ملفات وتقارير

لقاء روسي إيراني ضمن مسار "أستانه".. هل ينهي الجمود؟

لافروف وظريف جيتي
لافروف وظريف جيتي

طرأ حراك روسي إيراني على الملف السوري، عبر مباحثات أجريت بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجواد ظريف في العاصمة الروسية موسكو، تناولت التحضير للقاء المرتقب ضمن مسار أستانه في مدينة سوتشي الشهر المقبل.

وتناول اللقاء بين لافروف وظريف العملية الدستورية، التي تشهد جمودا في عملها، وقال إنها بحاجة إلى "تعاون كل الأطراف"، والالتفات إلى "الوضع الإنساني، بدلا من خدمة الأهداف السياسية لبعض الأطراف".

وشدد ظريف على ضرورة "تفعيل العملية الدستورية" في سوريا، مشيرا إلى تطابق في وجهتي النظر الإيرانية والروسية من الأزمة السورية بشكل كبير، وفق وصفه.

في المقابل شدد لافروف على التوافق مع الإيرانيين في المواقف، مؤكدا على أن "التعاون قائم بين البلدين في إطار مسار أستانه للتسوية في سوريا".

ويأتي اللقاء في الوقت الذي يشهد فيه المسار والوضع في سوريا، حالة أشبه بالجمود، خاصة مع مجيء إدارة أمريكية جديدة، من المتوقع أن تحمل معها استراتيجية جديدة للملف السوري.

الباحث سعد وفائي أعرب عن اعتقاده أن لقاء أستانه، سيعقد بسبب "الاختناق" الحاصل على عمل اللجنة الدستورية.

وأوضح وفائي لـ"عربي21" أن "حالة الاختناق" في عمل اللجنة الدستورية، تقف وراءها روسيا وإيران، وهم عملوا خلال الفترة الماضية على إغراق المعارضة بالتفاصيل، وحتى من قبل الثورة، كان النظام يرفض أي مطالبات بتعديل الدستور ويعتبرها خطا أحمر.

وأضاف أن كل ما له علاقة بملف الدستور، "هو عرضة للتعطيل والعرقلة لأن النظام وداعميه لا يقبلون بالاقتراب من هذا الملف لإبقاء الوضع على ما هو عليه وتثبيت الأسد".

 

اقرأ أيضا: أنباء عن اعتزام روسيا تشكيل جسم عسكري بالسويداء

 

وأشار إلى أن أستانه الذي بدأ مع بداية تغيير الوضع عسكريا، سيعود الآن لإجراء تغييرات سياسية، لصالح تثبيت وتأهيل النظام مرة أخرى، وهو مسار "لن يصل إلى نتيجة، وقد يزول لأن السياسة الروسية غير قادرة على قيادة مسار حقيقي في سوريا".

وتابع: "كلما حصل اختناق في مسار جنيف، وهو عمل مقصود يقف خلفه الروس والإيرانيون، يفتتح مسار آخر بأستانه".

ولم يبد الباحث السوري، تفاؤلا بقدوم إدارة بايدن على المشهد، وقال إنها "بحاجة إلى ترتيب أوراقها الداخلية ولديها هموم أكبر من الملف السوري، مثل مشكلة بحر الصين الجنوبي، وهي أغلقت الأزمة حاليا وتركتها للزمن إلى حين حصول تطور ما".

وأكد أن تحريك الملف بحاجة إلى "جهود داخلية سورية، عبر حركة وطنية، أكثر من قدوم رئيس أو ذهاب آخر".

من جهته قال المحلل السياسي محمود عثمان، إن مسار اللجنة الدستورية "كان دون المتوقع، ولم يخرج عنه نتائج ملموسة حتى بالحد الأدنى وكان من المفروض نقاش المضامين الدستورية ورعاة النظام حالوا دون الوصول إلى نتائج كالعادة".

وأوضح عثمان لـ"عربي21": "بعد حالة الجمود، تداعى الطرفان الروسي والتركي لتفعيل مسار أستانه لرأب الصدع وتدارك النقص في عمل اللجنة الدستورية، المهددة بالانهيار التام لأنه لا وجود لمخرجات وللخروج بماء الوجه من العملية".

وأضاف: "لا بد من الإشارة إلى أن سبب المشكلة، هو وفد النظام، والروس يجرون مباحثات مع الإيرانيين لأنه على ما يبدو الضغوط الروسية لإشراك النظام بالعملية الدستورية، لم تكن كافية أو مؤثرة بالقدر المطلوب وهو ما تسبب في شلل عمل اللجنة، وهذا ما استدعى التحرك الأخير".

وشدد عثمان على أن "هناك ضغوطا متعاكسة روسية إيرانية فالروس يريدون تفعيل المسار الدستوري لكن إيران ترفض، في ظل أن الإدارة الأمريكية في مرحلة البحث والاستكشاف، وتثبيت استراتيجيتها للوضع في سوريا لكن ذلك لن يطول إنما سيكون هناك موقف أشد حزما تجاه مسار جنيف واللجنة الدستورية".

ورأى أن الملف السوري أحد الملفات الشائكة للإدارة الجديدة، وسيتم تفعيله مجددا، لكن السؤال الأهم هو وفق أي مسار سيطرأ تقدم عليه، وفق أستانه الذي تريده روسيا، أم وفق جنيف الذي تريده الولايات المتحدة والمجتمع الدولي خاصة مع وجود قرارات لمجلس الأمن.

التعليقات (0)