كشفت تحقيقات الأمن الداخلي
اللبناني تفاصيل تجنيد
الموساد الإسرائيلي للبناني حائز على إجازة في إدارة الأعمال، قبل أن يعرض الشاب على "مشغله" تقديم خدمات استخباراتية بمقابل زهيد، وفقا لصحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله.
وبحسب الصحيفة، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني فريد ح. (من مواليد عام 1976 في بلدة عين وزين - قضاء الشوف)؛ بشبهة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريد "علق" في شبكة الموساد وفق النمط الجديد الذي باتت الاستخبارات الإسرائيلية تتبعه أخيرا لتجنيد عشرات العملاء عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة حاجة عدد كبير من هؤلاء للعمل، في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقا للصحيفة، "قدم فريد الحائز على إجازة في إدارة الأعمال عشرات طلبات التوظيف عبر مواقع إلكترونية، من بينها صفحة Libra على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، التي نشرت إعلانا عن حاجتها إلى موظفين مجازين في إدارة الأعمال. أرسل المشتبه فيه رسالة إلى مسؤول الصفحة، سائلا عن فرصة عمل.
وقال فريد في التحقيقات: "بعد أسبوع، تلقيت جوابا يطلب سيرتي الذاتية. بعد أسبوعين من إرسال السيرة، وردتني رسالة عبر الواتساب من رقم أجنبي تبيّن من خلال برنامج truecaller أنه باسم صفحة libra الرقمية. سألني المتصل، باللغة الإنجليزية، إن كنت مهتما بإيجاد عمل، وسألني ما إذا كنت ضليعا في تجميع البيانات (Database)".
طلب المتصل من فريد ضرورة أن يكون في حوزته "لابتوب" وهاتف مخصصان للعمل حصرا، لكن فريد أخبره أنه ليس لديه قدرة على شراء هاتف جديد، فوعده بأن يرسل له ثمنه. وبالفعل، بعد أسبوع، أرسل له حوالة مالية، وفقا للصحيفة.
أول طلب للمشغل من فريد كان حول ما إذا كان قادرا على الحصول على رقم رحلة طيران أي مسافر في حال تزويده باسمه، فأكد المشتبه فيه عدم قدرته على ذلك؛ لعدم معرفته بأي شخص يعمل في المطار.
اظهار أخبار متعلقة
بعد فترة قصيرة، طلب المتصل من فريد شراء شريحة هاتف من دون هوية وتزويده بالرقم، بعدها أرسل له حوالة مالية بقيمة 100 دولار، ثم طلب منه تصوير مداخل مركز "spot" التجاري في صيدا، وإرسال الصور إلى المشغّل عبر تطبيق تيليغرام.
طوال هذه الفترة، اقتصر التواصل مع المشغل على الرسائل المكتوبة، وكان يتجنب الإجابة عن أي أسئلة يطرحها فريد عليه تتعلق بمكان وجوده واسمه وطبيعة عمله، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة، إن المهام التي أوكلت إلى فريد في هذه المرحلة تضمنت شراء ثلاث شرائح خطوط خلوية من دون هوية وإرسالها إلى الخارج، وتصوير مداخل مراكز تجارية، والاستقصاء عن شخص فلسطيني الجنسية وسكنه ونوع السيارة التي يستخدمها ورقمها، وتأمين معلومات عن أصحاب لوحات سيارات. وبعد كل مهمة، كان المشغّل يطلب من فريد إزالة الشريحة من الهاتف وإطفاءه تماما، وعدم استخدامهما على الإطلاق.
أبلغ فريد المحققين أن شكوكا ساورته بأنه ربما يعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي، قائلا: "بعدما أرسل لي حوالات مالية من بلدان عدة وبأسماء مختلفة، ونظرا لطبيعة المهمات التي طلبها مني. رغم ذلك، قبلت بتزويده بما طلبه؛ طمعا بالمنفعة المادية، بسبب سوء أوضاعي".
وأضافت الصحيفة: "اللافت في المحادثات بين فريد ومشغّله هو الاندفاع الذي أبداه فريد بما يتعدى المطامع المالية؛ إذ إن فريد كان هو من يبادر بالتواصل ويسأل عن مزيد من المهام. وفي إحدى المحادثات التي عُثر عليها، عبر الموقوف عن رغبته بتعميق العلاقة، وكتب له: أريد العمل معك شخصيا، وأن أكون صندوقا أسود لك ويدك اليمنى، وأن أحافظ على أسرارك".
وقال فريد في التحقيقات، إن مشغّله سأله عن إمكان الحصول على بيانات لوحاتِ السيارات لمدينة كاملة من دون أن يسميها، عارضا أن يدفع له 100 دولار مقابلها، فأخبره فريد بأن ذلك غير ممكن لكون الجهاز لا يعمل بهذه الطريقة. وعرض عليه في المقابل شراء برنامج يكشف عن معلومات عن أصحابِ أرقام السيارات مقابل 12 ألف دولار، فلم يوافق المشغل. و"كان آخر تواصل بين فريد ومشغله قبل توقيفه بيومين فقط"، بحسب الصحيفة.