مقابلات

"عربي21" تحاور ماما زهرة الحائزة على جائزة "المرأة الشجاعة"

"ماما زهرة" محامية صومالية بارعة أصبحت منذ أكثر من 20 عاما في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصومال
"ماما زهرة" محامية صومالية بارعة أصبحت منذ أكثر من 20 عاما في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصومال

منحت الولايات المتحدة، قبل أيام، جائزة "المرأة الشجاعة" الدولية، إلى المحامية الصومالية والمدافعة عن حقوق الإنسان، زهرة محمد أحمد، التي تُعرف باسم "ماما زهرة"؛ نظرا لمساهمتها في الدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة في الصومال.

وخلال الحفل الـ15 السنوي لتوزيع الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة، الذي تم تنظيمه عبر الإنترنت، يوم الاثنين الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن زهرة "تُكافح من أجل محاربة العنف المُستند على الجنس، وتقوم بمناصرة بعض أضعف الناس في أخطر المناطق بالعالم".

 

و"ماما زهرة" هي محامية صومالية بارعة أصبحت، منذ أكثر من 20 عاما، في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصومال، خاصة للفئات المهمشة. وقد مارست جهودا كبيرة في تقديم المساعدة القانونية لضحايا العنف الجنسي، والنساء في وضع الحبس الاحتياطي. وأسست "مركز تنمية المرأة الصومالية" المعني بالإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان.

وأنشأ "مركز تنمية المرأة الصومالية" أول خدمة خط ساخن مجاني في الصومال لمكافحة العنف الجنسي، ويدير مراكز شاملة للناجين من العنف الجنسي، وعيادات قانونية متنقلة، ومراكز رعاية أسرية، ومساحات آمنة للنساء والفتيات، ومراكز مجتمعية لحماية الطفل والأطفال النازحين داخليا.

فيما أشاد السفير الأمريكي لدى الصومال، دونالد ياماموتو، بـ"زهرة"، قائلا إنها أظهرت "شجاعة استثنائية في الدفاع عن حقوق الفئات الأكثر ضعفا، ما عرّض حياتها وسلامتها للخطر باستمرار"، مضيفا: "إنها مثال لنا جميعا على الفرق الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه فرد في حياة الآخرين".

وفازت 14 امرأة حول العالم بجائزة "المرأة الشجاعة" الدولية لهذا العام، بينهن الناشطة الصومالية "ماما زهرة".

يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تقدم جائزتها الدولية للمرأة الشجاعة في حفل سنوي تنظمه منذ العام 2007. وكان حفل العام الجاري برعاية زوجة الرئيس الأمريكي، جيل بايدن.

وتاليا نص المقابلة الخاصة التي أجرتها "عربي21" مع "ماما زهرة":

ما الذي تمثله الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة (IWOC) بالنسبة لكم؟

إنها تعني الكثير بالنسبة لي؛ فكم أنا سعيدة بأن أحظى بالمكافأة والتقدير لجهودي في خدمة زميلاتي من النساء والوطن والشعب. من المهم أيضا أن يعرف العالم أن الصومال يبلي بلاء حسنا في مواجهة الأزمة الراهنة، وأن الجهود تُبذل للتعرف عليها.

ما الدور الذي لعبته "ماما زهرة" لتفوز بهذه الجائزة الأمريكية؟

عملت أنا والمرأة الصومالية بجد طوال العشرين عاما الماضية لإنقاذ حياة الناس أثناء الحرب الأهلية، والمجاعة، والأزمات الأخرى. لقد ركزت بشكل خاص على العديد من القضايا مثل: الصحة، ودعم المطلقات والأمهات العازبات في مواجهة الأزمات المختلفة، بالإضافة إلى عملنا في دعم الأطفال حديثي الولادة والرضع الذين يعانون من بعض الأمراض للحصول على خدمات صحية أفضل.

كما نقدم مساعدة قانونية مجانية تتضمن التمكين القانوني، والاستشارات القانونية، وخدمات التمثيل القانوني للأشخاص المستضعفين مثل النساء المُغتصبات، وضحايا العنف المنزلي، وضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، والقُصر الذين لا يستطيعون الوصول إلى هذه الخدمات بأنفسهم، خاصة في ظل تفشي العنف ضد النساء والأطفال والفئات الضعيفة الأخرى.

كيف تنظرون للأوضاع الحقوقية في الصومال اليوم؟

هناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة الانتهاكات المتعلقة بقضايا الاغتصاب، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

إلى مَن تقومون بإهداء هذه الجائزة؟

هذه الجائزة مخصصة لكل عائلة في مركز تنمية المرأة الصومالية (SWDC)، وخاصة ابني محمد الذي كان من بين الصوماليين الشجعان الذين فقدوا حياتهم وهم يحاولون جاهدين خدمة الإنسانية وجميع النساء الصوماليات.

ما الذي تخططين لفعله عقب الفوز بهذه الجائزة؟ وما هي مشاريعكم المستقبلية؟

تتمثل خطتي في توسيع أنشطة مركز تنمية المرأة الصومالية (SWDC) لتشمل جميع المناطق التي لا نعمل فيها حاليا، وتقديم الخدمات للصوماليين على مستوى عموم الشعب.

الشيء الآخر المهم بالنسبة لي الآن هو محاولة تكثيف جهودنا لمكافحة الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19 التي يؤثر حقا على المرأة الصومالية بشكل سلبي، وفقا للتقييم الذي أجراه مركز تنمية المرأة الصومالية (SWDC) بالتعاون مع منظمة سيفرورلد، وهي منظمة عالمية مستقلة تعمل من أجل منع الصراع وبناء حياة آمنة. فقد رصدنا محدودية الخدمات الصحية، وفحوصات كورونا، وضعف الآليات الوقائية الوطنية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد. ونحن نريد رفع مستوى الوعي، والتحدث عن مخاطر الوباء، وقلة الاستعداد، ونسعى لتوفير مستلزمات معدات الوقاية الشخصية، وما إلى ذلك.

بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصومال أكثر من 1.8 مليون.. فكيف انعكس انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على أوضاع حقوق الإنسان ببلادكم؟

يؤثر استخدام شبكة الإنترنت في الصومال سلبا وإيجابا على حقوق الإنسان. من ناحية، يتم استخدامها إيجابيا كوسيلة سهلة لتلقي وإرسال الرسائل والتوعية والمشورة بشأن الحماية والوصول إلى الخدمات، وحتى التنبيهات الأمنية التي تصل إلى عدد أكبر نسبيا من الأشخاص وفي المناسبات الأخرى. ويتم استخدامها من قِبل مقدمي الخدمات مثل منظمات المجتمع المدني لتعزيز الإبلاغ عن الانتهاكات، وتوسيع المعرفة بقضايا الحماية والوقاية.

في المقابل، شبكة الإنترنت نفسها تُعد مصدرا لبعض انتهاكات حقوق الإنسان، مثل الانتهاكات التي تنطوي على التنمر والتحريض العلني. ونحن نتلقى قضايا عن استغلال الإنترنت في بعض وقائع الاغتصاب. ومع ذلك، لا توجد لوائح أو سياسات محددة أو مؤسسة عامة أو هيئة دستورية تنظم استخدام الإنترنت في الدولة.

كيف يمكن مواجهة انتهاك حقوق الإنسان في الصومال؟

مثلما نفعل في مركز تنمية المرأة الصومالية (SWDC)، عبر التوعية الواسعة والشاملة، ونحن نقدم المساعدة الحقوقية والتمثيل القانوني في المحاكم مجانا لمساعدة الضحايا في طلب الإنصاف وحمايتهم قانونيا. كما نقدم الدعم الطبي والنفسي للضحايا وأقاربهم، وإذا لزم الأمر، إعادة التأهيل في مراكز ومساحات آمنة لأولئك الذين تتعرض حياتهم للخطر.

ومنظمات المجتمع المدني في الصومال تعمل بجد؛ فهي تقوم بعمل رائع من خلال الصوت الموحد في القضايا ذات الأهمية البالغة مثل انتهاكات حقوق الإنسان، وتتضافر جهودها وطاقاتها من أجل ضمان وصول الضحايا إلى سبل الإنصاف المناسبة.

ما تقييمكم لموقف المجتمع الدولي من أوضاع حقوق الإنسان في الصومال؟

لعب المجتمع الدولي دورا في دعم قضايا حقوق الإنسان، لكن هذا الدعم على ما يبدو بدأ يتراجع في الآونة الأخيرة، ربما بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا التي تحوّل تركيز البرامج إلى المشاريع المنقذة للحياة. ويبدو أنهم تعثروا في هذا القطاع على خلفية الاستجابات الهائلة المطلوبة.

كيف ترين وضع المرأة في الصومال؟

أعتقد أن النساء الصوماليات لديهن فرصة جيدة اليوم، حيث يوجد العديد من النساء المتعلمات، وسيدات الأعمال وغيرهن في السياسة. ومع ذلك، هناك العديد من النساء اللاتي يتعرضن لخطر الموت بسبب نقص الرعاية الصحية الأساسية، وهناك عدد هائل من الفتيات لا يستطعن الحصول على التعليم، وبعضهن يواجهن مشاكل في الوصول للعدالة، وطالما استمرت هذه الأوضاع سنستمر في مضاعفة جهودنا.

برأيكم، هل المرأة في الصومال تفتقر إلى الكثير من الشجاعة؟

لا. المرأة الصومالية شجاعة، فبعد 3 عقود من الحرب الأهلية، أعادت المرأة الصومالية بناء البلد. هن العمود الفقري للمجتمع الصومالي.

كيف ترين مستقبل المرأة الصومالية؟

المرأة الصومالية لها مستقبل مشرق وباهر. إنهن يغيرن الرواية القائلة بأن المرأة لا يمكن أن تكون رائدة أو أنها لا يمكنها أن تحصل على المزيد من الأدوار القيادية في المجتمع.

ما رؤيتكم للأزمة السياسية التي يشهدها الصومال في ظل الجدل والانقسامات بشأن الموقف من إجراء الانتخابات؟

هذا مصدر قلق كبير لنا. نريد لوطننا المضي قدما إلى الأمام، بينما الوضع السياسي الحالي متقلب، ومعظم القضايا الخلافية لا تستند إلى الدستور. الأطراف السياسية تتبرأ من الاتفاقات التي صادقت عليها في الماضي؛ فالاتفاقات الموقعة لا يتم إنفاذها أو احترام تطبيق بنودها. ونرى تلك الخلافات غير صحية، فهناك تغليب للمصالح الفردية على المصالح الوطنية التي من شأنها أن تعود بالنفع على جميع المواطنين في الصومال.

ونحن في منظمات المجتمع المدني نريد دائما الأفضل للبلاد بما في ذلك احترام سيادة القانون والمبادئ الديمقراطية. ولا نريد مطلقا إعادة البلد إلى الماضي.


التعليقات (1)
نوار محمد الجزائر
الأحد، 14-03-2021 07:15 م
ستساهم في تخريب بلدها وتجد لها منزلا في واشنطن، تتزوج وتنجب تاركة وراءها خرابا لمواطنيها،

خبر عاجل