هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يظهر التورط الإسرائيلي في الحرب الروسية الأوكرانية يوما بعد يوم، لم يكن آخرها تبادل الاتهامات بين وزيري خارجية روسيا والاحتلال سيرغي لافروف ويائير لابيد، حول حديث الأول عن الجذور اليهودية للزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، واتهام دولة الاحتلال بدعم "النازيين الجدد" في أوكرانيا.
الجديد في التورط الإسرائيلي في هذه الحرب التي تدخل يومها المئة، ما كشفه موقع ويللا الإخباري عن تلقي رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلنسكي لنصائح إعلامية في مجال الدعاية من مستشارين استراتيجيين مقربين من زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، الأمر الذي من شأنه زيادة التوتر بين موسكو وتل أبيب.
تال شاليف المراسلة السياسية للموقع الإسرائيلي ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "عددا من المستشارين المقربين من نتنياهو عملوا شركاء في مكتب يقدم خدمات إدارة الحملات الإعلامية والدعائية في الخارج، قدموا نصائح إعلامية واستراتيجية إلى زيلنسكي، وهم شاروليك آينهورن، المدير في الحملة الانتخابية لحزب الليكود في الانتخابات الأخيرة، ويوناثان أوريخ المتحدث باسم نتنياهو في السنوات الماضية، وعوفر غولان المقرب جدا من نتنياهو، رغم أن أياً منهم لم يعقبوا على هذا الكشف الجديد".
وأضافت أن "هذا المكتب الاستشاري للخدمات الإعلامية والدعائية قدم سابقا نصائح للرئيس الصربي ألكسندر فويتشخ، في حين أظهر زيلنسكي استخداما لافتا للشبكات الاجتماعية، وبات أحد ألمع رؤساء العالم في استخدامها خلال السنوات الأخيرة، حتى أنه اعترف قائلا إن "أوكرانيا لديها جيش ضعيف، لكن شبكاتها الاجتماعية قوية"، ولذلك فقد نجح بالاستخدام الذكي لوسائل التواصل الاجتماعي في هزيمة نظام الدعاية الروسي، الذي نشر أخبارا كاذبة بأنه استسلم، وهرب من ساحة المعركة، ولعل الدعاية الروسية كانت ستنتصر لولا نشاط زيلنسكي الرقمي، وبفضله فقد وقف الأوكرانيون بجانب الرئيس بمواجهة الروس".
اقرأ أيضا: بطلب من واشنطن.. الاحتلال يفكر بزيادة مساعدة أوكرانيا عسكريا
في الوقت ذاته، فقد أكدت الأوساط الإسرائيلية أنها تقف على خط رفيع في العلاقات مع روسيا، مع تخوف من نشوب أزمة خطيرة بينهما، بعد إعلان لابيد عن استدعاء السفير الروسي في تل أبيب عقب تصريحات لافروف، وسط توقع بألا تلتزم موسكو الصمت، بل تعطي رداً قاسياً باتجاه تل أبيب، وتخوف بأنه في هذه الفترة الحساسة، فإن الأمور قد تنحدر لأزمة حقيقية.
ورغم أن السفير الروسي في تل أبيب لم يتم استدعاؤه لتوبيخه، ولكن فقط للاستيضاح منع على تفوهات لافروف المعادية للاحتلال بشأن هتلر، لكن الاحتلال لا يتذكر مثل هذه الخطوة الحادة ضد الكرملين، فليس كل يوم تدعو "إسرائيل الصغيرة" سفير إحدى القوى العالمية إلى دعوة للاستيضاح، مما يعني أنها تسير على حبل مشدود، لأن أي تحرك ضد موسكو قد يكون له رد روسي قاس، على أمل في تل أبيب أن الصراع لن يتصاعد إلى أزمة خطيرة في العلاقات بينهما.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية تمر بفترة حساسة بشكل خاص على خلفية غزو أوكرانيا، حيث أدانت وزارة الخارجية الروسية مبادرة السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا مايكل برودسكي لاستبدال تسمية الشوارع والمواقع فيها بأسماء بديلة عن الجنرالات الروس والأبطال الثقافيين الروس لأسماء عالمية، مما دفع روسيا لاتهام إسرائيل بأنها تسير على خطى أوكرانيا، وتتبنى سياسة إزالة المعالم الروسية في كييف".
وأضاف أنه "رغم هذا التوتر المتصاعد، فإن الجانبين يسعيان للحفاظ على أجواء من علاقاتهما الطبيعية، فتل أبيب لديها العديد من المصالح لدى موسكو، بما فيها تأمين بالهجمات المتكررة على أهداف إيرانية في سوريا، رغم أن السياسة الإسرائيلية في الحرب الدائرة استدعت غضبا روسياً لافتاً، فهي منذ اللحظة الأولى أدانت الغزو، وصوتت لإدانتها في الأمم المتحدة، وأيدت تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، وهي الدولة الوحيدة التي تمتلك مشفى ميدانيًا داخل أوكرانيا".