هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن تأثير حادثة خاشقجي على العلاقة الأمريكية السعودية.
وعلى هامش مؤتمر صحفي، شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أن بلاده لن تلغي صفقات الأسلحة مع المملكة العربية السعودية حتى وإن ثبت ضلوعها في تصفية خاشقجي.
اقرأ أيضا: ترامب قلق من وقف مبيعات أسلحة للرياض بسبب خاشقجي
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب علق، الخميس الماضي، على حادثة اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وعلى إمكانية وقوف الحكومة السعودية وراءها، قائلا: "لا أتمنى أن تكون السعودية وراء اختفاء خاشقجي، لكنني لن أقبل بإلغاء صفقات الأسلحة معها".
وأكدت الصحيفة أن ترامب أبرم صفقة أسلحة ضخمة مع المملكة العربية السعودية على هامش أول زيارة أداها إلى الرياض خلال سنة 2017. وفي ذلك الوقت، شككت صحيفة واشنطن في قيمة هذه الصفقة. وعموما، كشفت هذه الصفقة عن مدى متانة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضا: شركات سلاح أمريكية متخوفة من صفقات مع السعودية بسبب خاشقجي
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام كشف أنه خلال الأربع سنوات الأخيرة، كانت السعودية من أكبر موردي الأسلحة الأمريكية. ووفقا لهذا التقرير، استوردت السعودية 61 بالمئة من احتياجاتها من الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الممتدة من سنة 2014 إلى غاية سنة 2017. وبحسب التقرير ذاته، صدّرت الحكومة الأمريكية 18 بالمئة من صناعاتها الدفاعية إلى السعودية.
وأوضحت الصحيفة أن المعاملات التجارية بين واشنطن والرياض تعززت مؤخرا. ومن جهتها، رفعت الحكومة السعودية من ميزانيتها العسكرية. وخلال الفترة الممتدة من سنة 2008 إلى سنة 2012، زادت الحكومية السعودية من عمليات شراء الأسلحة بنسبة 225 بالمئة. وفي ظل تنامي حاجة المملكة السعودية للأسلحة، عززت الولايات المتحدة الأمريكية موقعها في سوق الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أن الجيش السعودي يملك أفضل عتاد عسكري. ووفقا لمعهد لندن للدراسات الإستراتيجية، استوردت الحكومة السعودية ثلثي دباباتها من الولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب المعهد ذاته، استوردت السعودية 900 دبابة، من بينها 370 دبابة حديثة من طراز "إم 1 أبرامز". علاوة على ذلك، استوردت السعودية ترسانة من الطائرات من طراز "النسر المقاتل" وطائرات هيليكوبتر حديثة، فضلا عن ترسانة من الطائرات المقاتلة من طراز "إم إي 109".
وأوردت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية لا تُعتبر أكبر مورد للأسلحة الأمريكية فحسب، بل تساعد الولايات المتحدة الأمريكية في جهودها من أجل الحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر المملكة العربية السعودية أكبر طرف يزود العالم بالنفط الخام. وعلى الرغم من أن الأجهزة الاستخباراتية السعودية تلعب دورا متناقضا في الحد من التطرف في العالم الإسلامي، إلا أنها تدعم المنهج الإصلاحي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وتابعت الصحيفة أن الحكومة السعودية متهمة بانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي في حملتها العسكرية على اليمن. وفي الوقت نفسه، تحمّل الكثير من الأطراف الحكومة السعودية المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في الأراضي اليمنية. من هذا المنطلق، دعت العديد من منظمات الإغاثة الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات إلى التوقف عن تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
وأوردت الصحيفة أنه في يوم الجمعة، أرسلت اللجنة السياسية في الكونغرس الأمريكي رسالة إلى البيت الأبيض تدعو فيها إلى إجراء تحقيقات بشأن حادثة خاشقجي.
اقرأ أيضا: إدارة ترامب تواجه ضغوطا من الكونغرس بسبب اختفاء خاشقجي
وفي يوم الأربعاء، أعلن السيناتور الجمهوري لولاية كنتاكي، راند بول عن رغبته في إجراء تصويت حول إنهاء الدعم العسكري للمملكة السعودية وحول قطع العلاقات مع الجيش السعودي. ومن جهته، دعا السيناتور الديمقراطي لولاية كونيتيكت، كريس ميرفي، في وقت سابق إلى قطع العلاقات مع السعودية بشكل نهائي.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه في حال ظهرت مؤيدات أخرى تثبت ضلوع الحكومة السعودية في حادثة اختفاء خاشقجي، فمن المرجح أن يزيد الضغط المسلط على الرئيس ترامب. ووفقا لنتائج انتخابات الكونغرس في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قد تغير الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)