صحافة دولية

WSJ: تاريخ طويل لملكة بريطانيا مع الرؤساء الأمريكيين

سجل طويل تخللته جميع المحطات المفصلية في العلاقات بين البلدين منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية- تويتر
سجل طويل تخللته جميع المحطات المفصلية في العلاقات بين البلدين منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية- تويتر

التقت الملكة إليزابيث، على مدار 69 عاما في العرض، بـ12 من أصل 13 رئيسا تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة، كان آخرهم جو بايدن.

 

وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على ذلك السجل الطويل، الذي تخللته جميع المحطات المفصلية في العلاقات بين البلدين منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

 

والتقت الملكة، التي تبلغ من العمر 95 عاما وهي الأطول خدمة في التاريخ البريطاني، جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا خلال فترة حكمها، باستثناء ليندون جونسون، الذي لم يقم بزيارة لأوروبا ولم تزره.


وأصبحت إليزابيث ملكة، في 6 شباط/ فبراير 1952، عن عمر يناهز الـ26 عاما، بعد وفاة والدها الملك جورج السادس، وفي ذلك الوقت، كان هاري ترومان رئيسا للولايات المتحدة، وكانت قد قابلته قبل ذلك بنحو عام عندما كانت أميرة.

 

والتقت الملكة إليزابيث بعض الرؤساء الأمريكيين قبيل توليها العرش، أو بعد رحيلهم من البيت الأبيض.

 

أول زيارة.. وأزمة "السويس"


كانت أول زيارة رسمية لها كملكة للولايات المتحدة في عام 1957 عندما التقت دوايت آيزنهاور، ثم التقت بكل رئيس بعد ذلك، ما منحها خبرة لا مثيل لها من شاغلي المكتب البيضاوي المتعاقبين، بحسب "وول ستريت جورنال".

 

وكانت العلاقات بين البلدين آنذاك "في حالة سيئة"، إذ إن البريطانيين لم يخبروا الأمريكيين بشأن خطتهم مع الفرنسيين والإسرائيليين في قضية أزمة السويس وغزو مصر، وباع الأمريكيون الجنيه الإسترليني "حتى تخلى البريطانيون عن أوهامهم الإمبريالية"، وجاءت زيارة إليزابيث لواشنطن بإيعاز من رئيس الوزراء آنذاك، هارولد ماكميلان، "لإظهار النوايا الحسنة".


زيارة مفيدة لكينيدي


واستقبلت الملكة جون كينيدي وزوجته جاكي في قصر باكنغهام، عام 1961، وسمح كينيدي، الذي كان من عشاق اللغة الإنكليزية، للبريطانيين بامتلاك تكنولوجيا الأسلحة النووية الأمريكية، وتمت استعادة التعاون الأمني أخيراً. 


نيكسون.. زيارة "باردة"


أما زيارة نيكسون، عام 1970، فتمت في وقت كانت العلاقات فيه بين بريطانيا والولايات المتحدة "باردة"، فنيكسون وجد صعوبة في التعامل مع رئيس الوزراء، إدوارد هيث، الذي كان يميل إلى أوروبا ويرى أن مصير المملكة المتحدة ليس مرتبطا بالمحيط الأطلسي.


"رقصة" فورد الشهيرة


في عام 1976، اصطحب الرئيس، جيرالد فورد، الملكة إلى ساحة الرقص خلال عشاء رسمي في البيت الأبيض، وبدأت الفرقة في عزف أغنية The Lady Is a Tramp، وكان الحفل قد أقيم خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال عن بريطانيا العظمى. وكانت بريطانيا في ذلك الوقت تسعى للحصول على قرض بملايين الدولارات.


كارتر.. الذي لا يحب المظاهر


كان كارتر من أكثر الرؤساء الأمريكيين الذين لا يحبون المظاهر. التقى الملكة  في قصر باكنغهام، في أيار/ مايو 1977، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من توليه منصبه. وكان كارتر صديقا جيدا لبريطانيا وكان على علاقة جيدة برئيس الوزراء حينها، جيمس كالاهان، لكنه وجد صعوبة في التعامل مع مارغريت تاتشر. 


ركوب الخيل مع ريغان


كان رونالد ريغان والسيدة الأولى نانسي أول رئيس أمريكي وزوجته يستضيفان الملكة في "المنزل"، حيث تم استقبالها في مزرعتهما في ويندسور غريت بارك، كاليفورنيا، وهناك استمتعت بمشاهدة معالم المدينة على ظهور الخيل.

 

وأعطت الملكة لريغان وساما فخريا تقديرا للمساعدة الأمريكية للمملكة المتحدة خلال حرب فوكلاند (حرب اشتعلت في عام 1982 بين الأرجنتين والمملكة المتحدة على إقليمين واقعين في جنوب المحيط الأطلسي تابعين لبريطانيا).

 

اقرأ أيضا: بايدن عن الملكة إليزابيث: ذكرتني بأمي


زيارة جورج بوش الأب.. "مهمة خاصة"


قامت إليزابيث بثالث زيارة رسمية لها إلى الولايات المتحدة، في أيار/ مايو 1991، حيث استقبلها جورج بوش الأب، وكانت مهمة الملكة هي المساعدة في إبقاء البيت الأبيض على اعتبار بريطانيا كحليف رئيسي لها في أوروبا، في وقت اقترحت فيه ألمانيا تغييرا في المسار. 


"خطأ" المحافظين.. وتعديل بيل كلينتون للمسار


رغم أن المحافظين بقيادة، جون ميجور، دعموا إعادة انتخاب بوش الأب، إلا أن الرئيس الجديد، بيل كلينتون، أقام علاقة جيدة بالملكة "واكتسبت العلاقة برئيس الوزراء، توني بلير، بعض العمق الفكري"، وفي نهاية فترة رئاسته الثانية، عام 2000، زار الملكة في قصر باكنغهام مع عائلته.


اجتماعات هامة مع بوش الابن 


كانت اجتماعات الملكة مع بوش "أقل إثارة للجدل من اجتماعات القمة التي عقدها مع بلير، إبان حرب العراق، التي أثارت الجدل. وقامت الملكة بزيارتها الرابعة للولايات المتحدة، في عام 2007، حيث التقت بالرئيس الأسبق في عشاء رسمي ارتدت فيه تاجا بينما ارتدى بوش ربطة عنق بيضاء.


زيارة عائلة أوباما.. "خرق" البرتوكول لم يعكر صفو العلاقة


قام الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وزوجته ميشيل، بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، في أيار/ مايو 2011، حيث أقيم حفل عشاء رسمي، تخلله "خرق" للبروتوكول عندما قامت ميشيل بوضع ذراعها حول الملكة، لكن الملكة تداركت الموقف، في وقت لم تكن فيه العلاقة بين أوباما ورؤساء الوزراء في بريطانيا جيدة.


زيارة مثيرة لترامب


في 3 حزيران/ يونيو 2019، استقبلت الملكة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في قصر باكنغهام، في زيارة تخللها أيضا ما اعتبرته الصحف "خرقا للبروتوكول"، عندما قام بالسير أمام الملكة. في نهاية الزيارة، لم يتم إتمام الصفقة التجارية التي كانت تتوق إليها تيريزا ماي ثم بوريس جونسون.


استقبال حافل لبايدن


استقبلت الملكة بايدن وعائلته، الأحد، في قصر وندسور، وشربت معهم الشاي، بعد أن حضرت حفل استقبال في كورنوال في مستهل قمة مجموعة السبع، بوجود بايدن. 


وجاءت الزيارة في ظل توترات بين البلدين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقضية إيرلندا الشمالية. 


وخلال حفل كورنوال أثارت الملكة موجة من الضحك عندما توجهت بالسؤال لقادة القوى المشاركة لدى التقاط الصورة التذكارية قائلة: "هل ينبغي علينا التصرف كما لو أننا نمضي وقتا ممتعا؟".


وعلى المدرج في مطار هيثرو قبل مغادرته المملكة المتحدة، قال بايدن إنه دعا الملكة إلى البيت الأبيض. وأضاف: "لا أعتقد أنها ستشعر بالإهانة، لقد ذكرتني بوالدتي".

التعليقات (0)