مقالات مختارة

الانتخابات الأميركية 2020.. قراءة مبكرة

عاصم منصور
1300x600
1300x600

من هو الرئيس الأميركي القادم؟ وما هي فرصة الرئيس ترامب في التجديد لفترة رئاسية ثانيه؟ وهل ثمة فرصة لتكرار زلزال 2016، رغم الوقت الطويل نسبيا الذي يفصلنا عن الانتخابات الأميركية 2020 إلا أن هذه الأسئلة قد بدأت تتردد بقوة في أروقة المراكز البحثية والإعلامية. 


لقد كتبت مقالا في “الغد” قبيل الانتخابات الماضية تحت عنوان “ترامب والعاصفة المثالية” ذهبت فيه إلى أن الوضع الاقتصادي المتراجع وفقدان ثقة الناخب الأميركي بالسياسيين ورغبته في إرسال رسالة صدمه للطبقة السياسية وعدم احتمال نسبة كبيرة من الناخبين البيض رؤية رئيس من أصول أفريقية يتربع على سدة البيت الأبيض تشكل مجتمعة العاصفة المثالية التي ستحمل ترامب إلى البيت الأبيض، فهل ما تزال هذه العناصر حاضرة لتثبيته لأربع سنوات قادمة؟ 

إلى الجانب الجمهوري تبدو الأمور محسومة، فمرشحهم (الرئيس ترامب) تمكن من حشد الحزب خلفه، حيث يحظى بشعبية غير مسبوقة داخل الحزب، وخاصة داخل قاعدته الانتخابية الصلبة التي يشكل الناخبون البيض غير المتعلمين عصبها، لكن هذه الصورة معكوسة تماما خارج أروقة الحزب.

قد يكون من المبكر الحديث عن الانتخابات الأميركية في هذا الوقت، فما يزال يفصلنا عنها أكثر من عام، وهي مدة أكثر من كافية لحدوث تغييرات على المستوى الداخلي (كالاقتصاد مثلا) أو الخارجي في ظل مناخ عالمي غير مستقر، وهذه -عادة- كافية لقلب كل الموازين.


كما يتوجب على المحللين الانتباه إلى الجانب الشخصي في الرئيس ترامب، فلو كان الأخير رئيساً تقليدياً أو شخصاً طبيعياً لخضع للمؤشرات التقليدية التي تحكم عادةً فرصة أي رئيس أميركي في التجديد لفترة انتخابية أخرى؛ مثل قوة الاقتصاد ومؤشرات الأسواق المالية والظرف الدولي مثل قرار نقل السفارة إلى القدس أو الموقف من إيران ومدى وفائه بوعوده الانتخابيه وهي عوامل كافية لضمان إعادة انتخابه، لكن ترامب بشخصيته المثيرة للجدل ومواقفه الحدية قد عودنا على عدم الخضوع للمنطق الذي يحكم غيره من السياسيين.

يحظى ترامب بتأييد 40-45 % من الأميركيين، وهي نسبة لم تفلح المؤشرات الاقتصادية المرتفعة ونسبة البطالة المنخفضة من رفعها، ولم تؤد تصريحاته العنصرية أو فضائحه الجنسية والمالية في خفضها

هناك اعتقاد على مستوى واسع في الولايات المتحدة ان هذه الانتخابات لن تكون كسابقاتها، فساكن البيت الأبيض، والذي رقمه خمسة واربعون بين الرؤساء، ليس كغيره ممن سبقه، والانقسام في المجتمع الأميركي لم يسبق له مثيل منذ عقود طويلة، ناهيك عن التغيرات المتسارعة في ديموغرافية الناخبين.


على الجانب الجمهوري تبدو الأمور محسومة، فمرشحهم (الرئيس ترامب) تمكن من حشد الحزب خلفه، حيث يحظى بشعبية غير مسبوقة داخل الحزب، وخاصة داخل قاعدته الانتخابية الصلبة التي يشكل الناخبون البيض غير المتعلمين عصبها، لكن هذه الصورة معكوسة تماما خارج أروقة الحزب.


أما على الجانب الديمقراطي، فالمسرح مكتظ بالطامحين لتمثيل الحزب، والجمهور الديمقراطي متردد بين أن يختار بعقله مرشحاً معتدلاً (كنائب الرئيس السابق بايدن) لأنه الأقدر على جذب الناخبين المستقلين، أو أن يختار بعاطفته مرشحا أكثر ليبرالية وانسجاما مع مبادئ الحزب، يكون أقدر على استثارة حماس القواعد، خصوصاً من الشباب والأقليات.


بالمحصلة يحظى ترامب بتأييد 40-45 % من الأميركيين، وهي نسبة لم تفلح المؤشرات الاقتصادية المرتفعة ونسبة البطالة المنخفضة من رفعها، ولم تؤد تصريحاته العنصرية أو فضائحه الجنسية والمالية في خفضها، فالذي سيحدد نتيجة الانتخابات هو الجانب الديمقراطي، والمرشح الذي سيفرزه، وقدرة هذا المرشح على توحيد قواعد الحزب وجذب عدد كاف من المؤلفة قلوبهم والمستقلين لترجيح كفته، وهذا في الغالب لن يعرف قبل يوم الانتخاب.

 

عن الغد الأردنية

0
التعليقات (0)

خبر عاجل