مقالات مختارة

خطورة معلومات إثيوبيا المضروبة

عماد الدين حسين
1300x600
1300x600

هناك اتهام رسمي من مصر والسودان لإثيوبيا، بأنها تعمدت عدم إمداد البلدين بالمعلومات الصحيحة بشأن سد النهضة، أو تقديم معلومات ناقصة ومضللة، وبعد فوات الأوان، مما كبد البلدين خسائر كبيرة.


قبل أيام قال الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الري المصري، في تصريحات لقناة «العربية»؛ إن الملء الأول للسد، دون إخطار مسبق، تسبب في جفاف وفيضان وتلوث، والسودان شهد أزمة جفاف وأزمة في مياه الشرب بين سكان الخرطوم، وبعدها حدثت سيول، ولاحقا قامت إثيوبيا بفتح الأنفاق السفلية لتخرج الترسيبات وتعكر مياه سد الروصيرص، مما أدى إلى التلوث.


إثيوبيا أيضا قدمت لمصر معلومات مضللة بخصوص الملء الثاني، حيث أبلغت القاهرة بأنهم سوف يقومون بملء ١٣٫٥ مليار متر مكعب، وعلى هذا الأساس قامت مصر والسودان بالاستعداد لذلك، لكن وفي وقت لاحق لم يملؤوا إلى ٣٫٥ مليار متر.


ما قاله الوزير المصري نفسه، أكده وزير الرى السوداني ياسر عباس قبل أيام قليلة، حينما كتب على حسابه على تويتر يقول؛ إن عدم تقديم إثيوبيا للمعلومات الصحيحة والكافية، وفي الوقت المحدد، أجبر السودان على اتخاذ إجراءات احتياطية مكلفة ذات أثر دائم.


وهناك تقارير سودانية كثيرة ترصد الخسائر الناتجة عن السلوك الإثيوبي، أهمها سقوط القتلى والجرحى وتشرد الآلاف نتيجة الفيضانات، وكذلك الخسائر الاقتصادية المتمثلة في إتلاف العديد من المحاصيل.


وقبل أسابيع أيضا، قال المتحدث الرسمي باسم فريق التفاوض السوداني عمر الفاروق؛ إن عدم إعطاء إثيوبيا للبيانات الصحيحة والتفصيلية اليومية عن حجم المياه المتدفقة ومناسيبها، سيكلف السودانيين كثيرا، منها مثلا أن الخرطوم لن تكون قادرة على تشغيل سد الروصيرص، الذى يتيح ٨٠٪ من كهرباء السودان، إضافة إلى أنه السد الأساسي لزراعة منطقة الجريرة، وأن السد الإثيوبي يؤثر على حياة ٢٠ مليون سوداني، مهددين بتنفيذ نمط العيش، باعتبارهم يعيشون على الري الفيضي.


الوضع نفسه مع مصر؛ لأن عدم وجود اتفاق قانوني وملزم لتشغيل السد، يعني أن مصر ستكون تحت رحمة إثيوبيا.


وإذا كانت إثيوبيا تتعمد عدم تقديم المعلومات الصحيحة والكاملة للبلدين الآن، ونحن في مرحلة التجارب الأولية، وأن السد لم يكتمل بعد ولم يملأ إلا أقل من 10 مليارات متر مكعب من إجمالي سعة تقدر بـ74 مليار متر مكعب، وإذا كانت إثيوبيا تتعمد فعل ذلك الآن، وتقدم المعلومات المضللة، فما الذى يمكن تصوره حينما يكتمل بناء السد، خصوصا في ظل النبرة المتعجرفة لإثيوبيا، منذ نحو ثلاث سنوات، التي تزيد حدتها يوما بعد يوم؟


الحكومات السودانية السابقة ارتكبت جريمة في حق بلدها، وفي حق مصر، حينما سهلت لإثيوبيا استهلاك الوقت، وتعمدت القول بأن السد في صالح السودان، وأنه سيحمي البلاد من أخطار الفيضانات، وسيمدها بكهرباء رخيصة. ليس هذا وقت البكاء على اللبن المسكوب، لكن من المهم أن يفكر البلدان مصر والسودان في استراتيجية موازية للمفاوضات المتوقعة؛ لأنه ثبت يقينا أن إثيوبيا لن تقدم أي شيء ذي جدوى على طاولة المفاوضات. فسوء النوايا الإثيوبية الآن، وهي لاتزال تبني السد، يعني شيئا واحدا، هو أنها لن تتورع عن اتخاذ أغرب الإجراءات وأشدها، للإضرار بمصر والسودان.
المنجهية والتحدي والصلف والنوايا الشريرة، تجعلنا لا نستبعد أن تقدم إثيوبيا على اتخاذ أشد الإجراءات غرابة، ومن ثم وجب علينا الاستعداد للحظة الحاسمة، بما أن أديس أبابا تصر على السير في هذا الطريق الوعر. فتحركوا يا أولي الألباب، قبل أن ينهار السد بالفعل فيغرق معظم السودان، ويضر مصر بصورة وجودية.

 

(الشروق المصرية)

3
التعليقات (3)
عبدالله المصري
الأربعاء، 29-09-2021 10:50 ص
ساظل اسال لماذا وافق السيسي في 2015 على بناء السد و لماذا من اجل السيسي يتحمل اكثر من 100 مليون مصري النتائج الخطبرة لهذه الموافقة بل تتحملها مصر أيضا في المستقبل ثم يخرج علينا معتوه منافق مثلك يناقش معلومات خاطئة جائت من أثيوبيا نتيجة موافقة السيسي على بناء السد و يظل يمجد في قاتل المصريين جوعا و عطشا عجبا لامر عبيد مافيا السيسي الذين يسوقون لجرائم السيسي كانها انتصارات.
الصعيدي المصري
الإثنين، 27-09-2021 05:01 م
للاسف ما زالت عربي 21 وكأنها تستفز جمهورها بنشر مقالات لاناس تم فضح توجهاتهم التطبيلية ودعم الاستبداد والدم .. فضلا عن عدم الكفاءة المهنية .. لا ادري مالذي يمكن ان يضيفه مثل هؤلاء لقاري عربي 21 .. اعتقد ان اقل قراء عربي 21 علما وثقافة يفوق امثال هؤلاء بمراحل .. سواء على المستوى الثقافي او العلمي او الاخلاقي .... لطفا بنا يا من تختارون كتاب الموقع
اشرف عزام
الإثنين، 27-09-2021 08:30 ص
من أتى بهذا الصحفي المتلون إلى هنا أن هذا الموقع للصحفيين الاحرار وليس للذين ياكلون على كل المواءد مثل مصطفى بكرى واحمد موسى والبازوغيرهم كثير