ملفات وتقارير

"قائمة السيسي" تنافس نفسها في انتخابات اتحادات الطلاب

وصف برلماني مصري "انتخابات اتحاد الطلاب بأنها شديدة الأهمية"- CC0
وصف برلماني مصري "انتخابات اتحاد الطلاب بأنها شديدة الأهمية"- CC0

تتواصل انتخابات اتحادات الطلاب على مستوى الجامعات في مصر، وسط إقبال ضعيف من الطلاب على التسجيل والتصويت، وغياب الحركات والأسر الطلابية، والمنافسة بين الطلاب في ظل هيمنة "طلاب من أجل مصر" على المشهد، فضلا عن حسم عدد كبير من المقاعد بالكليات بالتزكية.


انطلقت انتخابات اتحاد الطلاب 2021/ 2022 يوم الأحد، ويتسابق فيها 25 ألفًا و503 مرشحين، ومن المقرر إجراء انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الكليات يوم الثلاثاء، وانتخابات رئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الكليات يوم الأربعاء، على أن تختتم الانتخابات الطلابية بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس ونائب رئيس اتحاد الجامعة يوم الخميس 2 كانون الأول/ ديسمبر 2021.


كانت أسرة "طلاب من أجل مصر"، المدعومة من السلطات المصرية، اكتسحت انتخابات العام الماضي، بحصولها على نسبة 96.2% من مقاعد اللجان المختلفة المتاحة، وهي حركة غير معروفة، وظهرت للنور عام 2017، كظهير طلابي للنظام بعد إقرار لائحة الانتخابات الجديدة.


وفي آب/ أغسطس 2017، اعتمد المجلس الأعلى للجامعات "اللائحة الطلابية الجديدة"، وسط رفض قطاع واسع من الطلاب، بسبب هيمنة الأجهزة الأمنية عليها، ومحاولة خلق اتحادات منزوعة الصلاحيات، وثني الاتحادات الطلابية عن مهامها الرئيسية.

وقبل حتى انطلاق الانتخابات حسمت النتائج، وفق الصحف المحلية، في غالبية الكليات، حيث أعلنت جامعة القاهرة حسم انتخابات اتحادات عشر كليات من إجمالي 18 كلية بالتزكية، كما أعلنت جامعة حلوان حسم انتخابات 14 من أصل 21 كلية بالتزكية، وحسمت الانتخابات في 15 كلية بجامعة الإسكندرية، وتجرى الإعادة في 5 كليات من بينها 4 كليات لم تبلغ النصاب القانوني.

وفي تعليقه على تلك الانتخابات التي يخوضها فصيل واحد وقاطعها المستقلون، قال رئيس جامعة القاهرة محمد الخشت في تصريحات صحفية: "إن انحيازنا لجميع الطلبة دون تمييز، وإن تعليم الممارسة الديمقراطية أهم مقاصدنا، مؤكدًا أن الانتخابات الطلابية بالجامعة تتسم بالديمقراطية والحيادية، وتتم في إطار من الشفافية والنزاهة."

النظام ينتخب نفسه في اتحاد الطلاب

في معرض تعليقه على المشهد الانتخابي، يقول نائب رئيس اتحاد طلاب مصر سابقا، أحمد البقري، إن "الحياة الطلابية في الجامعات المصرية توقفت منذ أن سيطرة الدبابة على مقاليد الحكم في مصر، فتبدل الحال من انتخابات حرة نزيهة انطلقت من أسوار الجامعات حتى وصلت لانتخاب اعلى مسؤول رفيع في الدولة وهو رئيس الجمهورية، إلى قتل الديمقراطية والحياة السياسية بقتل أول رئيس مدني منتخب أتى من حرم الجامعات أستاذا بكلية الهندسة".

وتوقع البقري في حديثه لـ"عربي21" أن "تحسم الانتخابات بالتزكية لعدم وجود منافسين، وما يجري يعكس صورة الأوضاع السياسية في مصر؛ الجامعات هي الوجه الحقيقي لما يجري في خارج أسوارها، عندما حدثت الثورة وانفتح المجال العام كانت الجامعات المصرية واحة للندوات والمحاضرات العلمية، وفي أعقاب الثورة شهدت الجامعات أول انتخابات حرة للاتحادات المصرية بمشاركة طلابية واسعة؛ لأنه في ذلك الوقت كان لا مجال للأمن ولا الديكتاتورية، كان كل شيء بالإرادة الحرة".

 

اقرأ أيضا: مصر تكشف عن صناعة أول طائرة مسيرة.. تفاصيل (شاهد)

وأشار إلى أن "السلطة الحالية تخشى من أي انتخابات؛ لأنها تدرك أن أي مساحة ستكون عواقبها وخيمة، ومنها قد تكبر كثرة الثلج، فما بالكم بالحركة الشبابية قوامها الطلاب بكل ما لديها من حماس وإمكانيات لبناء مستقبل أفضل، لذلك تعامل النظام الحالي مع الجامعات بمنتهى العنف، من قتل للطلاب داخل أسوار الجامعات، إلى اعتقال الآلاف، إلى سن قوانين غير مسبوقة يحاكم بموجبها الطلاب بتهم الإرهاب".

الوجه الحقيقي لانتخابات اتحاد الطلاب

يصف البرلماني والسياسي المصري الدكتور محمد عماد صابر، انتخابات اتحاد الطلاب بأنها شديدة الأهمية، قائلا: "في أي دولة ديمقراطية محترمة، نجد أن للاتحادات الطلابية أهمية مضاعفة، تزيد على كونها أداة لتنظيم الأنشطة الطلابية وتمثيل الطلاب، حيث إنها تسهم في ترسيخ الممارسات الديمقراطية في الأجيال الجديدة، وتسهم بمشاركة الجمهور في الحوكمة، وهو ما يتمثل في القطاعات العريضة من طلبة الجامعات داخل جامعاتهم".

وتابع لـ"عربي21": "أثناء اندلاع ثورة يناير من عام 2011، احتلت الجامعات المصرية فيها قلب المشهد في العديد من الأحداث، وتعتبر انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات التالية ساحة خصبة للعديد من التفاعلات الجديرة بالبحث والدراسة، لمعرفة من أين بدأنا، وإلى أين انتهينا".

وبشأن كيفية القضاء على الحراك الطلابي، قال صابر: "منذ 3 يوليو 2013، سعت سلطة الانقلاب منذ اللحظة الأولى إلى السيطرة على المجال العام، وفي خضم ذلك كانت الحركة الطلابية تعاني في معركة البقاء، وانتهى الحراك الطلابي، بعد سلسلة من الانتهاكات وممارسة العنف تجاه الحركات الطلابية، وكأي سلطة انقلابية فهي في غنًى عن اتحاد طلابي معارض لها، لذلك شاهدنا كيف أن سلطة الانقلاب عطلت الانتخابات الطلابية لعامين متتاليين، لكن حاجة نظام الانقلاب إلى ديمقراطية بلا مضمون هو ما يدفعه لممارسة قشور الديمقراطية فقط".

خلاصة القول، بحسب صابر، أننا انتقلنا من بداية عقد شهد زخما في المجال العام، كانت الجامعات واتحادات الطلاب فيه في القلب منه، بانتخابات حرة تتنافس فيها قوًى متنوعة ومختلفة، إضافة إلى الطلاب المستقلين في 2011، إلى اتحادات طلاب يتم تعيين الكثير من أعضائها، وفوز آخرين بالتزكية، وتغيب عنها التغطية الصحفية والإعلامية، ولا تتضح النتائج.

التعليقات (0)