مقابلات

خبير تركي يكشف لـ"عربي21" مفاجآت عن حقول الغاز (فيديو)

الاحتياطي المكتشف يغطي احتياجات تركيا نحو 9 سنوات.. وإنتاجه سيكون تدريجيا- عربي21
الاحتياطي المكتشف يغطي احتياجات تركيا نحو 9 سنوات.. وإنتاجه سيكون تدريجيا- عربي21

 

الاحتياطي المكتشف يغطي احتياجات تركيا نحو 9 سنوات.. وإنتاجه سيكون تدريجيا


عملية الاستخراج تستغرق 6 سنوات على الأقل.. والسعر المحلي لن ينخفض كثيرا عن العالمي


تركيا لا تمتلك حاليا منصات بحرية لاستخراج الغاز وهو ما قد يدفعها مؤقتا للاستئجار أو المشاركة

كشف خبير تركي في الاستثمار الدولي عن مفاجآت بشأن اكتشافات الغاز الطبيعي الجديدة في تركيا، وحقول الغاز الموجودة بولايات مختلفة في البلاد، ومدى انعكاساتها الاقتصادية، وحجم استفادة المواطن التركي منها، ومتى تصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.


وتستهلك تركيا بين 45-50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، تنتج منها محليا نحو 1 في المئة فقط، والباقي يتم استيراده من روسيا وأذربيجان عبر خطوط أنابيب تمر من تركيا، وفي صورة غاز مسال من عدة دول منها النرويج والولايات المتحدة وقطر والجزائر.


واعتبر عبد الله أداك، الذي عمل في قطاع الغاز بوزارة الطاقة التركية لأكثر من 15 عاما، إلى جانب خبراته المتعددة بمجالات الاستثمار والتنمية العمرانية، اكتشافات الغاز مجرد خطوة جديدة في رحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحول تركيا من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعي.


وقال أداك، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن اكتشافات الغاز الجديدة ليست بالقليلة ولكنها أيضا ليست بالكثيرة، ولا نستطيع أن نقول إن الحلم أصبح حقيقة، داعيا إلى عدم المبالغة في التفاؤل بالانعكاسات المباشرة لهذه الاكتشافات سواء على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد انعكاسه المباشر على أسعار الغاز في السوق المحلية التركية.


وأضاف: "عمليات البحث والتنقيب التركية لا تزال مستمرة في شرق البحر المتوسط وكذلك البحر الأسود، وهناك أمل كبير في أن وصول تركيا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي خلال وقت ليس ببعيد، إلى جانب أنها ستصبح حينها مركزا إقليميا مهما لنقل وتصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية والعالمية".


وتقع تركيا جغرافيا بين الدول المنتجة للطاقة في المنطقة التي تستحوذ على أكثر من 75 في المئة من احتياطيات النفط والغاز المؤكدة في العالم، وبين أسواق الاستهلاك الأوروبي للطاقة. ومن ثم فإن تركيا هي جسر الطاقة الطبيعي بين دول بحر قزوين ووسط آسيا والشرق الأوسط والأسواق الاستهلاكية في أوروبا. 


والسبت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اكتشاف كمية إضافية من الغاز الطبيعي في منطقة "تونا ـ 1/ حقل صقاريا" بالبحر الأسود تقدر بنحو 85 مليار متر مكعب، ليرتفع إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي بالحقل المكتشف حديثا إلى 405 مليارات متر مكعب.

 

وقدر الخبير التركي إجمالي قيمة احتياطي الغاز المكتشف بنحو 11 مليار دولار (وهي قريبة من قيمة فاتورة الغاز الذي تستورده تركيا سنويا والتي تبلغ 12 مليار دولار)، لكنه قال إن هذا الاحتياطي لن يتم استخراجه دفعة واحدة، ولكن سيتم استخراجه على مدى يتراوح بين 10-15 سنة، وفقا للتقديرات الفنية الأولية.

 


وأوضح أن "الحكومة التركية تستهدف بدء إنتاج الغاز المكتشف بحلول العام 2023 بطاقة إنتاجية تتراوح بين 5 إلى 10 مليارات متر مكعب سنويا، وصولا إلى ذروة الطاقة الإنتاجية التي قد تصل إلى 15 مليار متر مكعب سنويا في العام 2026.. لكن هذا يبقى مجرد هدف قد تنجح الحكومة في تحقيقه وقد يصعب إنجازه خلال ذلك الجدول الزمني".


وتابع: "الإعلان عن الاكتشافات خبر جيد، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن عمليات استخراج الغاز المكتشف في الأوضاع الطبيعية تستغرق نحو 6 سنوات، وهو ما قد يدفع الحكومة التركية لاستئجار منصات بحرية، أو شراء منصات جديدة، أو التشارك مع شركات عالمية، لاستخراج الغاز في نحو 3 سنوات وتحقيق مستهدفاتها".


وأشار أداك، إلى أن تركيا لديها خبرة قديمة في عمليات استخراج الغاز من اليابسة لكنها حتى الآن لا تملك أي خبرات في مجال استخراج الغاز من البحر، وهو ما قد يدفعها مؤقتا إلى استئجار منصة من الدنمارك التي تمتلك أكبر منصة بحرية في العالم.

 

ولفت إلى اهتمام تركيا بعمليات البحث والتنقيب عن النفط والغاز منذ العهد العثماني، قائلا: "تم اكتشاف نفط الموصل وكركوك بالعراق في عهد السلطان عبد الحميد"، مضيفا: "اكتشافات النفط والغاز بالمنطقة كانت أحد الأسباب الرئيسية في إعادة ترسيم الحدود البرية والبحرية لمنع تركيا وحرمانها من ثروات النفط والغاز بالمناطق التي كانت تقع تحت إدارة الدولة العثمانية".


وتابع: "وهذا يعني أن اتجاه تركيا لعمليات التنقيب عن النفط والغاز بدأ منذ قرون لسد احتياجاتها من الطاقة التي تتزايد سنويا، وتكلف الموازنة العامة للدولة مبالغ كبيرة لتغطية الاستهلاك المحلي".

 

وفي أذار/ مارس 1926 أصدر البرلمان التركي القانون رقم 792 الذي ينص على أن حق التنقيب واستخراج النفط ومشتقاته يمنح حصريا للحكومة فقط.

وكانت أول بئر نفط بدأت الإنتاج في تركيا هي بئر رامان-8 بولاية باطمان جنوب شرقي تركيا وبدأت أعمال الحفر بها عام 1945 وبدأ الإنتاج الفعلي في مارس 1948. بينما بدأت أول أعمال تنقيب عن الغاز الطبيعي عام 1970.

 


وتعد الاكتشافات الحديثة للغاز هي الأكبر في تاريخ تركيا إلا أنها ليست الأولى من نوعها، إذ إن تركيا تنتج بالفعل النفط والغاز الطبيعي منذ عقود وإن كان بكميات ضئيلة.


وأكد أداك، أن عمليات البحث والتنقيب مستمرة في شرق البحر المتوسط والبحر الأسود وهناك أمل كبير في أن تتحول تركيا من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة للغاز في وقت قريب بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.


ويتولى حاليا مهمة استخراج الغاز في تركيا شركة النفط التركية (TPAO) إضافة إلى بعض الشركات الخاصة المحلية والأجنبية.

 

وعن الانعكاسات الاقتصادية للاكتشافات الحديثة ومدى استفادة المواطن التركي منها، قال أداك، إنها بالتأكيد ستنعكس إيجابا على أوضاع المواطنين الاقتصادية والمعيشية وإن كان ذلك على المدى البعيد، كما ستساهم في جذب استثمارات أجنبية لقطاع الطاقة التركي.


واستطرد: "لكن يجب ألا يتوقع الشعب التركي أن تهبط أسعار الغاز في السوق التركي بشكل كبير لأن الأسعار يتم تحديدها وبيعها وفقا للأسعار العالمية".


وأردف: "استخراج الغاز سيقلل من فاتورة الاستيراد التي تبلغ 12 مليار دولار، وهو ما سيساهم في دعم الموازنة العامة للدولة التركية عن طريق تقليل عجز الموازنة، كما سينعكس ذلك إيجابا على كافة الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين".


وقال أداك، إن تركيا تعد ثاني أكبر مشتر للغاز من روسيا بعد ألمانيا، واكتفاؤها الذاتي من الغاز سيعزز مفاوضاتها مع روسيا في عقود الغاز الجديدة.


ووفقا لهيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا (EMRA)، تم إنتاج 473.8 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المحلي في نهاية 2019، 44.5 بالمئة منها في إسطنبول، و38.7 بالمئة في ولاية تكيرداغ (غرب) و 11.6 بالمئة في ولاية كركلار إيلي (غرب). حين بلغت واردات الغاز الطبيعي 45.2 مليار متر مكعب.

 

 

التعليقات (0)

خبر عاجل