سياسة عربية

هكذا قرأ مختصون موقف حماس من إجراء الانتخابات بالقدس

الاحتلال يرفض فتح مراكز لاقتراع الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة- لجنة الانتخابات المركزية
الاحتلال يرفض فتح مراكز لاقتراع الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة- لجنة الانتخابات المركزية
علق مختصون على ما ورد في مؤتمر حركة "حماس"، مشددين على أهمية عدم أخذ إذن الاحتلال الإسرائيلي بشان إجراء الانتخابات بمدينة القدس المحتلة، وأن تصبح الانتخابات أداة لتحقيق المصالحة وتجديد الشرعية.

خطاب واقعي

وأكدت حركة "حماس"، أنه "لا إجراء للانتخابات إلا بمشاركة القدس رغما عن الاحتلال"، مشددة على أن "الانتخابات في القدس خط أحمر".

وأضافت في مؤتمرها الذي تابعته "عربي21" صباح اليوم بغزة: "لا لاستجداء للاحتلال، ولتكن الانتخابات في القدس اشتباكا شعبيا وسياسيا مع الاحتلال، ويجب أن تتحول معركة الانتخابات في القدس إلى حالة اشتباك سياسي ووطني مع الاحتلال، ولنفرضها على الاحتلال رغما عن أنفه".

واعتبرت أن "الانتخابات فرصة كبيرة للخروج من المأزق الذي تعيشه القضية والشعب الفلسطيني"، منوهة أنها "تفاجأت" بإعلان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، عن "تقديم طلب لأخذ الإذن من الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس، ما مثل صدمة كبرى لجماهير شعبنا، وقواه الوطنية والمجتمعية".

ودعت إلى "تحويل الانتخابات في القدس لحالة اشتباك سياسي وميداني وشعبي نفرض من خلاله إجراء الانتخابات في القدس"، مطالبة رئيس السلطة بإصدار المرسوم الرئاسي "فورا دون انتظار موافقة الاحتلال"

وفي قراءته لما ورد في مؤتمر "حماس"، أكد أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "خطاب حماس السياسي واقعي ويتوافق مع الحقوق الفلسطينية، لأن إجراء الانتخابات مطلب شعبي وممارسة ديمقراطية".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما فعله أبو مازن من تقديم طلب للاحتلال للموافقة على إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس، يخالف المنطق السياسي ويؤكد تلكؤ رئيس السلطة الفلسطينية في إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات".

ونوه البسوس، أن "خطاب حماس اليوم، مقترح يمكن أن يخرج رئيس السلطة والفصائل من الحرج فيما يتعلق بمدينة القدس وسكانها، بحيث يتم فرض الانتخابات دون انتظار موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

مخرج ملائم

وذكر أن "حماس توجت جهودها في موضوع الانتخابات بمؤتمرها اليوم، كي تبرهن تمسك الحركة بالقدس وأيضا وضع آليات لتجاوز عقبات وقيود الاحتلال هناك".

وبين أستاذ العلوم السياسية، أن "الحق الفلسطيني في مدينة القدس، يفرض من خلال سياسة الأمر الواقع وليس بتقديم طلبات لسلطات الاحتلال الإسرائيلي"، متسائلا: "هل يتوقع أبو مازن مواقفة إسرائيل؟".

ورأى أنه يتوجب على رئيس السلطة "إصدار المرسوم وتشجيع سكان القدس على ممارسة حقهم الانتخابي، وإحراج إسرائيل أمام المجتمع الدولي، خاصة أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أبدوا جهوزية للإشراف على العملية الانتخابية".

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أنه "من المؤسف أن تصبح الانتخابات مادة جديدة للتجاذب"، معربا عن أمله أن "تشكل الانتخابات رافعة للعودة للإرادة الشعبية لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة التشاركية والديمقراطية، مع مشاركة الجميع".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الكل يعلم أن هناك اتفاقات تعاقدية مع الاحتلال، وانتخابات المجلس التشريعي المقترحة وبعد ذلك الرئاسية، تتم على قاعدة اتفاق أوسلو، رغم أننا دعونا كثيرا إلى تجاوز هذه الاتفاق، وأن يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني".

وشدد أبو رمضان، على أهمية أن "تكون القدس مادة وعنوان للاشتباك السياسي مع الاحتلال"، معتبرا أنه "من غير المناسب انتظار موافقة إسرائيل بأي حال من الأحوال، واعتبارها معركة، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، وحينها دع الاحتلال يمنع صناديق الاقتراع".

وذكر أن "الدعوة لحوار وتوافق وطني بما يتعلق بإيجاد مخرج ملائم بشأن إجراء الانتخابات في القدس"، منوها لأهمية "تبني الرؤية التي تقول بأهمية إجراء الانتخابات في القدس برغم الاحتلال وليس بانتظار موافقته".

ونوه الكاتب، أنه "في حال كانت هناك إرادة وطنية جدية لتحقيق المصالحة والوحدة وأن الانتخابات أداتها، فليتم العودة إلى للحوار من جديدة بواسطة لجنة الانتخابات أو غيرها، حتى يتم البحث عن سبل مناسبة لتجاوز العقبة الإسرائيلية بإرادة وطنية فلسطينية جمعية بعبدا عن آليات الفعل ورد الفعل".

مناكفة سياسية

وشدد على أهمية "إجراء الانتخابات وإصدار مرسوم فوري، وأن تكون القدس هي عنوان للاشتباك السياسي والديمقراطي والشعبي والقانوني في مواجهة الاحتلال، وأن لا يتم انتظار الإذن من قبل الاحتلال، ولكن لست مع الاستعجال في لوم الطرف الآخر (فتح)، بأنه هو السبب، مما يستدعي الرد".

ونبه أن "هناك خشية لدي العديد من المراقبين، أن الكل يريد أن يحمل الثاني مسؤولية عدم إجراء الانتخابات، وبالتالي قام الرئيس بوضع اشتراطات معنية وافقت عليها حماس ونزعت الذرائع منه، واليوم هناك انتقاد من حماس لأداء الرئيس وتأخره في إصدار المرسوم، وهذا يعني أننا عدنا لاستخدام الانتخابات كمادة للمناكفة السياسية وليس وسيلة للمصالحة وتجديد الشرعية".

من جانبه، أوضح الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم، أن "مؤتمر حماس يؤكد استعجالها إجراء الانتخابات، خاصة وأنها تجري على أرضية بقاء الوضع الحالي، وهو ما يسمح للحركة بالولوج للنظام السياسي الفلسطيني عبر الانتخابات دون تقديم تنازلات في موضوع انهاء الانقسام واستعادة الوحدة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "من الواضح أن حماس تجد في ربط إجراء الانتخابات بموافقة الاحتلال على إجرائها في القدس، يشكل عقبة أمام إجراء الانتخابات، لعلمها أن إسرائيل لن تسمح بحدوث العملية الانتخابية بالقدس".

ورأى أبو كريم، أن "حماس تحاول الضغط على السلطة والرئيس لإصدار مرسوم لتحديد موعد الانتخابات، والبحث عن خيارات أخرى في موضوع القدس وعدم انتظار الموافقة الإسرائيلية؛ وهذا يأتي في سياق استعجال حماس إجراء الانتخابات".

وذكر أن "حماس تريد من وراء هذا الاستعجال تحقيق هدفين، الأول؛ عودة الحركة للنظام السياسي والاستفادة من تراجع شعبية حركة فتح في ظل الانقسام الحاصل في الحركة، والثاني؛ هو إطفاء شرعية على وجودها في الحكم في قطاع غزة عبر صندوق الانتخابات، خاصة في ظل قرب التوصل للتفاهمات طويلة الأمد مع الاحتلال".
التعليقات (0)

خبر عاجل