مدونات

طبقا لتوجيهات "سيات الريس"..

سيد صابر
سيد صابر

في سنة 1980 كان الناصريون يعملون ضد السادات وخصوصا بعد أحداث ١٨و١٩ كانون الثاني/ يناير، وكان دائما التلويش والتلويح بالقوة. وفي هذا الوقت كان للأستاذ الرائع جلال الدين الحمامصي عمود ثابت في الأخبار باسم "دخان في الهواء.

 

ونشر الأستاذ الحمامصي مقالا فيه نقد لاذع ضد السادات، لأن السادات قام بمناقشة أحد المهندسين أثناء افتتاح أحد الكباري ورفض الأستاذ جلال الحمامصي في مقاله مناقشة السادات للمهندس، وكتب أن السادات ليس مهندساً ولا فنياً ولا يفهم في الكباري، وسخر منه ومن أسئلته. وغضب السادات جدا ومنع الحمامصي من الكتابة، ولولا زمالته له في زنزانة واحدة أيام شقاوة ما قبل تموز/ يوليو لحبسه..


السؤال: ماذا لو كان سيدنا جلال الدين الحمامصي بيننا الآن.. وشاهد الرئيس السيسي وهو يتدخل ويعرض رأيه في كل المشروعات الهندسية والسياسية والاجتماعية؟.. فالسيسي يفهم في الكهرباء ويفاوض سيمنز، ويفهم في السياحة ويترك البلد مفتوحا لمرور آخر سائحة صينية تحمل لنا كورنا، ويفهم في الكباري ويناقش كامل الوزير، ويفهم في الصحة ويسأل عن بروتكولات كورنا، ويفتي في السياسة الخارجية، ويدلي بدلوه في السياسة الداخلية والتموين، والإعانات الاجتماعية يقررها 500 جنيه لكل عاطل، فضلا عن "هبداته" الرياضية وعلى "البسكلته"، والقوام والريجيم والدايت وتكميم المعدة من أجل تكميم الأفواه..

كلها "هبدات" للريس يوضح فيها وجهة نظره، فضلا عن آرائه الكروية وحفل صلح شوبير ومرتضي في بداية عهده.. أما "الحونية" فالريس أستاذ الرومانسية..

هذا الذي يظهر عندما يتحدث الريس، أما في غيابه أو سفرياته فكل شيء يتم وفقا لتوجيهات الريس.. هكذا تعلنها سكرتارية الصحة والكهربا والزراعة والصناعة.. كلهم يعلنوها مدوية.. وفقا لتوجيهات الريس.. هل يملك الريس خلفيات ثقافية وعلمية للخوض في كل تلك الملفات؟.. طبعا لا.. ثقافته عسكرية واستراتيجية وأمنية وفقا للمناصب الرسمية التي عمل بها.. مالك انت ومال السياحة والزراعة والأورجانيك وغلياد والكوريومون والكمامة الورقية والكمامة القماش؟.. فلنترك مساحة للتكنوقراط ليعملوا..

أظن أن سيدنا جلال الدين الحمامصي لو كان موجودا بينا الآن كان زمانه بيلطم وجايب انشراح تلطم معاه.

التعليقات (0)