صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: سياسة الأمن تجاه الفلسطينيين فشلت

يشاي: "السياسة الإسرائيلية خاصة تجاه الفلسطينيين ساهمت في توقف دعم قطاعات مهمة وكبيرة من يهود أمريكا- جيتي
يشاي: "السياسة الإسرائيلية خاصة تجاه الفلسطينيين ساهمت في توقف دعم قطاعات مهمة وكبيرة من يهود أمريكا- جيتي
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين اعتراها الكثير من الإخفاقات الكبيرة، وفي معظم نقاط اتخاذ القرارات المهمة، فضلت أيديولوجية أرض إسرائيل الكبرى، وقاعدتها السياسية على اليمين، على أمن الإسرائيليين، دون التقليل من الجوانب الاستراتيجية الوجودية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأضاف رون بن يشاي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أنه "عندما طُلب من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اتخاذ قرارات أمنية عسكرية، فقد ارتكبت مرارًا أخطاء كلفت الإسرائيليين دماء وموارد، بدءًا بافتتاح نفق حائط البراق، إلى السلوك المتبع تجاه حماس بغزة، وهي سياسة توصف بالفشل الذريع، فإسرائيل لم تفهم مدى انفجار المكون الديني، وخطورته في التجربة الفلسطينية بشكل عام، وفي حماس بشكل خاص".

وأشار إلى أنه "لهذا السبب أهملت الحكومات الإسرائيلية إدارة نسيج الحياة في شرق القدس، وامتنعت عن كبح المتطرفين اليهود الذين أصروا على انتهاك الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وهذه الأزمات أوقعت خسائر دموية في الإسرائيليين، وخيمت على العلاقات مع الأردن والدول العربية الأخرى، حتى إن إسرائيل سمحت للأسلحة العسكرية لحماس بالتكثيف دون عوائق في السنوات السبع منذ حرب غزة 2014، بدليل ما رأيناه في الحرب الأخيرة 2021".

وأكد أنه "في الوقت نفسه، عاملت إسرائيل السلطة الفلسطينية ومحمود عباس رئيسها، بإهانة ووقاحة، رغم أنه يعارض العنف والعمليات المسلحة، ليس فقط بالقول، ولكن بالضغط الأمني، وتعاون أجهزته الأمنية مع نظيرتها الإسرائيلية لمنع الهجمات العسكرية، ومنع حماس من السيطرة على الضفة الغربية، وأبو مازن وسلطته مستعدان للتعايش مع إسرائيل بشروط معينة، بينما تنكر حماس تمامًا وجود دولة يهودية بين النهر والبحر".

وأوضح أن "السياسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة ابتعدت عن إحدى قواعدها التأسيسية وهي الغموض، ما قد يساهم في تخريب قدرة الموساد على التصرف بحرية، كما انتقد أعضاء كبار آخرون في مجتمع الاستخبارات والجيش الإسرائيلي بشدة ما يسمونه تفاخر الساسة الإسرائيليين بنجاح عمليات MMB "المعركة بين الحروب" في سوريا، رغم أن السرية والغموض أدوات لتحقيق الهدف، وليس الهدف نفسه".

وأشار إلى أن "السرية التي تخلت عنها إسرائيل تجعل من الممكن الوصول للإنجازات العملياتية على حين غرة، وتوفر الأمن للمقاتلين العاملين في الميدان، وتمنع الانتقاد، والتورط في الساحة الدولية، وتحول دون خوض مواجهات غير مرغوب فيها، وتفسح المجال أمام إسرائيل لمعرفة نقاط ضعف العدو داخل أراضيه، لذلك فإن "مساحة الإنكار" التي يوفرها الغموض ضرورية للحفاظ على مواجهة دائمة وفعالة".

وأوضح أن "السياسة الإسرائيلية في سنواتها الأخيرة، خاصة تجاه الفلسطينيين، ساهمت في توقف دعم قطاعات مهمة وكبيرة من يهود أمريكا، وقد رأينا ذلك في حيثيات حرب غزة الأخيرة 2021، حين تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل".

وأكد أنه "في الوقت الذي سارعت فيه إسرائيل لبناء الأسيجة الأمنية على الحدود مع مصر، وكذلك الحاجز التحت أرضي في الجنوب على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما تكرر في مرتفعات الجولان، لأنها فهمت قيمة هذه الأسوار، وحثت على بنائها، فإنها في الوقت ذاته أهملت حماية المستوطنات القريبة من الحدود في الجنوب والشمال، رغم أنها تتلقى في كل مواجهة معظم قذائف حماس وحزب الله وصواريخهما".
0
التعليقات (0)