قضايا وآراء

الاستيطان الإسرائيلي في محافظة الخليل

عبد اللطيف خضر
1300x600
1300x600

تقع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي أكبر مدن الضفة مساحة وسكانا، وتزيد مساحتها عن 42 كم2، بينما يبلغ عدد سكان محافظة الخليل وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني نحو 750 ألف نسمة.

 

من أهم ملامح الاستيطان في الخليل سعيه إلى إيجاد كثافة استيطانية بهدف تهويد المدينة وطمس المعالم الإسلامية فيها، وتعتبر بيت هداسا أول بؤرة استيطانية أقيمت في الخليل منذ عام 1880، بدأ الاستيطان الإسرائيلي في الخليل منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة عام 1967 حيث استولت قوات الاحتلال على مفاتيح الحرم الإبراهيمي الداخلية ورفعت الأعلام الإسرائيلية عليه، ثم سمح لليهود بدخول الحرم، ومنعت المسلمين من الصلاة فيه.


يبلغ عدد المستوطنات اليهودية في محافظة الخليل 21 مستوطنة، يسكنها نحو 21000 مستوطن، وتبلغ المساحة المبنية داخل هذه المستوطنات 3324 دونم، أبرزها مستوطنة كريات أربع التي أقيمت عام 1968 ويسكنها 7753 مستوطنا، وتضم كريات أربع منطقة صناعية كبيرة تشمل 35 مصنعا للحديد والنسيج، مساحتها 4240 دونما وتشرف عليها وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية، أقيمت المستوطنة لفصل مدينة الخليل عن محيطها العربي، وفي ذات السياق أقيم في محافظة الخليل 19 بؤرة استيطانية يسكنها 1200 مستوطن.


الطرق الالتفافية في محافظة الخليل:

عمل الاحتلال عبر الطرق الالتفافية على تقسيم محافظة الخليل إلى خمسة كانتونات تحاصرها المستوطنات والطرق الالتفافية، ومن أهم هذه الطرق شارع أشكلون - بيت جبرين رقم 35؛ الذي يخترق أراضي الخليل مرورا بقرية إذنا ومستوطنتي أدورا وتيلم، ويتقاطع مع خط 60 الذي يربط بين مدينتي القدس والخليل باتجاه بئر السبع، يبلغ طول الطرق الالتفافية في محافظة الخليل نحو 135 كم صودر لأجلها 13000 دونم من الأراضي الفلسطينية؛ ممّا تسبب في دمار هائل للأراضي والممتلكات الفلسطينية الخاصة في محافظة الخليل. 

الجدار الفاصل:

 
تظهر خارطة الجدار الفاصل كيف يتم تغيير حدود عام 1967 داخل الضفة الغربية، ومصادرة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي مع أقل عدد من السكان الفلسطينيين، ضم الجدار تجمعات استيطانية في قلب مدينة الخليل، ويبلغ طول الجدار في محافظة الخليل نحو 89 كم، بينما عزل الجدار نحو 27 كم2 من أراضي الفلسطينيين.


الحواجز العسكرية الإسرائيلية:

 
يتخذ الجنود الإسرائيليين المتمركزين على هذه الحواجز سلوكا يتسم  بالوحشية والسادية، وهو ما تظهره تقارير مؤسسات حقوق الإنسان، وشهادات الفلسطينيين الذين تعرضوا لأشكال مختلفة من التنكيل التي اشتملت الضرب والإذلال والحجز لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد القارص، لقد أقام الاحتلال الاسرائيلي نحو 35 حاجزا عسكريا في محافظة الخليل عزلت المحافظة بشكل كامل عن سائر محافظات الضفة الغربية.


تغلغل المستوطنين في أكبر محافظات فلسطين

 
يعتبر الحي الاستيطاني الجديد في الخليل أول حي يقام منذ عشرين عاما حيث أقيم على أرض فلسطينية مصادرة بهدف إقامة معسكر لجيش الاحتلال، يشمل الحي الاستيطاني الجديد 31 وحدة سكنية استيطانية، إن الهدف الرئيسي من مصادرة الأراضي هو بناء المستوطنات وقطع التواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية بحيث يسهل السيطرة عليها، جرى مصادرة نحو 12500 دونم للمستوطنات و3000 دونم للمعسكرات، كذلك 7000 دونم تحت ذريعة أنها محميات طبيعية، وهيمنت سلطات الاحتلال على المحاجر والكسارات مساحتها نحو 5 آلاف دونم، وبلغ مجموع الأراضي المصادرة نحو 36.2% من إجمالي مساحة محافظة الخليل.


هكذا هو واقع الحال في محافظة الخليل؛ استيطان ونهب وسيطرة على الأرض والممتلكات الفلسطينية، كل ذلك في سبيل ترسيخ الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، ولا يختلف حال محافظة الخليل عما تعانيه سائر محافظات الضفة الغربية في ظل الاحتلال الصهيوني، مما يستدعي واجب الدفاع عما تبقى من الأرض الفلسطينية بشتى الوسائل الممكنة، ورغم التخاذل الدولي غير المسبوق يبقى الفلسطيني ثابتا على أرضه؛ رافضا كافة الصفقات المشبوهة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.

0
التعليقات (0)