سياسة عربية

نازحون سوريون يخشون دفع ثمن الفيتو الروسي بمجلس الأمن

يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غرب سوريا- جيتي
يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غرب سوريا- جيتي

أعرب نازحون سوريون عن مخاوفهم من تداعيات فيتو روسي في مجلس الأمن ضد مساعدات أممية تهدف لمساعدتهم وسط أزمة إنسانية يعيشونها وسط الحرب المستمرة منذ 2011.

 

ويعتاش الكثير من السوريين على المساعدات الإنسانية، ما يجعلهم قلقين من محاولة روسيا، حليفة نظام بشار الأسد، خفض المساعدات الدولية التي تصل عبر الحدود التركية، إلى أكثر من مليوني شخص يقيمون في شمال غرب سوريا الغارقة في الحرب.

 

وكانت روسيا والصين استخدمتا الثلاثاء، حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار ألماني-بلجيكي ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام واحد، عبر معبري باب السلام وباب الهوى الحدوديين مع تركيا.

 

اقرأ أيضا: فيتو روسي-صيني ضد تمديد المساعدات الأممية إلى سوريا

 

وما يثير قلق النازحين أنّ الجمعة تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الأممية المتّبعة لإيصال المساعدات.

 

وتحسم كذلك الأمم المتحدة الجمعة قرارها حول مسودة قرار ألماني بلجيكي، ينص عى إبقاء المساعدات الإنسانية التي تقدّمها لسوريا عبر الحدود بلا تغيير مع انتهائها مساء اليوم.

 

فهل تعرقل روسيا هذه المساعدة الحيوية مرة أخرى، بعد ثلاثة أيام من استخدامها لحق النقض؟


وأعربت منظمة أوكسفام الخيرية غير الحكومية عن خشيتها من أن وقف المساعدات عبر الحدود، سيشكل "ضربة قاصمة لملايين العائلات السورية التي تعتمد عليها في الحصول على مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والسكن". 

وفشلت روسيا الأربعاء في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي لخفض المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة عبر الحدود، بعدما صوّتت غالبية أعضاء المجلس ضدّ النصّ.

ومشروع القرار الروسي كان مضادا لمشروع القرار الألماني البلجيكي، وينصّ على وقف إرسال المساعدات عبر باب السلام والإبقاء على معبر باب الهوى فقط، ولمدّة ستّة أشهر فحسب، لكنّ مجلس الأمن صوّت ضد مشروع القرار.

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يرفض مشروع قرار روسي حول المساعدات بسوريا
 

ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غرب سوريا، بما في ذلك في آخر معقل رئيس للمعارضة في إدلب.

وفي المخيّم الأزرق الواقع شمال مدينة إدلب يقول النازح أبو سالم (48 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال: "هناك أناس محتاجون. لقد تركوا خلفهم بيوتهم، تركوا خلفهم كل شيء... هم يقيمون في خيمة من نايلون، بلا مروحة وبلا أيّ شيء".

ويضيف وقد وقف قرب خيمة بلاستيكية زرقاء: "لأي سبب سيوقفون المساعدات الإغاثية؟ من أين سنأتي غدا بكيلو أرزّ أو بكيلو سكّر؟".

أما النازح إبراهيم حصرم (24 عاما) فلم يبدِ استغرابه لموقف موسكو في مجلس الأمن الدولي، لا سيّما وأنّ الطيران الحربي الروسي يساند منذ سنوات عديدة قوات النظام في حربها ضدّ الفصائل المعارضة،  بما في ذلك في إدلب.

ويقول هذا الأب لطفلين إنّ "الروس هجّرونا من بيوتنا وقصفونا وقتلونا".

ويضيف: "الآن هم يلحقون بالإغاثات والمساعدات التي تصل إلينا". 

من جهتها، تشدّد شيرين تادرس المسؤولة في منظمة العفو الدولية على أنّ هذه المساعدات الإنسانية "حيوية" للمحتاجين إليها.

وتقول؛ إنّ هذه المساعدات تشكّل "بالنسبة لملايين السوريين الفرق بين تناول الطعام والموت من الجوع".


 
التعليقات (0)

خبر عاجل