اقتصاد تركي

قطاع "السياحة الحلال" بتركيا يحقق إقبالا واسعا رغم كورونا

تركيا تحتل المركز الثالث في قائمة أكثر المقاصد السياحية شعبية للمسلمين المحافظين- جيتي
تركيا تحتل المركز الثالث في قائمة أكثر المقاصد السياحية شعبية للمسلمين المحافظين- جيتي

شهد قطاع "السياحة الحلال" في تركيا، إقبالا كبيرا خلال فترة وباء كورونا، يفوق الإقبال الذي كان يحظى به قبل تلك المرحلة.


ويوفر في تركيا 150 فندقا خدمات السياحة الحلال، وقفزت أربعة مراكز لتحتل المركز الثالث في قائمة أكثر المقاصد السياحية شعبية للمسلمين المحافظين بعد الإمارات وماليزيا، بحسب وكالة الأناضول.


وأفادت تقارير محلية بأن سوق السياحة الحلال يتجاهل الاضطرابات والإغلاقات المستمرة إثر جائحة كورونا، ويبدو جاهزا لمزيد من النمو، على الرغم من أنه ما زال يمثل شريحة صغيرة من السياح.


وقال مؤسس موقع حلال بوكنغ دوت كوم، الذي يروج للسياحة الحلال عالميا، أنور جيبية، على هامش معرض "موصياد إكسبو 2020، إنه "في العامين الأخيرين كانت هناك مقاطعة لتركيا كمقصد سياحي لكننا رغم ذلك شهدنا ازدهارا للسياحة الحلال في تلك الفترة".


وأضاف أن "السياحة الحلال حققت رقما قياسيا بالفترة الأخيرة بتسجيلها 200 مليار دولار، 30 بالمئة منها للخليج، لكن كلما قل الدخل قلت المداخيل في هذا الجانب الاقتصادي".


وفي سياق تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم قال جيبيه، إن "الإنسان يحتاج للسياحة، كما أن الإسلام شجع عليها ووضع تسهيلات للمسلمين أبرزها قصر الصلوات، لكن الفيروس يقف عائقا أمامها، لذا فإنه إذا توافر اللقاح قريبا فإنه يمكن عودة الأوضاع إلى طبيعتها ومن ثم تعويض الخسائر التي تعرضنا لها هذا العام". 


وتابع حديثه بالقول: "قمنا ببعض الخطوات والإجراءات الصعبة لانتهاز الفرصة بعد الافتتاح الذي تم، حيث خفضنا أسعار الرحلات والإقامة، وفعلنا طريقة الدفع عند الوصول على أوسع نطاق لتذليل كل العقبات أمام هذه التجارة وتجاوزها".

 

اقرأ أيضا: أماكن سياحية في إسطنبول لا يعرفها كثيرون (خريطة تفاعلية)

وذكر الرئيس التنفيذي لاتحاد وكالات السفر الأوروبية التركية جمهور سفر، خلال مداخلة له في جلسة للمنتدى الدولي حول السياحة الحلال أن "السنة الماضية كانت عصيبه على قطاع السياحة وأكثرها تضررا أمام الجائحة".


وقال: "الأوروبيون يشككون في النتائج المعلنة من قبل الحكومة التركية، ما يسبب قلقا لدى بعض السواح من الاتحاد الأوروبي، لكنهم يشعرون بالطمأنينة بسبب التدابير العالية المأخوذ بها في الفنادق والنزل والأماكن السياحية".


ويعتقد بأن ظهور عدة لقاحات واعدة للفيروس سيؤدي لتحسن في الأسواق وسيبعث التفاؤل والأمل لعودة الحياة للقطاع، مشيرا إلى أنه "في حال نجاح اللقاح في إنهاء الأزمة فسوف تتحسن الأمور ونتدارك بعض الآثار التي أصابتنا".


وأردف بأن "المشاحنات السياسية بين تركيا وأوروبا لم تؤثر على شكل وحجم القطاع السياحي بين الطرفين".


واستدرك سفر بأنه "لا سبيل إلا بمزيد من الإجراءات والتدابير الوقائية التي يجب اتخاذها للخروج من الأزمة في انتظار اللقاح، خصوصا في قطاع السياحة للمساعدة في الانتعاش مجددا".


وأوضح أن "قطاع السياحة لن ينتهي أو يموت بكل الأحوال"، مضيفا أنه "سيشهد تغيرا كبيرا ولذلك فإن علينا التكيف، ويجب علينا وضع أسس صحيحه وسياسات جديدة للتعامل مع الظرف الراهن".


وفي حديث لوكالة الأناضول، قال الأمين العام للجمعية الدولية للسياحة الحلال، أمر الله أحمد طارهان، إن "السياحة الحلال لقيت إقبالاً خلال مرحلة وباء كورونا، فاق الأرقام التي كانوا يتوقعونها".


وأضاف أن "نسبة الحجوزات في الشقق ذات طابع الفيلات الخاصة، وصلت إلى 100 بالمئة، فيما كانت تتراوح بين 90 و95 بالمئة قبل الوباء".


وأشار طارهان إلى أن "الوباء الذي تسبب في خسائر وأضرار كبيرة على مختلف القطاعات، انعكس إيجاباً على قطاع السياحة الحلال".


وأكد على أن "الإقبال الذي حظي به هذا القطاع، لفت اهتمام المستثمرين أيضا، ليشهد على إثره زيادة في نسب الاستثمار فيه"، موضحا بأن "الموسم الفائت كان إيجابياً بشكل عام بالنسبة لأصحاب منشآت السياحة الحلال".


وأكد أن "عشرات الفنادق والمنتجعات على الشواطئ التركية، والتي تضم مسابح وشواطئ منفصلة للرجال والنساء تمشيا مع قواعد الاحتشام، تجذب عائلات من تركيا والشرق الأوسط والجاليات المسلمة في الغرب".


وفي أحد الفنادق، تتولى إناث مسؤولية الأمن في حمامات السباحة المخصصة للنساء فقط، كما أن أماكن التدليك فيها قواطع حاجبة للرؤية من الخارج، ولا يسمح للضيفات بالدخول إلا بعد تسليم الهواتف المحمولة والكاميرات.


وكثير من ضيوف تلك الفنادق يكونون من المسلمين المقيمين في دول أوروبية، ويقولون إن تصاعد التيار اليميني والمشاعر المعادية للمهاجرين جعلهم يسعون لقضاء عطلاتهم في أماكن أخرى بالخارج، حيث إن التحركات التي اتخذتها سلطات البلدية في فرنسا لحظر زي السباحة الشرعية للنساء، والمعروف باسم "البوركيني" جعل المسلمين لا يشعرون بالراحة.


يذكر أن هذا النوع من السياحة يتركز في المناطق التي يرتادها العرب بشكل خاص، كأنطاليا ومرمريس وأجزاء من إسطنبول وأزمير وطرابزون وبقية مناطق البحر الأسود.

0
التعليقات (0)