحديث المسقطة والسطحيّة التي انتهت إلى تفكيك شكليات الدّولة بدل تفكيك البنى التقليدية للمجتمع المناقضة ضرورة لمفهوم الدّولة..
إخفاق الثورات العربية في تحقيق غاياتها، وتعثرها في إنجاز أهدافها التي لطالما داعبت خيالات وأحلام الشعوب المغلوبة على أمرها، والمقهورة من واقعها يفتح الباب واسعا أمام أسئلة المعوقات التي حالت دون تحقيق ذلك، كما يلحُّ كثيرا في إثارة أسئلة البدائل الممكنة لإحداث التغيير المطلوب، مع ضرورة دراسة تلك التجارب وتحليل عوامل ضعفها وإخفاقها للإفادة منها.
لنفترض جدلا أن الصورة السلبية للبرلمان هي السبب في تدني نسبة المشاركة وهو بذلك أمر خاص بالانتخابات التشريعية فقط، فهل تقبل السلطة التحدي وتدعو لانتخابات رئاسية سابقة لأوانها تحسم بنتائجها الجدل وتبطل ادعاءات المدعين على حد تعبيرها بفشل مسار 25 تموز..
تُتّهم كثير من الأقلام العربية القليلة بأنها مغرقة في السوداوية مفعمة باليأس إلى حدّ يصل إلى جلد الذات والتلذذ بذلك، فهي لا تجيد غير البكاء على الأطلال. يرى أصحاب هذه التهمة أنّ الإمعان في النقد والمبالغة في الصراحة أمرٌ لن يغير من الواقع البائس شيئا..
قبل نحو ثلاثة أسابيع وقف البرهان خطيبا أمام نفر من ضباط وجنود الجيش قائلا إنه في حال إجراء انتخابات عامة، وفشل حزب في الحصول على أغلبية تؤهله للحكم، أو حدوث أي انتهاك لـ"الثوابت" فإن الجيش جاهز لـ "التحرك"..
أكد الرئيس السابق للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني، أن العالم الشعوب العربية التي خرجن قبل اثني عشرة سنة للمطالبة بإنهاء الظلم والنهب والاستبداد، تعيش اليوم جحيم مواجهة الثورات المضادة، المدعومة من "الصهيونية ودهاقنة الغرب".
يرى تشومسكي أن أهم طريقة للتغيير، هي بتواصل وتفاعل المعنيين به؛ أي النشطاء وعامة الناس. فتبادل الأفكار ورصد ردود الفعل عليها كفيل بوضع اليد على الخلل ومحاولة إصلاحه، كما أن هذا التفاعل يثقف الناس ويشجعهم على الخروج من دائرة السلبية إلى دائرة التنظيم والفعل.
انتهت مرحلة مهمة من مراحل تطور الحركات والأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية في نسختها السائدة التي تشكلت منذ ما يقارب القرن رغم محاولات التجديد والتطوير والمراجعات..
ينفرد الكتاب بـ"التناول العميق لعلاقة السلاطين ورجال الحكم العثماني بهؤلاء العلماء، وبالمادة العلمية والقوانين المتعلقة بالعلماء والمدرسين والمدارس، وتصنيف العلماء ودرجاتهم وتنظيماتهم، وتحليل انعكاس كل ذلك على الدولة الفتية"..
مع التسليم بالفكرة القائلة بأن حجم المقتنعين بالفكرة الإصلاحية هم أكبر من التنظيمات، بل ربما يتجاوزون التنظيمات في التعبير عن مطالبهم في الحرية والديمقراطية، فإن الدور الحيوي للتنظيمات السياسية التي تنصت لنبض المجتمع، وتمتلك القدرة على عقلنة مطالبه وصياغتها بلغة سياسية واضحة لا يمكن أن يعوضها فيه أحد..
في مستهل جلسة مجلس النواب الاثنين الماضي، فاجأ رئيس المجلس، عقيلة صالح، كثيرين من بينهم شريكه في التفاهمات الأخيرة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، وأنصاره من المراهنين على تحقيق تقدم على المسار السياسي عبر توافق بين النواب والأعلى للدولة..
هل القوميون العرب في تونس ديمقراطيون أم انقلابيون؟ وهل سيكون نقد مزيد من القيادات القومية لمسار ما بعد 25 تموز (يوليو) "عودة للوعي"، ومؤشرا عن مراجعات فكرية سياسية عميقة وتطورا في اتجاه "التبرؤ" من المواقف الانقلابية السابقة، أم مجرد "تعديل" تحسبا لتغير موازين القوى وطنيا وفي المنطقة؟
تباينت المواقف حد التناقض داخل النخبة السياسية التونسية مما حدث يوم 25 تموز (يوليو) 2021 تحت عنوان تفعيل الفصل 80 من الدستور وشعار تصحيح مسار الثورة، بين من اعترض عليه بشكل مبدئي من الوهلة الأولى واعتبره انقلابا على الديمقراطية وتعطيلا للدستور واعتداء على المؤسسات الشرعية للدولة، وبين من اعترض عليه بشكل انتهازي لحرمانه له من قطف ثمار ما قام به من ترذيل للمشهد السياسي،
إن قانون الملائكة والشياطين الذي يحكم منطق الخطاب السياسي للنخب العربية يعدّ أحد أهم العقبات في طريق منع انكسار محاولات البناء والتغيير. إنه المنطق الذي دمّر كل أمل في بناء خطاب سياسي عقلاني مسؤول يقطع مع تطرف الأيديولوجيا السياسية ويحارب طاعون الأحقاد الشخصية..