سياسة دولية

روسيا تكثف عملياتها في شرق أوكرانيا لفرض سيطرتها

هل تفصل روسيا الشرق كما في فعلت في القرم؟ - جيتي
هل تفصل روسيا الشرق كما في فعلت في القرم؟ - جيتي

شنت روسيا هجوما جديدا في شرق أوكرانيا بمنطقة دونباس من أجل بسط سيطرتها هناك، حيث أرسلت آلاف القوات المقاتلة إلى المنطقة.


وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين.


وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية. وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوجانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب في وقت متأخر من الليل: "كل ما تبقى من قوة لدى الجيش الروسي يتركز الآن على هذه المنطقة".


وذكر مكتبه أن الروس شنوا هجوما على سيفيرودونتسك في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء وأن البلدة تتعرض باستمرار لقصف بقذائف المورتر.


وقال حاكم منطقة لوجانسك، سيرهي جايداي، إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية على الأقل، معظمهم بالقرب من الملاجئ في سيفيرودونيتسك. وأضاف أن الطريق الرئيسي للخروج ما زال يتعرض للقصف، لكن المساعدات الإنسانية ما زالت تصل.


وقال الجيش الأوكراني إن القتال للسيطرة على الطريق ما زال مستمرا وإنه صد أمس الثلاثاء تسع هجمات روسية في دونباس. وذكر أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا في ضربات بالطائرات وراجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون.


وفي بوكروفسك، وهي مدينة في دونباس تخضع للسيطرة الأوكرانية وأصبحت مركزا رئيسيا للإمدادات وعمليات الإجلاء، أحدث صاروخ حفرة في طريق للسكك الحديدية وألحق أضرارا بالمباني المجاورة.


وكانت ليديا أوليكسييفنا تزيل الغبار والرماد الذي غطى مطبخها نتيجة القصف الذي تسبب في تطاير زجاج النوافذ وتدمير الجدران الخارجية. وقالت: "لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إنقاذ المنزل".


وفي كراماتورسك، بالقرب من خط المواجهة، كانت الشوارع مهجورة إلى حد كبير، بينما في سلوفيانسك إلى الغرب، استغل العديد من السكان ما وصفته أوكرانيا بأنه توقف مؤقت للهجوم الروسي للمغادرة.


وقالت فيرا سافرونوفا، التي كانت تجلس في عربة قطار وسط أشخاص تم إجلاؤهم: "لقد قُصف منزلي، ولا أملك أي شيء".


على جانب آخر، أعلنت روسيا أن أهالي منطقتي زابوريجيا وخيرسون سيتمكنون من الحصول على جواز سفر روسي في إجراءات "مبسطة".


تعقيبا على ذلك، قالت كييف إن "الإصدار غير القانوني لجوازات السفر... انتهاك صارخ لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وكذلك لقواعد ومبادئ القانون الإنساني الدولي".


وألغى البرلمان الروسي الحد الأقصى لسن الالتحاق بالجيش كي يكون بالإمكان "استقطاب خبراء في الاختصاصات المطلوبة".

 

يأتي المرسوم الذي نشر الأربعاء في أعقاب مرسوم عام 2009 يسمح بتسريع إجراءات مماثلة لأهالي "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا.

ولا يُشترط على مقدمي الطلبات أن يكونوا قد أقاموا في روسيا، ولا تقديم ما يثبت حيازتهم للأموال الكافية أو نجاحهم في امتحان للغة الروسية.

وقد تلقى مئات آلاف المواطنين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين بالفعل جوازات سفر روسية.

والإثنين الماضي أعلنت سلطات خيرسون اعتماد الروبل عملة رسمية إلى جانب الهريفينيا الأوكرانية. والخميس الماضي أعلن المسؤولون المعينون من موسكو عن نفس الإجراء في أجزاء من منطقة زابوريجيا.

1
التعليقات (1)
عابر سبيل
الأربعاء، 25-05-2022 07:12 م
"التفاعل بين دول العالم تعاونا وتنافسا وحربا هو العامل الأكبر في طبيعة عمل النظام الدولي" (أسوشيتد برس) ـ مهد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار المعسكر الشرقي لولادة نظام دولي جديد تفردت فيه أميركا بالقيادة وزعامة العالم، مع عجز دول العالم الثالث وبعض القوى الصاعدة عن تطوير فكرة "عدم الانحياز"، وتقديمها خيارا منافسا قادرا على استثمار تركة المعسكر المنهار في سبيل بروز قطب عالمي موازي للقطب الليبرالي. وبانتصاف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، باتت الصين قوة اقتصادية عالمية يُحسب لها حسابها، لاسيما بعد تحقيقها نموا اقتصاديا سريعا يُؤهلها لتصدر العالم اقتصاديا في النصف الثاني من هذا القرن، كما برزت كوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة (النمور الآسيوية) ومعها الهند والبرازيل [وتركيا] قوى اقتصادية هامة تمثل جزءا معتبرا من التجارة الدولية. ودفع هذا التعدد القطبي على المستوى الاقتصادي كثيرين إلى توقع تبلوره في تعددية سياسية وإستراتيجية للنظام الدولي [الجديد]، لكن ذلك ما زال مستبعدا نظرا للتباين الكبير بين مرجعيات ومصالح هذه القوى الصاعدة. المصدر الجزيرة نت ـ [هذا قبل بدء حرب روسيا وحلفائها ضد أمريكا وأوروبا مع حلفائهما على أرض أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022م]